قناة “ماريا” للمنقبات تستبدل “توم وجيري” بالدمى المحجبة

يجب أن تكون دمى الأطفال التي تقدمها قناة ماريا مغطاة بمنديل أو طرحة

لا “طرزان”، ولا “كابتن ماجد”، ولا حتى ما يشبه “توم وجيري”، في البرامج المخصصة للأطفال على قناة “ماريا” الفضائية. على الشاشة المصريّة المخصصة للمنقبات فقط، تختفي معالم الوجوه، وتُستبدل برؤوس من القماش. فأصحاب القناة قرروا التوجه إلى أطفال العائلات المسلمة، ليتعلموا منذ سنواتهم الأولى أن الهداية والالتزام يبدآن بالزي الشرعي، وهو الجلباب الفضفاض والنقاب.

انطلقت قناة “ماريا” الفضائية المصرية مع بداية شهر رمضان، والهدف الأساسي منها هو فتح منبرٍ للمنقبات كي يعبّرن عن هواجسهنّ ومعارفهنّ. وتتناول المواضيع التي تهم المرأة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ومن أهم شروط الانضمام إلى فريق عمل القناة، هو ارتداء النقاب، لا بل فرضه على الضيفات أيضاً. تميّزت القناة من ناحية الفكرة، فاستطاعت أن تفتح باباً للمنقبات في الإعلام، وإن كان رأي بعض مشاهديها، أن المحطّة كانت لتستقطب مشاهدين أكثر، لو كانت إذاعة. لم تلقَ الفكرة الكثير من الرواج والتشجيع على الصعيد العام، ولم تنجح بحشد الممولين، فاقتصر العمل فيها على التطوع.

وكان لبرامج الأطفال سبيل إلى شاشة “ماريا”… ولكن ضمن الحدود “الشرعية” أيضاً! فلا يُسمح للمقدّمات إظهار وجوههنّ، مع الحرص على أن لا تكون نبرة صوتهنّ “لافتة”. حتى الدمى والعرائس التي تقوم بتجسيدها المقدّمات، فيجب أن تكون مغطاة بمنديل أو طرحة. كما يشترط أن تكون الملابس التي ترتديها من تمثل شخصية العروس، ذات ألوان قاتمة حتى لا تلفت الأنظار.

إلى ذلك، وطبقاً لقواعد القناة، فإنه من غير المسموح للسيدة التي تمثل العروس أن ترتدي ملابس ضيقة أو سروال، كي لا يترسّخ في عقول الفتيات الصغيرات، أنّ ذلك هو الزيّ الشرعي… ولمزيد من الحرص، فإنّ الشخصيات الحقيقية التي تظهر في برامج الأطفال ترتدي النقاب أيضاً.

لم توفّق القناة بتقديم نفسها للأطفال، وسط كل هذا الخفاء والسواد. فالأطفال لا يبحثون على التلفزيون، إلا على انعكاسات قوس قزح، وعلى الوجوه الضاحكة أو الغاضبة، ليتفاعل خيالهم معها. لا يمكننا، أن “نحجّب” خيال الطفل بهذه الطريقة. وإن كان هدف “ماريا” هو التربية الدينية، فإن هذا النوع من الرسائل، ليست إلا سبيلاً لتجسيد الخوف، ولو بطريقة غير مباشرة.

شاركنا برأيك في التعليقات: ما رأىك في سياسة قناة “ماريا” فيما يخص برامج الأطفال؟

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً