قبل برلين.. دعوة أخرى للصلح والسلام - عين ليبيا

من إعداد: إبراهيم بن نجي

يقول الله في كتابه العزيز “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما……” إلى آخر الآية.

مُحَكّمة وواضحة لكل من له قلب وعقل رشيد، آية ترشدنا نحن الليبيين إلى ضرورة نبذ الحرب والعنف، والإصلاح بين الإخوة، ولجم أصوات الجهل والكراهية والعصبية الجاهلية، والتي عملت عن قصد ومنذ سنوات وسنوات على دفع البلاد إلى ما هي عليه من اقتتال وانقسام، وتلاعب الشرق والغرب وتسلط أدعياء العروبة والإسلام.

ليس لدينا أمل في من وراء البحار أو خلف الحدود أن ترأف قلوبهم بالليبيين، أو أن تمسح أياديهم بالرحمة على القتلى، أو تهب جيوبهم بالعطايا لعلاج الجرحى والمصابين وتعوض المفجوعون بدمار بيوتهم وخراب وطنهم، ولكن الأمل في الله ثم في إخوتنا في الوطن أن يتأملوا في ما جلبوه لبلادهم وشعبهم من قتل وتهجير ودمار، وأن يعودوا إلى صوابهم من قريب، ويهتدوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإصلاح بين الأوس والخزرج، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.

ليس في هذه الحرب ذرة واحدة من رضى الله، وإن الذين دفعوكم لها بحجة “الحرب على الإرهاب” هم أول من يتعامل مع “الإرهابيين”، ويدعون حكومتهم وممثليهم للمؤتمرات، ويعقدون معهم الاتفاقيات.

أم من يقول إنها حرب على “الخوارج” فإذا كانوا يقصدون “داعش” فلقد حاربوها كما حاربتموها، وإذا كان يقصدون بها غير ذلك فإنني أخشى أن ترتد التهمة عليهم وعلى ولاة أمر “شيوخهم” وتعم الكثير ممن خرج عام 2011، حتى لا تُبقي في البلاد من “ولاة ـمر وقادة ونواب ومسؤولين” إلا القليل.

أما من يقولون إنهم ضد الدكتاتورية والحكم المطلق ويريدون تداولا سلميا للسلطة، فنقول لهم أرونا إنجازاتكم في الحكم الرشيد ومحاربة الفساد.

فالمنتخبون عام 2012 و2014 لازالوا يغتصبون صفة تمثيل الشعب في مجلس الدولة والنواب في طرابلس وطبرق, والفساد لازال يمتص موارد الدولة و يدفع الشعب الليبي فاتورته عبر ما يسمى بضريبة بيع النقد الأجنبي.

إن الليبيين الذين يدفعون ثمن الحرب تهجيرا واضطرابا في حياتهم وتدميرا لوطنهم يأملون اليوم أن يتوقف كل هذا العبث من فئتين من الناس لا يمثلون بكل مكوناتهم أكثر من ربع سكان ليبيا وأن يفسحوا المجال للأكثرية المسالمة أن تتولى زمام المبادرة في بناء وطنها على أساس من الأخوة والاحترام والعيش المشترك وحفظ الحقوق وأداء الواجبات.

ندعو الله أن يوفق أهل الخير لما يحبه ويرضيه، وأن يرفع الغمة عن هذا الوطن.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا