لا ندم على فبراير ولا ندم على التخلص من المجرمين الذين ضيعوا ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

لعل الرد المتمثل في خروج جموع غفيرة من الناس للإحتفال بذكرى ثورة التحرير جاء مزلزلا ومخيبا لكثير ممن ظنوا الظنون وحاولوا إسقاط الثورة بكل ما أوتوا من إمكانيات فحاربوا الثورة وتآمروا عليها ماديا وإعلاميا وسياسيا وعسكريا وألصقوا التهم الباطلة بالثورة التي قام بها شعب عانى من ويلات التسلط والجهل والذلة والمهانة والفقر والتخلف في جميع مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية فأراد نيل كرامته قبل كل شيء التي هي هبة من الخالق سبحانه وليس من غيره والتي فقدها الشعب لعدة عقود من الطغيان والجبروت متمثلة في فرعون عصره الذي لم يترك شيئا فاسدا إلا فعله وأنا هنا لا أتحدث عن الحكم ولكن عن الطريقة التي ساس بها فرعون البلد سياسة التجويع والتجهيل والتحقير حيث احتقر الشعب كله لا أستثني منه أحدا حتى المقربين أصحاب المناصب وهم يعلمون ذلك أكثر من غيرهم ولكن مصالحهم التي أفقدتهم صوابهم وكرامتهم ولدينا قصص لا حصر لها عن هؤلآء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” فاستر عنهم ولكنهم قوم يجهلون لازالوا يتمادون في قدح الآخرين واتهام من ثار على الظلم بأنه عميل فإما أن تكون تحت رحمة من لا خلاق له وإما أن تصير عميلا، فياله من عدل عند من لا يعرف العدل؟!.

لن نندم على التغيير الذي كان لابد أن يكون للتخلص من عبودية الفرد إلى عبودية رب الأفراد إنها إرادة الله سبحانه في التخلص من الطغاة الذين يمد الله لهم ليرى ماذا يفعلون فعوضاً عن الرجوع إلى الحق والإعتراف بما اقترفوه في حق هذا الشعب وفي حق الوطن يغتر هؤلآء بسلطانهم وأموالهم فيزدادوا فسادا في الأرض ولكن الله يمهل الظلمة الفجرة لعلهم يعودوا إلى رشدهم ويتذكروا قدرة الله وبطشه وجبروته حتى إذا لم يتذكروا ويتوبوا إلى الله ويندموا على ما فعلوا من ظلم للناس ويشمل ذلك ذكرا لا حصرا الإعتقالات بغير وجه حق والتفنن في ألوان التعذيب التي تقشعر لها الأبدان والقتل والإختطاف والإستلاء على أملاك وأموال الناس وترهيبهم وفساد ممنهج لا حد له، ألم يفعلوا ذلك؟؟؟ وحين جاء وعد الله بالتغيير ضُرب الظالم في عقله فعميت بصيرته فقاد نفسه بنفسه لحتفه كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”، قال: ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ هود: 102.

فذكّر حتى لاينسى هؤلآء الذين يريدون أن يصوروا لنا فترة الأربعين بأنها جنة الفردوس التي فقدناها!!! ألم يغير فرعون القرءان؟ ردوها إن كنتم صادقين؟ ألم ينكر السنة النبوية؟ ألم ينكر شفاعة رسول الله للمسلمين يوم القيامة فقال: “غير يشفع لروحه”، ألم ينكر حجاب المرأة فقال: “الحجاب فرضه الشيطان وللمرأة أن تخرج عارية خالية حتى من ورقة التوت” ولدينا مزيد، أبعد هذا الظلم ظلما أم بعد هذه الجرأة والوقاحة على الله ورسوله جرأةً ووقاحة، عجبا أمركم!.

ولعله من المفيد أن نختم ونذكّر البعض هنا خاصة ممن كانوا مشاركين في الحقبة الأربعينية المظلمة الماضية ولازالوا يدافعون عن حقبة تكاد تعجز عن إيجاد تقدم أو إنجاز جلب لنا خيرا وما المرحلة التعيسة أقول التعيسة وأكرر حتى نغلق باب التأويل على من قد يعتقد أننا ندافع على الوضع المزري الذي نعيشه ولكننا نقول إن أكبر سببا في هذه الحالة المزرية التي نعيشها الآن ما هي إلا وليدة إفساد الأخلاق والتعليم ونتائج ما خلّفته تلك الحقبة المظلمة التي لم تكن قصيرة أبدا فما يزيد على أربعين سنة كانت كفيلة ببناء نهضة شاملة إنسانية ومادية ولكنها الإنتكاسة من تاريخ الوطن نذكّر هؤلآء من عبدت الطواغيث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.

نقول لهم إن المحبة تقتضي حب ما يحب المحبوب وكره ما يكره المحبوب فهل ترضون لأنفسكم حب رسول الله وأن تحشروا معه أم ترضون لأنفسكم حب القذافي وتحشرون معه فهو الذي لا يخفى كرهه للنبي مما تقدم وللدين الذي جآء به؟، فكفى دفاعا عن الباطل ودافعوا عن الوطن بتجرد!، أترككم مع أنفسكم فحاسبوها وقيّموها الآن قبل فوات الأوان؟، أخيرا إن الوطن للجميع لا إقصاء فيه لأحد والعبودية لله وحده؟.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا