قمة قطر.. هل استشعر العرب والمسلمون الخطر؟ - عين ليبيا

من إعداد: ميلاد المزوغي

ما يقرب من العامين والعدو يستخدم مختل أنواع الأسلحة ضد أناس عزّل يقطنون مساحة صغيرة جدا، محاصرون برا وبحرا وجوا لما يقرب العقدين من الزمن، العرب والمسلمون يشاهدون بأم أعينهم ولا يتحركون، بل بعضهم يقيم أوثق العلائق مع بني صهيون، وكعادتهم عند كل مصيبة يجتمعون، أما النتائج فهي معروفة مسبقا الإدانة والاستنكار والاستهجان، حرب إبادة يشنها العدو وأمريكا على شعب أعزل من السلاح.

القطريون يُقيمون على أرضهم القواعد الأمريكية والتركية لأجل حمايتهم من أي اعتداء خارجي، هذا الاعتداء لم يأت من عدو متوقع، بل أتى من صديق حميم تربطهم به مواثيق وعهود، الأمريكان والأتراك لم يتحركوا لصد العدوان، ترامب قال إنه تم إخباره مؤخرا بالهجوم ولم يعد بإمكانه فعل شيء، أما السلطان العثماني فلم تحرك قواته ساكنة ربما في سبات عميق، طائرات العدو عبرت أجواء أراضي عربية، لم يتم التصدي لها أو التبليغ عن مرورها لأخذ الحيطة والحذر، أقله لتخفيف الخسائر.

لدى شجبنا للأنظمة العربية بإقامة علاقاتها مع كيان العدو، قالوا بإنهم سيكون حلقة وصل معه للتفاوض، حسنا التفاوض مستمر منذ انطلاق طوفان الأقصى برعاية المطبعين، ولا نتائج إيجابية بل ما نراه هو سعي العدو لكسب الوقت والإمعان في القتل والتشريد والتدمير، العدو لم يحترم سيادة قطر، بل شن هجوما عليها بهدف قتل المفاوضين من حماس، ومن ثم محاولة تهجير سكان غزة.

ترى هل أدرك العرب والمسلمون عموما أن مسألة حل الدولتين التي يعولون على تحقيقها، ما هي إلا سراب اخترعته الصهيونية العالمية لأجل القضم البطيء لكامل الأراضي الفلسطينية، وقد قالها نتنياهو وترامب بإن لا وجود للدولة الفلسطينية في قاموسهم السياسي، ويعملون على إيجاد أماكن مشتتة تؤويهم، فأرض فلسطين هي أرض ميعادهم، ليست للآخرين.

نتنياهو خرج علينا منذ أشهر معدودة بخريطة تمثل حلمه السياسي وتشمل دولا عربية بأكملها وأجزاء من دول أخرى ما بين الفرات والنيل، ماذا ينتظر المجتمعون بالأخص العرب أكثر؟.

مؤتمر الدوحة كالعادة لم يخرج عن المألوف، بل كلام إنشائي لا يسمن ولا يغني من جوع بل ينم عن روح محبطة وغير قادرة على فعل شيء: المجتمعون يؤكدون على عدم المساس بأمن أي من دولنا، ونذكر بواجبنا الجماعي في الرد على هذا العدوان دفاعا عن أمننا المشترك ويعترف المجتمعون صراحة أن غياب المساءلة الدولية، وصمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، قد شجعت إسرائيل على التمادي في اعتداءاتها وإمعانها في انتهاكها الصارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، والذي يكرس سياسة الإفلات من العقاب ويضعف منظومة العدالة الدولية، ويُهدد بالقضاء على النظام العالمي المبني على القواعد بما يُشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين والتأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة ووقف انتهاكاتها المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها.

مقررات لم ترتق إلى مستوى الحدث، استجداء المجتمع الدولي للجم العدوان، ترى أي مجتمع دولي يخاطبون؟ ترامب قالها أكثر من مرة، نحن المجتمع الدولي ونحن الناتو!، المجتمعون يكذبون على أنفسهم وشعوبهم، لديهم إمكانيات هائلة بإمكانهم تحشيدها للدفاع عن أنفسهم واسترداد ما اغتصب منهم إن كانوا فعلا جادين في أن يكون لهم وطن آمن مستقر يهابه الآخرون.

العرب يملكون من الأسلحة المختلفة أضعاف التي يمتلكها الصهاينة وكذا عدد جيوشهم، العرب مهددون في وجودهم إن لم يستفيقوا، فهم من وجهة نظر العالم المتعجرف شعبا لا يستحق الحياة ولا يستحق الثروات الطبيعية الموجودة بأرضه، وقد يعمد العالم “المتحضر” إلى تهجيرهم من أرضهم ويبقوا مشردين بالشتات لا وطن لهم.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا