لبناء دولة مدنية ديمقراطية.. «شماطة» يُشدّد على بناء مشروع وطني مُتكامل - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

قال عضو لجنة الحوار والمصالحة المُشكلة بموجب قرار المجلس الرئاسي عبد الهادي شماطة، إنه أطلع على بنود المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وعلى ما كتبه أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان الدكتور رمضان بن زير، وشده حديث الأخير عن المشروع الوطني.

وأكد “شماطة” في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على ما طرحه د. بن زير بشأن ضرورة بناء مشروع وطني متكامل لبناء دولة مدنية ديمقراطية دولة القانون والمؤسسات، وتحقق التنمية الشاملة وطموحات الليبيين التي دفعتهم إلى تغيير النظام في السابع عشر من فبراير 2011 بعد فشله في عملية الإصلاح.

وأشار إلى أن ما طرحه د. بن زير لامس الحاجة الماسة عند الليبيين لبناء مشروع وطتي يأخذ في الاعتبار مخاوف وهواجس ومطالب الليبيين في كل مناطق ليبيا، ويبني على الجهود المبذولة سابقا ومنها مشروع حزب التحالف الوطني في الجانب التنموي الذي يقسم ليبيا إلى عدة مناطق اقتصاديه وغيره من المشاريع الأخرى المُقدمة من عدة تيارات سياسية.

وأضاف يقول:

اعتقد أنها دعوة صادقة في وقت مناسب للالتفاف حول مشتركات عند كل الليبيين يجب ان تجد صدى عند الوطنيين لنخرج بمشروع وطني واحد يوافق علية أي ملتقي وطني في المستقبل.

التحية الصادقة لكل الجهود ولن نيأس ولابد لكل الليبيين دون استثناء أن يكونوا طرفًا في إنقاذ بلادهم.

هذا وأكد أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان الدكتور “رمضان بن زير”، أن مبادرة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، تتضمن مجموعة من النقاط المهمة يمكن البناء عليها، وجميعها تصب في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي لا مكان فيها لحكم الفرد أو العائلة أو القبيلة، ومن أهم هذه النقاط، تفعيل الإدارة اللامركزية، وضمان معايير الشفافية والحوكمة الرشيدة، وأن ليبيا دولة واحدة غير قابلة للتقسيم، وأن الصراع الدائر ليس بين الشرق والغرب في ليبيا، وإنما بين الدكتاتورية وبين الدولة المدنية.

وأضاف د. بن زير في تصريح لـ«عين ليبيا» أن أهم ما يميز المبادرة هو استبعاد “خليفة حفتر” من أي عملية سياسية واعتباره مجرم حرب بعد هجومه الغادر على طرابلس، الذي راح ضحيته الأبرياء من المدنيين.

وأشار إلى المبادرة تعني أيضاً اختفاء كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، والمتمثلة في المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة، وكذلك اعتبار القوة المساندة للجيش الليبي من الثوار من المكونات الأساسية للجيش الليبي، وهي خطوة متقدمة تُحسب للسراج جاءت في وقتها.

كما أشار د. بن زير في الوقت ذاته، إلى أن مبادرة السراج ليست مشروعًا وطنياً مُتكاملا بل عبارة عن خطوط عريضة وأفكار عامة يمكن البناء عليها وهذا لا ينقص من قيمة هذه المبادرة الجديدة القديمة حيث سبق للسراج التقدم بهده المبادرة سنة 2017 مع بعض الإضافات بسبب المستجدات الأخيرة في العاصمة.

ونوه أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان بأنه من الضروري والمفيد إثراء هذه المبادرة بالنقاش من قِبل الهيئات والشخصيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني حتى تصبح مشروعًا وطنيًا بامتياز بعد اعتمادها من الملتقى الوطني المزمع عقده بالخصوص.

كما طالب د. بن زير حكومة الوفاق الوطني بتكثيف جهودها حتى يتحقق النصر الكامل وإفشال المشروع الإقليمي الدولي الذي يستهدف وحدة ليبيا.

واختتم تصريحه بالقول:

إن الثورة الليبية تختلف عن باقي ثورات الربيع العربي، لأنها باقية بالرغم من المؤامرات الإقليمية والدولية، التي تُحاك ضدها منذ انبلاجها في السابع عشر من فبراير 2011، وإننا على يقين أن ثورتنا ستكون نموذجا تهتدي به الشعوب العربية، ومختلفة عن باقي النماذج العربية المصري أو التونسي أو السوري، لأنها استوعبت كل ألوان الطيف السياسي في ليبيا ودون إقصاء أو تهميش لأي منها، وسيكتب التاريخ ويخلدها بأنها من الثورات الكبرى في العالم مثلها مثل الثورة الفرنسية والأمريكية.

وما تصدي أغلب أبناء ليبيا للهجوم الغادر على العاصمة طرابلس من قِبل قوات حفتر بهدف الاستيلاء على السلطة وإقامة حكم شمولي بدعم كبير من قِبل دول محور الشر وبرعاية فرنسية إلا دليل على استمرار هذه الثورة وإصرار ثوارها على بناء الدولة الديمقراطية دولة القانون والمؤسسات.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا