قمة ماليزيا الإسلامية.. بارقة أمل وخير - عين ليبيا
من إعداد: د. علي الصلابي
قال تعالى: “مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
تأتي مبادرة القمة كنواة لتكتل إسلامي متماسك (صلب)، بعد فترة ركود سياسي طويل مرت بها دول العالم الإسلامي، زادت فيها الصراعات والحروب الداخلية، والتي نتجت عن تحزب عددٍ من الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية في أحلاف وتيارات تخدم أجندات ومصالح القوى المعادية للحضارة الإسلامية وقيمها الإنسانية العظيمة.
فمن أين يأتي الأمل في قمة ماليزيا الإسلامية؟
هذا وإن السيرة الحسنة والمسيرة التاريخية المشرفة للزعماء الدكتور مهاتير محمد والرئيس رجب طيب أردوغان والأمير تميم، والتي كتبت من خلال المواقف التي اتخذوها حيال قضايا الأمة الإسلامية، وذلك بدعمهم للشعوب المظلومة والمستضعفة على كافة الصعد، وتنديدهم بالمظالم التي تقع وتذكيرهم بالقضايا التي يتناساها المجتمع الدولي متعمداً، بالإضافة إلى محاربتهم للإسلاموفوبيا ويصدون كل محاولات النيل من الدين الإسلامي وأهله.
كل ذلك يكسب هذه القمة المصداقية، والتي بدورها تعطي المسلمين بارقة أمل بعد انقطاع طويل ساده اليأس. وقد تكون هذه القمة فاتحة خير لما بعدها، فهي مفتاح لأفكار ومشروعات جديدة لدى أبناء هذه الأمة تقوم على التكامل الاقتصادي وتنفيذ مشاريع في البحث العلمي والتطوير التقني والرقمي، وتقديم خطاب حضاري نهضوي أساسه العدل والحريات وحماية حقوق الإنسان والخير لبني الإنسان، وكذلك الندية في العلاقات الدولية، وهو ما قد يتيح الفرصة لتشكيل جبهة دفاع مشترك قوية تحمي الأمة، وتعمل على إدارة الأزمات بشكل أسرع وتجاوز العقبات التي تواجهها، بالإضافة إلى أنه تشكل واجهة إسلامية لها مكانة مرموقة في المجالين الإقليمي والعالمي.
نسأل الله تعالى أن يكتب لهذه الأمة الخير والسلام والازدهار ونرى شهوداً حضارياً ورفعة وعزة لأبنائها.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا