كارثة مستشفى الولادة وامراض النساء بطرابلسِ….من المسؤول ومن الضحية؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

لقد ترددت في كتابة هذه الكلمات ولكن لم يهدى خاطري وعقلي وحاولت معرفة الحقيقة وهى جراء هذه الكارثة. كلنا نسائل لماذا هذه الكارثة بمستشفى الولادة وامراض النساء بطرابلسِ وموت 30 طفل حديثي الولادة. لقد تحققت فعلا من هذا الخبر وانه اكيد وان معدل الوفيات شهريا يصل ما بين 10-15 طفل حديث الولادة ومعظمهم ولادة مبكرة وقليل تشوهات وامراض اخري. لقد زاد العدد من 10-15 الي 30-40 طفل يموت في شهر يوليو. لقد اكتشفوا بأن قسم حديثي الولادة ملوت ببكتريا خطيره (E. Coli, Acinetobacter, Pseudomonas). احي الأطباء والتمريض بهذا المستشفى وهم من انقد حياة اكثر من 20 طفل ولولاهم لكانت الكارثة اكبر.

ما حدث خلال شهر يوليو يدمي له القلب وتعمي العيون من كثرة البكاء من قبل الأمهات والتي حملنا 9 اشهر وفي النهاية يموت طفلها نتيجة تسيب ونتيجة بكتريا متواجدة بأقسام المستشفى لعدم وجود نظافة او عدم وجود قوانين تحتم علي الأطباء والتمريض والزوار باتباع برامج منع انتقال العدوي منهم الي الأطفال او المرضي بصفة عامة. لقد طردت المسؤول ومدير قسم العدوي بالوزارة والوزيرة ارجعته وهو فاشل ويزور في التقارير. لقد ذاكرتني بحادثه شبيهة حدثت مثل هذا في ايام الطاغية وبمستشفى طرابلس الطبي ومات اكثر من 10 اطفال حديثي الولادة وعلي الفور قامت وزارة الصحة باستجلاب فريق انجليزي ووجدوا أم أر أس أء .MRSA. خرج رئيس قسم الأطفال وقال انها عادية وتحدث في كثير من الدول. وخرج تقرير يقول انه تم القضاء علي هذه الجرثومة وفي خلال ثلاثة ايام من زيارة الفريق مع العلم ان هذه الجرثومة من المستحيل القضاء عليها. قريبا ستخرج الوزيرة وبتقرير وتقول نفس الشي؟

الأن وبعد ثورة 17 فبراير يتكرر نفس المشهد وتخرج الوزيرة ليلة 3/8/2012 وعلي قناة العاصمة وتقول كل الذين توفوا هم اجهاض او اطفال غير شرعيين وموجودين بالقسم ولم يسمح بدفنهم او نتيجة اهمال وانه لا توجد لدينا كفاءات في طب منع نقل العدوي داخل المستشفيات. لقد تحدثت وكأن الموضوع عادي جدا ولم تتقدم حتي بالتعزية لهؤلاء الأمهات والآباء ولم تتفوه بأنها ستفتح تحقيق وتعاقب المسؤولين. ما اشبه الليلة بالبارجة ومسكين الشعب الليبي والله يسامح الي كان السبب في استجلاب ناس ليس لهم اي خبرة وكفاءة او قيادين لقيادة المرحلة الانتقالية وأولهم الكيب الباهت ومن اختار هذه الوزيرة وشجعه وهم د ابراهيم بوكر والأستاذ عاشور الشامس.

لقد حدثت كارثة الهواري ولم تعمل شيء ولم تعلن نتائج التحقيق. سيادة رئيس الوزراء مختفي كالعادة ولا يعير اهتمام ومازال مختفي. ادارة عدوي المستشفيات ومدير هذا القسم غائب ولم يخرج اي واحد ويوضح ماذا جري. الوزيرة تحاول ان تضع اللوم علي الأخرين وحاولت ان تلوم المكتب التنفيذي بانه لم يضع هيكلية للوزارة. للعلم اعتمدت هيكلية وزارة الصحة من المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي يوم 30/6/2011 واول شيء عملته الوزيرة الغت هذه الهيكلية والي اليوم لم تقدم هيكلية . مازالت تغير في الإدارات مما اربك كل الإدارات وسبب مشاكل ومنها كارثة الهواري والأن كارثة مستشفى الولادة وامراض النساء بطرابلسِ.

كنت متخوف من ان كوارث ستحدث والأن حدثت بمستشفى الولادة وامراض النساء بطرابلس ومن قبل بمستشفى الهواري وان شاء الله ربي يعطى اهل هؤلاء الأطفال و المرضى الصبر. ماذا يجب ان يفعل رئيس الوزراء الكيب كما يفٌعل اذا حدث هذا في بلد أوروبي او امريكا:

1- تشكل لجنة من قاضى معروف ويختار فريقه لأجراء تحقيق وخلال 30 يوم يعلن على النتائج للحكومة وكذلك للعامة
2- وزير الصحة من المفروض ان يقدم استقالته وكذلك مدير المستشفى
3- أدارة عدوي المستشفيات بالمستشفى والوزارة يجب ان تسأل ، لماذا حدث هذا وكيف ان اكثر من 20 طفل اصيبوا ببكتريا قاتله وعدوي من واحد الي اخر
4- يطرد مدير الخدمات بالمستشفى وكذلك مدير جهاز الصيانة بالمستشفى
5- يقوم رئيس الوزراء والمجلس وامام الناس بالاعتذار للأهالي الأطفال والمرضى ويتم تعويضهم

نتمنى من الحكومة ان تتحرك وبسرعة لاحتواء الموضوع وعمل تحقيق تحت رئاسة النائب العام ورئيس الحكومة وتستبعد وزيرة الصحة من تراس التحقيقات او أي لجنة لها علاقة بهذا الموضوع. اذا فعلا هنالك مسؤولية ، فأنها تقع على عاتق وزيرة الصحة وعليها ان تستقيل او يقيلها رئيس الوزراء او توقف عن العمل الى ان يتم التحقيق. جرت العادة بأن وزير الصحة يقدم استقالته. نتمنى ان لا تحدث في أي مستشفى اخر واذا سكتنا على هذا فأننا سنسكت على الكثير والمقبل اكثر من هذا وعلى الحكومة الاسراع بإيجاد حلول لهذا القطاع والذى يتخبط مند ثماني اشهر وبدون قيادة فعاله وبدون أهداف وخطط ووجود قيادات ضعيفة جدا على مستوى الإدارات.

نتمنى ان الايام القادمة ستكون اخبار مفرحة لليبيا ولهذا القطاع في اختيار قيادات لها خبرة وكفاءة في تطوير هذا القطاع وتحسين الخدمات حتى لا تحدث كوراث مثل كارثة الهواري ومستشفى الولادة والنساء بطرابلس. ل يجب ان لا تتكرر مأساة الكيب الباهت وحكومته ويجب علي المؤتمر الوطني العام والمنتخب ان يختار ويوافق علي من لديهم روح القيادة والخبرة والكفاءة والوطنية والولاء للوطن وليس لمجموعة او شخص او بلد اجنبي. واتمنى ان يهب الجميع للمساعدة وخاصة من الأطباء الليبيين والليبيات بالداخل والخارج والشرفاء بقطاع الصحة من التمريض والعاملين وهم الأن يتفرجون ومن بعيد والوزيرة تتخبط وتتململ والكوارث تتزايد، لأن هذه ليبيا وهؤلاء اطفالنا واهلنا ولا نسمح بأن يعاملوا بهذه الطريقة والله المستعان وانا لله وانا اليه راجعون وتعازينا الى أهالي الضحايا ونحمل الوزيرة كل المسؤولية.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا