لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

في بلادنا يقتل بعضنا بعضا دون رحمة نستخدم كل الوسائل لتذكية الصراع الدائر بين الإخوة فهذا يكبّر (الله أكبر) وذاك يكبّر كلاهما يكبّر لقتل أخيه يكبّرون لزهق الأرواح وتدمير البيوت بل حتى البهائم لم تسلم من القتل حقدا وتشفيّاً من أهلها فأي جهل هذا؟!

سكان أكبر مدينة في الوطن أصبحوا بين عشية وضحاها إرهابيين لا لشىء إلا لأنهم وقفوا ولازالوا واقفين ضد عسكرة الدولة وسرقة الثورة ورُبّ قائل يقول وأين هي الثورة؟ وما الذي قدمته لنا الثورة؟ نقول أننا ضد ما يجري من سيطرة وابتزاز الجماعات المسلحة لمؤسسات الدولة وضد هذا الإنفلات الذي يحدث في غياب الدولة بشكل يكاد يكون كلّيا كما نقول أيضا أننا ضد الثورة المضادة ومن خلفها؟

إن الثورة كلمة يصنعها الأحرار قام وشارك فيها أغلب الليبيين لأسباب واضحة وجليّة ولا تخفى هذه الأسباب إلا على جاهل أو متجاهل أو مصلحي إنتهازي لا يرى إلا نفسه ومصالحه ولا يرى في الوطن إلا غنيمة شخصية وما أكثر هؤلآء في كل وقت وحين.

في بلادي وغيرها من بلاد المسلمين الحال متشابه لقد تكالب كل حقود ومتآمر وعدو وعملوا ويعملون لإسقاط الثورات والعودة للعبودية ويشمل ذلك أفرادا منا وفينا كما يشمل دول مجاورة ويشمل أيضا دول عربية بعيدة يفترض أنها شقيقة؟

ولكنها حاقدة على كل تغيير لا يروق لها تريد التحكم فينا وكأننا قطيع ليس لنا إرادة فلا تتوانى بإلقاء حمم الجحيم من طيرانها علينا وعلى كل مخالف لها نصرة لما تريد تحقيقه وهو صراحة محاربة التغيير وكل ما يمتّ للإسلام ببنت شفة وكأنهم ليسوا مسلمين لغفلتهم فهؤلآء كما رأيناهم يتسابقون لإرضاء أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم كل هذا وذاك يحدث برعاية أمريكية وأوروبية كاملة حتى لا تقوم لنا قائمة ولكننا لا نلوم إلا أنفسنا فلن تقوم لنا قائمة إلا بالعودة لديننا الذي أراده الله لنا وليس الذي يريده شيوخ الحكام لنا من تقديس الحاكم الظالم المفسد المفلس دينيا وأخلاقيا.

يُقتل أهل طرابلس ومن حولها في العزيزية والسواني وعين زارة وغيرها بحجة قتال الإخوان والمقاتلة وينعتون من يخالفهم بالخوارج؟!

يا سادتي هؤلآء ليسوا خوارج هؤلآء أبناء وطننا أهل سنة مثلنا وإن اختلفنا معهم في بعض الأشياء هؤلآء من قضوا على تنظيم داعش المشبوه في سرت وقدّموا أرواحهم فدآء لنا وللوطن وأستثني منهم ما أستثني من غيرهم من اللصوص وأصحاب المصالح. أتعجب لمن ينجر وراء هذه الإتهامات الباطلة ويستحل ويصيب من إخوانه في الوطن والدين أنفسهم وبيوتهم وأملاكهم فقليلٌ من العقل يا هؤلآء !!! فهل كل إخواني عضو في جماعة الإخوان المسلمين يسفك دمه!؟

عجبا لأمر من يقول بهذا ومن يسمع له، تتركون الكفار المغتصبون لدياركم وتقتلون إخوانكم فقط لإنكم تتّبعون هذه الدولة أو تلك التي تعادي الإخوان ليس لدينهم ولكن لسياساتهم فالأمر سياسي بامتياز وليس له في غالب الأحيان علاقة بالدين فمن أفتاكم بجهله بقتال الإخوان أو المقاتلة أيبوء بتكفيرهم ويتحمل دمائهم في سبيل حاكم فاسد فاجر بائن عُواره أو انتصارٌ لنفس أو خوض مع الخائضين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا: “مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ”.

فيا من تقاتل من أجل قتل الإخوان أو المقاتلة أو من يخالف رأيك الديني أو السياسي أو مذهبك وتصفهم بالخوارج ما تقول في قول رسول الله وهو ما أنفك يحذر من تكفير وقتل المسلمين أليس هو القائل أيضا في هذا الباب:”لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”، أليس هذا ما نفعله الآن نكفّر بعضنا بعضاً ويقتل بعضنا بعضا فأي عذر ستلقى به ربك وأنت المحرّض ضد والقاتل لأخيك!!!

أليس من تعاليم رسولنا صلى الله عليه وسلم أن أموالنا وأعراضنا وأنفسنا محرمة على بعضنا البعض فما الذي دهانا نحرّض على القتل ونغتصب الأموال والممتلكات ونسرق المحتويات (فانظروا ما فعل هؤلآء ويفعلون في ورشفانة وقبلها بنغازي وغيرهما) وما تطاله أيدينا ونخرّب ونعيت فسادا فيما لا تدركه أيدينا فأي أخلاق هذه وأي دين هذا الذي ندين به وأي جهل هذا الذي نحن فيه فمتى نفيق من الغفلة وننهض؟؟؟ إن الصراع الدائر الآن هو نتاج التخلف والفهم المعكوس والسطحي للدين الإسلامي والتجرد من الأخلاق والقيم الإنسانية التي تقضي بدورها على التكافل والسلم الإجتماعي في مجتعاتنا، فمتى نفيق؟



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا