قتل قادة جنوب لبنان.. إصابة جندي لـ«اليونيفيل» بقنبلة إسرائيلية - عين ليبيا

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025، عن تنفيذ غارة بطائرة مسيّرة في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل عنصر في “حزب الله” اللبناني، قال إنه كان يعمل على “ترميم القدرات العسكرية للحزب”.

وذكر الجيش في بيانه أن الغارة نُفذت أمس السبت قرب بلدتي قلاوية وخربة سلم، واستهدفت عنصرًا مشاركًا في إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله، مشيرًا إلى أن العملية تأتي ضمن جهود إسرائيل “لمنع إعادة تموضع الحزب في المناطق الجنوبية من لبنان”.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن غارة إضافية بطائرة مسيرة استهدفت آلية بناء في بلدة بليدا، قال إنها كانت تُستخدم لأغراض مشابهة في إعادة الإعمار العسكري.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من كشف الجيش الإسرائيلي عن اغتيال القيادي حسن علي جميل عطوي، الذي وصفه بأنه “عنصر مركزي في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله”، وذلك في غارة على منطقة النبطية.

ووفقًا للمتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فإن عطوي كان مسؤولًا عن عمليات إعادة الإعمار العسكري، ويمتلك “علاقات مباشرة بقيادات في إيران” ضمن جهود تسليح وتطوير الدفاعات الجوية التابعة للحزب.

يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد تصاعد المواجهات إثر إعلان الحزب فتح “جبهة إسناد لقطاع غزة” في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة هناك.

وبحسب الاتفاق، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان بحلول 26 يناير 2025، لكنها أبقت على تواجد عسكري في خمس نقاط استراتيجية، مبررة ذلك بـ”حماية المستوطنات الشمالية”.

وفي المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات متقطعة على مواقع في جنوب لبنان، تقول إنها تستهدف بنى تحتية ومواقع عسكرية لحزب الله، في حين يتهم الحزب تل أبيب بـ”العدوان المتعمد على المدنيين”.

يونيفيل: إصابة جندي بقنبلة إسرائيلية قرب موقعنا في كفركلا وتكرار الانتهاكات للقرار 1701

أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أن طائرة مسيرة إسرائيلية ألقت قنبلة انفجرت قرب أحد مواقعها في بلدة كفركلا جنوب لبنان صباح السبت، ما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة.

اليونيفيل أوضحت في بيان، اليوم الأحد، أن الجنود رصدوا في وقت سابق طائرتين مسيرتين تحلقان في محيط الموقع قبل الانفجار، مشيرة إلى أن الجندي المصاب تلقى الإسعافات الأولية.

وأضافت أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال شهر أكتوبر، حيث ألقت طائرة إسرائيلية قنابل قرب عناصرها الأسبوع الماضي في بلدة مارون الراس، أثناء عملهم مع الجيش اللبناني لتأمين المنطقة.

البيان أكد أن هذه الحوادث تمثل انتهاكًا خطيرًا للقرار الدولي 1701، وتعرض حياة قوات حفظ السلام للخطر، داعيًا إسرائيل إلى التوقف الفوري عن أي هجمات على قواتها أو بالقرب منها، احترامًا للاتفاقات الدولية والتزاماتها تجاه الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني.

لبنان يتجه إلى مجلس الأمن بعد غارات إسرائيلية على المصيلح خلفت دماراً واسعاً

طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الأحد، من وزير الخارجية يوسف رجي، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة المصيلح في قضاء صيدا، جنوبي البلاد.

وذكرت رئاسة مجلس الوزراء في بيان أن سلام أجرى اتصالاً بوزير الخارجية ووجّه إليه تعليمات لتقديم شكوى عاجلة بشأن “العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح”، مؤكداً أن الهجوم “يشكل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي”.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن فجر السبت سلسلة غارات على بلدة المصيلح، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين، إضافة إلى تدمير أكثر من 300 آلية بين جرافات وحفارات، وإلحاق أضرار جسيمة بشبكة النقل الكهربائي في المنطقة.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت مواقع تابعة لـ”حزب الله” كانت مخصصة لإعادة إعمار البنى التحتية العسكرية للحزب، غير أن الحكومة اللبنانية نفت هذه المزاعم، مؤكدة أن الغارات أصابت منشآت مدنية بالكامل.

وزير الأشغال العامة فايز رسامني، الذي تفقد موقع القصف، وصف ما جرى بأنه “مجزرة وإجرام بكل ما للكلمة من معنى”، موضحاً أن أكثر من 800 آلية تضررت، وأن حجم الدمار “يفوق الوصف”.

وأضاف: “العدو لا يميز بين أحد والآخر، لكن كرامة الجنوب من كرامتنا، ورأسنا سيبقى مرفوعاً”.

نعيم قاسم: المقاومة نهج متكامل في مواجهة إسرائيل وخطة ترامب بشأن غزة “مليئة بالأخطار”

قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني نعيم قاسم إن “المقاومة خيار تربوي وأخلاقي وثقافي وجهادي وسياسي”، مؤكداً أن نهج المقاومة يمثل أساس الهوية الوطنية وركيزة الصمود في وجه التحديات.

وجاءت تصريحات قاسم خلال كلمة ألقاها في التجمع الكشفي “أجيال السيد” الذي أقيم في المدينة الرياضية ببيروت، إحياءً لذكرى مقتل الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين.

وأوضح قاسم أن “المقاومة هي جهاد النفس وجهاد العدو، وهي موقف وصمود وعز واستقلال، وتربية على حب الوطن”، مضيفاً أنها “تربية على الأصالة ومكارم الأخلاق والدفاع عن الأهل والأحبة بكل أشكال الدفاع”.

وأشار الأمين العام لـ”حزب الله” إلى أن “خيار المقاومة ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو نهج متكامل يقوم على الإيمان والموقف والثبات والاستقلال”، مؤكداً أن الحزب ماضٍ في خيار الصمود بوجه “الكفر والاستكبار”.

وفي سياق متصل، اعتبر قاسم أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة تهدف إلى “تبرئة إسرائيل من جرائمها”، مشيراً إلى أن “الخطة أُجريت عليها تعديلات تتناسب مع مصالح إسرائيل، وتشكل جزءاً من مشروع إسرائيل الكبرى المدعوم من الولايات المتحدة”.

وأضاف أن “ما يجري في غزة اليوم لا يمكن فصله عن المشروع الإسرائيلي الأكبر”، داعياً إلى مواجهة إسرائيل “كلٌّ من موقعه”، ومحذراً من الأخطار التي تنطوي عليها الخطة الأميركية بشأن غزة.

جعجع: على بعض الأطراف تسليم سلاحها للدولة بدل ذرف “دموع التماسيح” يومياً

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن الحل لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية يكمن في قيام الدولة بممارسة سلطتها وسيادتها بشكل كامل، مشدداً على ضرورة أن يسلم بعض الأطراف سلاحها للدولة فوراً.

وقال جعجع في بيانه: “كلما تعرّض اللبنانيون لاعتداءات إسرائيلية تُسفك الدماء وتوقع القتلى والجرحى وتُكبِّد البلاد خسائر مادية جسيمة، تدور مبارزات كلامية واستعراضات لدى ما يُسمّى بـ’جماعة الممانعة’، بينما يستمر اللبنانيون في الموت والتهجير والدمار”.

وأضاف: “فلنكن عمليين: علينا أولاً السعي إلى حل فعلي يقي اللبنانيين شرّ هذه الهجمات اليومية ويُبعد إسرائيل عن أرضنا، بدل الاكتفاء بعروض خطابية لا تُغني ولا تُسمن. الحل الوحيد يكمن في قيام دولة فعلية تتولّى مسؤولياتها وتمتلك قرار الحرب والسلم”.

وختم جعجع: “لا أحد مستعدّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح. المطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان”.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا