لا يا وزارة التعليم - عين ليبيا

من إعداد: عبدالرزاق الداهش

تحول الطفل حسان إلى بطل قومي، وحمله الناس على أكتافهم في مظاهر ضد الاستعمار الفرنسي.

كل ما قام به هذا الطفل، أنه حصل على العلامة صفر في مادة اللغة الفرنسية، في امتحان نهاية السنة.

أهل دمشق تعاملوا مع هذا الرسوب في اللغة الفرنسي كعمل من أعمال المقاومة.

استدعت ذاكرتي هذا القصة، مع أنباء عن صدور قرار من التعليم بشأن تدريس اللغة الإيطالية، التي قاوم الليبيون تعلمها بدمهم وليس حبرهم.

حاولت أن أقلّب هذا الأمر في راسي ألف مرة، ولم أجد مبررا واحدا لتدريس هذه اللغة التي لا يستخدم الليبيين بعض مفرادات قاموسها إلا في ورش السيارات.

لماذا نجهد طلابنا في تعليم لغة لا تنفع حتى للمطاعم الإيطالية التي يتكلم أغلب العاملين فيها اللغة الانجليزية؟.

ومقابل ماذا نمنح إيطاليا بالمجان ما لم تحصل عليه بالدبابات، وقذائف الغاز السام.

هل قررت إيطاليا تعليم اللغة العربية أو أيًا من اللغات الوطنية الأخرى في مدارسها؟.

هل نفذت إيطاليا التزاماتها الواردة في معاهدة الصداقة تجاه الليبيين، كتعويض غير مجزي إطلاقا بالنسبة لهم؟.

صحيح روما شريك تجاري مهم، ولكن ليبيا التي لم تكن شاطئ رابع لإيطاليا ذات استعمار، لن تكون حقل غاز، ونفط، ومركز لخفر السواحل للإيطاليين حتى مع عدم الاستقرار.

الإنجليزية لغة العلم، ولغة العالم، أما غير ذلك فهناك الصينية التى يتكلم بها ربع سكان العالم، والإسبانية التي يتحدث بها نصف سكان أمريكا اللاتينية، والأوردو والبرتغالية.

لا يمكن أن نُعلم أطفالنا الإيطالية نكاية في الفرنسيين، ولا البرتغالية نكاية في الأسبان.

الإيطالية ليس فقط ظلما لأولادنا، بل ظلما لأجدادنا أيضا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا