لبنان.. خطة الجيش وحصر السلاح تثير انقسامات سياسية وشعبية - عين ليبيا

أشاد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بالخطة العسكرية للجيش اللبناني، معتبراً أن ما جرى “يحفظ السلم الأهلي” ويعكس جهود الدولة لضمان الأمن والاستقرار.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن بري قوله: “الأمور إيجابية، وأعتقد أن الرياح السامة بدأت تنطوي”، مشيراً إلى أن الخطة العسكرية للجيش تؤكد الالتزام بحصر السلاح بيد الدولة.

من جهته، شدد رئيس الوزراء نواف سلام على أن “مقررات مجلس الوزراء واضحة ولا تحتمل أي تأويلات”، مؤكداً أنه “لا عودة إلى الوراء في موضوع حصرية السلاح”.

وأضاف سلام أن الخطوات المتخذة تأتي تنفيذًا لاتفاق الطائف وبيان الحكومة، مؤكداً أن خطة الموفد الأمريكي توم براك، التي عدّلها لبنان بالتوافق مع واشنطن، تتطلب تطبيقاً متبادلاً، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل بعد.

وأشار وزير الإعلام اللبناني بول مرقص إلى أن مجلس الوزراء استمع إلى خطة الجيش لحصر السلاح، مع إبقاء تفاصيلها طي السرية، وأن الجيش سيبدأ تنفيذ الخطة ضمن الإمكانات المتاحة، بالتوازي مع إعداد استراتيجية وطنية شاملة للأمن.

كما أكد مرقص أن القوات المسلحة أظهرت التزاماً جاداً بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، بما يعكس حرص الدولة على الحفاظ على الأمن والاستقرار، واعتبر أن لبنان نفذ خطوات أساسية تجاه الورقة الأمريكية بينما لم تقدم إسرائيل على أي خطوة مقابلة.

في المقابل، شهدت جلسة مجلس الوزراء انسحاب وزراء الثنائي الشيعي احتجاجاً على مناقشة خطة حصر السلاح، مؤكدين أن هذا القرار لا يستهدف الجيش وإنما يعكس موقفهم السياسي تجاه الملف.

الرئيس اللبناني يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، مشدداً على أن هذه الخطوة ستتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية، تنفيذاً لمندرجات القرار الأممي 1701.

وجاءت دعوة الرئيس عون خلال استقباله في قصر بعبدا قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي الأميرال براد كوبر، بحضور السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون، ورئيس لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (MECHANISM) الجنرال مايكل ليني.

وأشار الرئيس عون إلى أهمية تفعيل عمل اللجنة الدولية لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر الماضي، ولا سيما وقف الاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب من التلال والمناطق المحتلة، إضافة إلى إعادة الأسرى اللبنانيين.

وأكد أن هذه الخطوات تنسجم مع سياسة الحكومة اللبنانية الهادفة إلى حصر السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية، خاصة في ضوء الخطة التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً لدعم الجيش اللبناني في هذه المهمة.

وأضاف أن الجيش اللبناني أنهى تمركزه في أكثر من 85% من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، ويواصل العمل على ضبط الوضع الأمني، ومصادرة الأسلحة والذخائر، رغم التحديات الجغرافية واللوجستية، التي أودت بحياة 12 عسكرياً أثناء تنفيذ هذه المهام.

ولفت إلى أن الجيش بدأ أيضاً استلام السلاح من بعض المخيمات الفلسطينية، بناءً على اتفاق تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة إلى لبنان.

من جهته، أعرب الأميرال كوبر عن تقديره لـ”العمل المميز” الذي يقوم به الجيش اللبناني في مختلف المناطق، مؤكداً استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني عبر التدريب والتجهيز والعتاد، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية والكونغرس.

وأشار كوبر إلى أن لجنة MECHANISM ستعقد اجتماعاً غداً لبحث الأوضاع في الجنوب، واستكمال تنفيذ الاتفاقات السابقة من أجل تثبيت الاستقرار.

كما أشاد الرئيس عون بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، مؤكداً أن الدعم الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، يسهم في استقرار لبنان، ويدعم جهود الإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار، في ظل استعدادات عدد من الدول الصديقة للمساهمة، شرط وقف الاعتداءات وعودة الهدوء.

وفي ختام اللقاء، تمنى الرئيس عون التوفيق للأميرال كوبر في مهامه، داعياً إلى إيلاء الوضع اللبناني أولوية خاصة، لما للاستقرار في لبنان من تأثير على الأمن الإقليمي.

حزب الله يعتبر جلسة الحكومة اللبنانية فرصة للتعقل ومنع الانزلاق للمجهول

اعتبر مسؤول في حزب الله، السبت، أن جلسة الحكومة اللبنانية يوم الجمعة، التي استعرض خلالها الجيش خطته لحصر السلاح بيد الدولة، كانت “فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل ومنع البلاد من الانزلاق إلى المجهول”.

وقال نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي لوكالة رويترز إن الحزب رأى في الجلسة فرصة لتجنب التصعيد، رغم انسحاب وزراء أمل وحزب الله احتجاجًا على مناقشة خطة الجيش.

وأكد النائب عن حزب الله علي عمار أن “سلاح المقاومة يُنزع حين تنزع أرواحنا جميعًا”، مشددًا على استمرار الحوار حول استراتيجية الأمن الوطني، ورفض الانزلاق إلى ما وصفه بالإملاءات الخارجية، مشيراً إلى أن “الإيقاع بين الجيش والمقاومة لن يحدث”.

في الوقت نفسه، شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت مسيرات بالدراجات النارية نظمها أنصار حزب الله وحركة أمل رفضًا لقرار الحكومة، فيما نفذ الجيش اللبناني انتشارًا أمنيًا عند مداخل الضاحية الجنوبية.

وزير الإعلام اللبناني: تنفيذ “الورقة الأمريكية” مرتبط بموافقة جميع الدول وإسرائيل لم تُظهر أي التزام

أوضح وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، يوم الجمعة، أن تنفيذ “الورقة الأمريكية” مرتبط بموافقة جميع الدول المشاركة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تُظهر أي التزام حتى الآن.

وقال مرقص إن مجلس الوزراء رحب بخطة الجيش المتعلقة بحصر السلاح بمراحلها المختلفة، على أن ترفع قيادة الجيش تقريراً عن تطبيقها، مع إبقاء مضمون الخطة ومداولاتها سرية.

وأكد أن لبنان أقر أهداف “الورقة الأمريكية” وأعد الجيش خطة لتطبيقها، لكنه لفت إلى أن الطرف الإسرائيلي لم يتخذ أي خطوة، مؤكداً أن أي تقدم مرتبط بالتزام جميع الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل.

وشدد الوزير على أن لبنان لم يقدم أي تنازلات، وأن هاجسه حماية تراب الدولة تحت سلطة الجيش، وإعادة الإعمار، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف أن الرئيس جوزيف عون اعتبر قرار التجديد لقوات اليونيفيل انتصاراً للبنان، مشيراً إلى أن استمرار الخروقات الإسرائيلية يعرض الأمن الإقليمي لمخاطر جسيمة ويعوق تنفيذ خطة حصر السلاح.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا