قانون محاكمة الوزراء، إضحك من قلبك - عين ليبيا
من إعداد: أحمد الحباسي
فى بلادنا العربية لا يحاكم الوزير، فقط هناك قانون لمحاكمة الوزراء وضعه الحاكم من باب الترف الفكري و لمزيد تلميع صورته حتى يبعد عن نفسه بعض الشبهات و من بينها شبهات التستر على الفساد مع أنه أول الفاسدين، فى تونس مثلاً كشفت الصحافة وجود منظومة فساد في قطاع الصحة و كشفت الصحافة وجود مواد مسرطنة فى قطاع الدواجن و الخضر ،لكن لا الوزير استقال و لا القضاء تحرك لمحاسبة السيد الوزير الفاشل فى متابعة ما يحدث فى مجال نظره و لا رئيس الحكومة عزل هذا الوزير حتى من باب الاخذ بخاطر هذه الالاف من البشر التى تناولت معدتها كل هذه الافات و باتت تراجع المستشفيات مرارا و تكرارا و أحيانا دون ان تعلم أن سيادة الوزير هو المسئول عن وقوع هذه الجرائم و ربما هو من تستر على المجرمين و ركن ملفات محاسبتهم فى رفوف مكتبه الشاسع الواسع من باب ابعد عن الشر و غنى له و من باب لا تدخل اصابعك فى عش الدبابير و من باب اللى خاف سلم و من باب بيد غيرى و لا بيدى .
اشرب القهوة يا راجل ، على رأى كاتبنا الكبير الراحل جلال عامر ، لا ترحل بعيدا بتفكيرك لتــــــظن و بعض الظن إثم أن قدوم هذه الثورة سيغير الاشياء أو سيزيل الغبار عن ملفات الفساد أو سيدفع الحاكم الى محاسبة الوزير ، معاذ الله ، استغفر ربك يا رجل ، سيبقى الحال على ما هو عليه و على الشعب المتضرر الالتجاء الى المعوذتين من باب دفع السيئة بالحسنة و من باب الامل فى أن يغير الله الحال بحال أفضل ، كلما نظرنا الى هذا الوزير أو ذاك سنتذكر ان باب الفساد لا يزال مفتوحا على مصراعيه و أن الناهشين فى بدن الشعب لا يزالون فى مواقعهم و تناسلوا و تكاثروا ، يقول الراحل جمال عامر ” الليل لحرامية البيوت و النهار لحرامية البنوك ، و ضرب مثلا بوزير سابق صرف الملايين على مشروع وهمى ثم صرف لنفسه نفس المبلغ حوافز على هذا المشروع الوهمى ” فى بلدنا جاء جماعة ادعياء الفضيلة و نصبوا وزيرا لأملاك الدولة ، قال الوزير عن نفسه أنه سيلتزم بالشفافية فى معالجة ملفات الفساد فى وزارة يعرف الجميع أنها من أفسد الوزارات ، خرج الرجل من الوزارة و فاحت روائح الفساد الى أن بلغت أقصاها فى سلم مقارعة الفساد و تبين أن حاميها حراميها و أن ” التجارة ” فى ملفات الفساد قد فاقت التجارة فى بورصة نيويورك .
فى بلدنا ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم لان مثل تلك المناصب مخصصة لكبار السن و كبار السن فى بلدنا لهم نهم غير معقول للمال و للانتشاء بصدور الحسان وكؤوس النبيذ المعتق و عندما يجتمع التقدم فى السن بالجمال و المال و النبيذ فهذا لا يؤدى إلا الى حلقات متواصلة من الفساد على كل المستويات و قد شاهدنا وزير الفلاحة يتساءل بخبث شديد و هو يتناول كأسا ” مشبوها ” عن نوعية ذلك الشراب ، لا بد أن وراء كل مال عام مهدور حسان و موظف سام كبير السن و عصير العنب و لا بد ان ملفات الفساد هى نتاج لتجمع كل هذه الافات فى زمن واحد ، عجبى أن هناك من يدعى زورا و بهتانا أن زمان كان أحسن و ان الفساد كان مفقودا ، هذا بهتان و تزوير ، على مر التاريخ الطويل اجتمع فى بهو هذا الوطن ملوك و أمراء و قادة فرسان لكن لم يجتمع على أرضها العدل و الانصاف و لذلك سيظل الفساد فى هذه الارض و لن يحاكم وزير إلا عندما يشتم منه الحاكم نيات شيطانية للاستيلاء على الحكم ، لكل الذين يطالبون بمحاكمة الوزير نقول ما قال الكاتب جلال عامر ” اتكلم براحتك ما حدش حيسمعك ” …اشرب قهوتك و وحد الله .
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا