كأس من الماء وكأس من الدم - عين ليبيا

من إعداد: محمود أبو زنداح

بدأت الحرب على أنصار الشريعة وعددهم مئتي شخص تقريباً وعند الانتهاء من المعركة التي أعلن عنها أنها ضد الاٍرهاب وجدنا الفاتورة تتعدى السبعة آلاف قتيل وآلاف الجرحى وفاقدي الأطراف مع تهديم مدن عريقة وتهجير أناس ومشاكل اجتماعية كبرى بين الأهالي بعد أن أغلق الباب أمام الشباب وجعلهم في مرمى النيران بحجةً انهم إرهابيين أيضاً.

لم تكن المعركة على مستوى العسكري تستحق هذا الكم الهائل من التضحيات البشرية والمالية والعسكرية.

لم يكتفى الجنرال باستخدام القوة المفرطة في التعامل مع الجزئيات البسيطة متخذاً من جنرالات الحروب الأوروبية خلال حقبة السبعينيات منهاج عمل لابد استعماله في ليبيا ((الارض المحروقة)).

سياسة الارض المحروقة يفعلها الجندي البسيط ولاتستحق رتبة مشير حتى يضعها أمام الجنود كخطة لتنفيذها.

تأتي الإجابة من اَي جندي تخرج من مدرسة حفتر العسكرية بأن العدو أمامك أقصف بالجراد ولاتنظر للمدينة او لسكان كمثل إرهابي مقطوع عن العالم و يختبئ في الكهوف نفس التفكير مع اختلاف مستوى المعيشة.

هذا الكم الهائل من الذخيرة الحية داخل الأحياء السكنية لم تشبع رغبة الجنرال في الكف عن شرب الدماء في شهر الصوم واتخذ من الجيران آلة حربية لمساعدته في قصف ماهو باقي على قيد الحياة.

لم نبدأ بقصة 200 عنصر متطرف في الشرق حتى انتهى الشرق بتنصيب أشخاص بعيدون عّن مشاكل وهموم هلنا في الشرق والغرب وان كانت ليبيا كلها تعاني نفس الصعوبات ، وكثير من الاغتيالات والسطو وسرقة المنازل وتهجير المدن واغلب السكان تعيش أوضاعا صعبة.

مع هروب الأهالي من تحت سيطرة الجنرال لعدة أسباب مختلفة منها أن المال والأسواق موجودة في العاصمة وهناك من يبحث عن الأمان وهناك من لايؤمن بمشروع حفتر الخفي وايضا هناك من يرى أن هناك مليشيات تتحكم في العاصمة.

لم يلقي حفتر بالاً لكل هذا وقرر رفقة الضاغطين عليه داخليا وخارجيا بسرعة التوجه إلى العاصمة والنيل منها وتفجير أماكنها الثقافية كما يرويها الغوغائيين وسرقة والتحطيم كما يراها الجندي المتخلف عن الجبهة الأمامية والدمار لذات العماد كما يراها أنصار النظام السابق لان سرت دمرت وعلى طرابلس دفع الثمن !! وكما يراها أولياء الدم ومحطموا بنغازي ، وايضا بتحريض من أعضاء النواب لقطع الطريق لأي اتفاق سياسي يخرجهم من السلطة وكذلك فرصة ذهبية لطائفة الفيدرالية.

كلهم اخذوا مصالحهم على حساب ليبيا وأصبحت الطبول تقرع من اجل تحرير العاصمة من سكانها بحجة وجود (الإخوان) الحزب الذي لا يتعدى 250 شخص؟!! بنغازي دمرت لأجل200 وطرابلس اتمنى الا تدمر بسبب 250 شخص.

وتصبح ليبيا لمئات السنيين تعاني على كافة الاصعدة بسبب 450 شخص؟؟!! وندعي الصيام عن الأكل والشرب وأتمنى أن يكون الصيام عن القتل والدماء ايضا وعن اَي فتاوى لاجل قتل الليبيين بعضهم لبعض.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا