كتاب الأستاذ عبدالرحمن شلقم، اشخاص حول القذافي….. هل به كل الحقائق؟ - عين ليبيا

كتاب "أشخاص حول القذافي"

لندن – من د ناجى جمعه بركات

لقد كتب الأستاذ شلقم هذا الكتاب في عجالة وفي وقت قصير ويريد ان يسبق الأحداث ويشغل المواطن الليبي بأشياء ربما تكون سطحية في بعض المواقع او اراء حول اناس لم نعرفهم ولم نعاشرهم او نتحدث معهم. لكنه كتاب جيد للقارئ الليبي والعربي او اي واحد مازال يساوره الشك بأن القذافي كان حاكما عادل ويحب ليبيا والشعب الليبي. الكاتب في المقدمة يقول” بل ان هناك مسافات تطول أو تقصر تفصل هوياتهم، بل لا اتردد في القول ان موضوعة الخير والشر، والنفع والضرر تتفاعل في تكوين كيمياء حصيلة ما نتج أو ينتج، من عملهم مع العقيد معمر القذافي” هذا يلخص ما كان يريد ان يقوله الكاتب للقارئ من خلال هذا الكتاب وهذا خير شرح لهذا الكتاب حسب وجهة نظري.

لقد اخد مني الكتاب قرابة اسبوعين لأنى لم استطيع قراءته في وقت واحد وكذلك صياغة الأحداث كانت غير متسلسلة . لقد تحدث الأستاذ شلقم عن عدة اشخاص (39 شخصية) والمتميزين هم عبدالله السنوسي ومحمد الزوى و نصر المبروك والزناتي وخليفة حنيش والبشير صالح. بالنسبة للثوريين كشلابي والبهيم والزائدي  وهدى بن عامر والشلة الأخرى. هؤلاء افعالهم مشينة ويعرفها الناس جميعا وأسوء ناس ربما في قمع الليبيين والليبيات على مدى الثلاثين سنة الماضية وخاصة بعد 1975. أشخاص ربما لم يكونوا بالصورة كثيرا مثل رافع المدني، بجاد، الأزهري، الهتكى، الحسناوي، القشاط، والحامدي  والذين اعطاهم الكاتب الكثير من المساحة رغم انهم غير معروفين كثيرا علي الساحة الليبية ولكن الواضح ان هنالك كيمياء خاصة اراد الكاتب ان يظهرها للقارئ.

انا مع الأستاذ شلقم بأن القذافي صنع هؤلاء وصنع كثيرون ولم يذكرهم الأستاذ عبدالرحمن في كتابه . امثال موسى كوسه والعبار والحويج والخروبى وجلود والخويلدى وابوبكر والزادمة والحجازي وابوكرع ومعتوق وعبدالفتاح يونس واحمد رمضان والكبير والمهدى العربي واخرون. هل هؤلاء لم يحتك بهم الأستاذ شلقم او لا يعرف عنهم شيء او ربما يعرف ولكن يعد في كتاب اخر.

الكتاب به معلومات ولكن غير دقيقة وغير مقنعة في بعض الأحيان لأنها ناقصة وغير مفصلة وخاصة عندما يتحدث عن عبدالله السنوسي او البغدادي المحمودي او خليفة حنيش او الزوى او فوزية شلابي. كل المعلومات سطيحة وليست مستوفات ويمكن للكاتب ان يكون اكثر دقة لو اخد اربع شخصيات وكتب عنها باستسخاء مثل عبدالله السنوسي وموسى كوسه وخليفة حنيش والبغدادي المحمودي. كان هذا سيكون به مصداقية وتكون القصص مثيرة وتكون الرغبة في قراءته اكبر وسينال شعبية كبيرة.

انه مجهود يشكر عليه ونتمنى بأن الكتب القادمة مفصلة اكثر وبها معلومات تفضح النظام ومن كانوا حول القذافي واولاده. هذا مهم بالنسبة لتاريخ ليبيا وكذلك للأجيال القادمة وخاصة عائلات هؤلاء الذين تواطأوا مع القذافي في قمع الشعب الليبي. لكل قارئ يحب ان يقرأ عن مأسي النظام السابق يجب قراءة هذا الكتاب حتي يأخذ فكرة اولية ثم يبحث عن كتب متعمقة اكثر واكثر في تعرية وتحليل  جرائم هذا النظام في حق الليبيين والليبيات. هذا الكتاب سيكون بداية لعدة ناس لكتابة مذكراتهم وخاصة ممن اشتغلوا مع النظام طويلا واولهم الأستاذ عبدالرحمن شلقم ونتمنى ان تكون المصداقية والحيادية هو منهج ما يكتبونه للقارئ الليبي والعربي.

لقد كتب الكاتب عن نفسه ولكن تشعر بأن الكثير ناقص. لقد ذكر الكاتب بأنه تحدث مع القذافي عن كتابة المذكرات. لقد قال الكاتب للقذافي” انا لن اكتب مذكراتي واستمر بإيجاد الأسباب لعدم الكتابة” انني ارى ان المذكرات التي يكتبها السياسيون بعد ترك مواقعهم، بخاصة في الوطن العربي، هي شهادات متأخرة … الخ، هل فعلا قال الأستاذ شلقم هذا للقذافي وحسب ما يروي الكاتب بأن القذافي لا يرضي بأن يتحدث الناس امامه بهذه الصراحة الآ اذا كان الشخص مقرب جدا منه والكاتب غير ذلك. ربما كان الحديث ثقافي وتبادل اراء حيث القذافي مهوس بالتقرب من الكتاب والمثقفين ويحب ان يسمع منهم وسمعتها كثيرا من الناس.

لقد أعجبني الاسلوب في كثير من الإمكان من هذا الكتاب وخاصة عندما يريد الكاتب ان يعرًف بنفسه بأنه قارئ جيد للتاريخ والشعر والقصة. الكتاب خالي من الآراء السياسية ولم يعطى انطباع بأن الكاتب سياسي قبل ان يكون صحفي وكاتب وقارئ. هذا ليس بغريب على كل من يتولى منصب وزاري في ليبيا حيث يتم الاختيار حسب الولاء وحسب القبيلة وحسب الشهرة وتقرب الشخص من الأسرة الحاكمة. نتمنى ان تكون الكتب القادمة بها معلومات تاريخية ومهمة واراء يعتد بها في تدريس تاريخ ليبيا الدموي ابان القذافي اللعين. انا متأكد ان الكاتب سيكتب كتب ممتازة وبها متعة عند القراءة وبها تاريخ زخم عن حقبة القذافي حسب قربه منه طوال الخمسين سنة. شكرا للكاتب ونتمنى ان نري كتابات اخرى من ناس اخرين وخاصة من المقربين وكذلك من غادر الحكومة قبل الثورة وبعد الثورة لنها ستنير عقول القراء الليبيين وغير الليبيين عن تاريخ ليبيا السياسي والمعاصر.




جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا