قفوا أمام الشر وحاربوه أينما كان كلٌّ في مكانه - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

بالرغم مما يحدث في ليبيا من قتل واختطاف وسرقة وغيرها كثير إلا أنه كما يقال فإن الشر يعم والخير يخص فكل محنة تُظهر معادن الناس كما أنها تكون بيئة صالحة لظهور ونمو العديد من الظواهر والمظاهر السلوكية الخاطئة والهدامة وهذا ما حدث ويحدث في ليبيا وبالرغم من ذلك فإن هذه الظواهر والمظاهر لاتشكل أغلبية للممارسين لها بين أفراد المجتمع فالأغلبية طيبة المنبت ولها أصول ترجع إليها ولكن الشر يعم ويطغى. يقول الله جل جلاله: “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الأنفال:25، فالفتنة تصيب جميع الأفراد الذين يجاوزون الحدود الإجتماعية والدينية في التعامل مع الغير والذين لا يتجاوزون تلك الحدود ويلتزمون بها وذلك نتيجة لسكوتهم وعدم القيام بواجبهم في مواجهة الباطل ومحاربة الشر وما يمثله من أعمال سيئة والوقوف في وجهه بالطرق المناسبة وهي كثيرة ومتعددة لا يسع المجال للتحدث عنها هنا ولكنها هناك لمن يريدها لمن يريد تغيير حال المجتمع والبلاد إلى الأفضل، إن تحجيم الشر وقطع دابره يأتي من خلال نشاط بقية أفراد المجتمع بمحاربته والوقوف ضده كلٌ في مكانه ومجاله فحين يقوم كل فرد بدوره حينها وحينها فقط تتدخل القدرة الإلهية فينقلب الشر على الأشرار ويخص الظلم الظُلّام وينجي الله الصالحين الطيبين من أفراد المجتمع والذين في هذه الحالة سيشكلون الأغلبية. ولكن الذي يحدث في بلادنا بل وسائر بلاد المسلمين ولا يحدث في بلاد الكفار هو تخلي كل فرد منا عن واجبه ودوره في الوقوف في وجه الأشرار والظالمين ولا يعملون ما في وسعهم بكل جهد ومثابرة فالفتنة التي نحن فيها لن تنتهي ولن يتم محاصرتها وتحجيمها والقضاء عليها إلا بالوقوف في وجه الشر وأهله ومن يمثلونه في كل مكان وناحية والعمل من أجل ذلك وأن لا يمكّنوا أهل الشر والفتن بانتخابهم على رأس البلديات أو عضوية برلمان أو رئاسة لجنة أو مؤسسة أو غيرها فيجب ألا يمكّن هؤلآء أبدا حتى نستطيع القيام كمجتمع ودولة.
الله جل جلاله أمرنا ألا نُقر الشر والظلم والفساد بيننا وفي مجتمعاتنا حتى لا يشملنا الشر ويعمنا فالخير فيما شرّعه الله ونبيه صلى الله عليه وسلم، فالله أمرنا أن لا نقر المنكر وأن نحاربه حتى لا يصيبنا الأذى من أصحاب المنكر من قتلة ولصوص ومرتشين وكذّابين ومنافقين ومتملقين ومتسلقين ومتحينين للفرص على حساب الخيّرين من أبناء الوطن، وفي صحيح مسلم وغيره يحذرنا رسول الله من السكوت عن المنكر الذي تفعله الفئات السابقة الذكر وغيرهم ممن على شاكلتهم في قوله: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”، وهنا نُذكّر أن على كل فرد في المجتمع دور مناط به في إنكار ومحاربة الشر والمنكر المتعدد المشارب والإتجاهات كل حسب قدراته وطاقته وإمكانياته وحدوده وفي ذلك تختلف الدرجات باختلاف القدرات.
فالخير والصلاح لنا في التخلص مما نحن فيه من فساد وعدم استقرار وانعدام أمن يرتبط بمحاربة الشر والباطل بالتلميح أحيانا فقد يكون كافيا ومؤديا للغرض والتصريح أحيانا أخرى فمنهم من لا يفهم إلا بتوضيح مكامن الشر والباطل فيما يقوم به من أعمال مشينة ومنهم من لابد من استخدام الشدة والغلظة معه لأنه لا يفهم ولا يستجيب إلا بذلك وأن ندعوا ونعمل بالحق وأن نعدل بيننا وهذا هو رأس الأمر وهو يقيناً السهل الممتنع فإذا لم نقم بهذا ساهمنا في زيادة ضياعنا أكثر مما نحن فيه من الضياع فهل ندرك هذا الواجب المهم والكبير .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا