في ذكرى فبراير الخامسة.. ﻻ تخذلوا ليبيا!! - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

المتتبع للشأن الليبي وما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد في ظل خلافات  قائمة على اﻻرض بين الإخوة الأعداء يدرك جيدا انه لكي يعاد القطار لسكته بعد انحرافه تبدأ بخطوة تشكيل حكومة توافقية واحدة ولو بالحد اﻻدنى من القبول في زمن الخلاف!!.

والمهتم بالواقع الليبي يلمس كذلك أن وجود حكومتين في بلد واحد هي مفارقة خطيرة تشكل ضررا أكبر بمصير ومستقبل شعب ليبيا وخاصة ما يتعلق بوحدته الوطنية والترابية التي هي اﻵن تعصف بها عاتيات الرياح!!، فما أوصلتنا إليه اﻻوضاع خلال خمس سنوات مضت بعد سقوط نظام القذافي بفعل مجموعة من حكومات فاشلة عابثة توالت على ليبيا ﻻيمكن بحال السكوت عليه أو مداراته بل أن قبول الاستمرار فيه هو مشاركة حقيقية في تقطيع ما تبقى من أواصر اللحمة الليبية وان كل يوم يمر على ليبيا بهذا الحال يزيد من شدة الأزمة ويضاعف تأثيراتها السلبية على أبناء شعبنا الذي يعاني اليوم بؤس التهجير والنزوح وقسوة غلاء العيش وضنك الأحوال.

كم أستغرب من الذين يعارضون قيام حكومة واحدة في ليبيا اﻵن وكأنهم منفصلون عن واقعنا المر مستفيدون من فوضى اﻻوضاع أو أنهم يقيمون خارجها ويتنعمون من فيض عطائها نكرانا وعقوقا!!.

إن واقع الحال في بلدنا هو الذي يحتم علينا تغليبا للمصلحة العامة القبول ولو بالحد الأدنى من التوافق في ظل الإختلاف المتسع، لإيماننا العميق أن هذا هو صمام الأمان المتبقي للمحافظة على ما بقي من ليبيا كدولة واحدة موحدة وأن رفض ذلك يعني تفريطا في وطن وإفراطا في تمزيقه وتسريعا في تقسيمه!!.

ما أحوج الليبيون اليوم لتفعيل الضمير وأعمال العقل ليندفعوا بحماس وطني صادق يقدمون التضحيات بالتنازﻻت الكبيرة ﻻجل الوطن ووحدته، ما أحوجنا اليوم إلى تقديم مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الشخصية والقبلية والجهوية التي ﻻخير فيها ومنها يؤمل، ما أحوجنا اليوم إلى قلوب عامرة بحب الوطن نظيفة من أدران الحقد والضغائن.. وإلى نفوس أبية ترى في وحدة ليبيا الحياة و اﻷمل وفي تقسيمها الموت و الألم!!.

أيها السادة ممن حملتم اليوم مسئولية مصير شعب ووطن من أعضاء المجلس الرئاسي ونواب البرلمان كونوا في مستوى الأمانة وﻻتخذلوا الشعب.. تساموا عن خلافاتكم لأجل الوطن وكونوا من يؤثر مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية أو مصلحة قبيلته أوجهته!!.

أيها السادة المؤتمنون على ليبيا اليوم إحفظوها من السقوط و الإنهيار وحافظوا عليها من الإنقسام.. ﻻ تخذلونها اليوم فتصبحوا غدا على ما فعلتم نادمون!!.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا