كارثة صحية في غزة.. ثلاث وفيات بمتلازمة «غيلان باريه» والحصار يمنع العلاج - عين ليبيا

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، تسجيل ثلاث حالات وفاة نتيجة الإصابة بمتلازمة “غيلان باريه”، بينهم طفلان دون سن الخامسة عشرة، توفيا نتيجة عدم توفر العلاج الضروري بسبب الحصار المفروض على القطاع.

وأكدت الوزارة أن استمرار النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ينذر بكارثة صحية شاملة، مطالبة بتدخل دولي فوري لاحتواء الوضع.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها في “فيسبوك” إن القطاع الصحي يواجه تصاعدًا خطيرًا في حالات الشلل الحاد المرتبط بمتلازمة “غيلان باريه” بين الأطفال، مشيرة إلى أن سوء التغذية الحاد والإصابات المتكررة خلقا بيئة خصبة لتفشي الأمراض العصبية والمعدية.

كما كشفت الفحوصات عن وجود فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، ما يزيد من خطورة الوضع الوبائي في القطاع المحاصر.

وأوضحت وزارة الصحة أن الوفيات الثلاث تمثل “إنذارًا حقيقيًا” من احتمال انتشار وبائي واسع، في ظل الانهيار المستمر للمنظومة الصحية، محذرة من تفشي الأمراض المعدية بين الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة ونقص التغذية.

وتعيش غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى نهاية يوليو 2025 أكثر من 59 ألف قتيل ونحو 143 ألف جريح، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

ورغم الدعوات الدولية المتكررة، تواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر البرية والبحرية والجوية مع القطاع، ما أدى إلى منع إدخال معظم المساعدات الغذائية والدوائية، وسبّب حالة مجاعة حادة في جميع مناطق غزة، وارتفاعًا ملحوظًا في حالات الوفاة الناتجة عن نقص الغذاء والدواء.

وفي مقابل التحذيرات من داخل غزة، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، اليوم الاثنين، إن “التجويع الحقيقي هو للمحتجزين لدى حماس”، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين، متجاهلًا في تصريحه الواقع الإنساني المتدهور في القطاع، بحسب مراقبين.

وفي محاولة جزئية للتخفيف من حدة الأزمة، انطلقت صباح اليوم عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات من مصر ضمن قافلة إنسانية باتجاه القطاع، إلا أن المراقبين أكدوا أن الكميات التي تدخل ما تزال “بعيدة جدًا” عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان الذين يعيشون أوضاعًا توصف بأنها “ما قبل المجاعة”.

متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome – GBS)

ومتلازمة “غيلان باريه” اضطراب عصبي نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية، وقد يؤدي إلى ضعف عضلي أو تنميل أو حتى شلل كامل، ما يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا وعلاجًا متخصصًا لا يتوفر حاليًا في معظم مستشفيات غزة بسبب القيود المفروضة على دخول الأدوية والمعدات الطبية.

أسباب المتلازمة

تُعد من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأعصاب الطرفية.

غالبًا ما تظهر بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، مثل:

* عدوى الجهاز التنفسي أو الهضمي (مثل *Campylobacter jejuni*)

* الإنفلونزا أو فيروس إبشتاين-بار

* نادرًا: بعد التطعيم أو الجراحة

الأعراض

* تنميل ووخز يبدأ عادة في القدمين أو اليدين

* ضعف عضلي سريع يمتد من الأطراف السفلية إلى العلوية

* صعوبة في المشي أو فقدان التوازن

* شلل في الحالات الشديدة

* مشاكل في التنفس أو البلع إذا تأثرت العضلات التنفسية

* تغيرات في ضغط الدم أو معدل ضربات القلب

التشخيص

يعتمد على:

* الأعراض السريرية

* تحليل السائل النخاعي (ارتفاع البروتين دون ارتفاع كريات الدم البيضاء)

* تخطيط الأعصاب الكهربائية (EMG/NCV)

العلاج

* علاج مناعي:

  * تبادل البلازما (Plasmapheresis)

  * الغلوبولينات المناعية الوريدية (IVIG)

* دعم تنفسي في حال تأثر العضلات التنفسية

* علاج طبيعي وتأهيلي حسب الحاجة

التعافي

* معظم المرضى يتعافون خلال عدة أشهر إلى سنة

* نحو 70-80% يستعيدون وظائفهم العصبية بالكامل

* بعض الحالات قد تعاني من مضاعفات دائمة أو بطء في الاستشفاء

ملاحظات مهمة

* المتلازمة غير معدية

* بدء العلاج المبكر يزيد من فرص الشفاء

* نادرًا ما تعود الحالة مرة أخرى (أقل من 5% من الحالات)



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا