لبنان وروسيا يرسمان خارطة طريق اقتصادية جديدة - عين ليبيا
شهدت بيروت اختتام المنتدى الاستثماري الاقتصادي الروسي اللبناني الذي امتد يومين، وخرج بجملة من التوصيات الطموحة التي تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقات الاقتصادية الثنائية على أسس جديدة، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.
المنتدى الذي انعقد في توقيت دقيق من حيث التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلدان، وخصوصًا لبنان، عكس رغبة متبادلة في إعادة إحياء العلاقات الثنائية، لا سيما في قطاعات الطيران، التعليم، الشحن، والصناعة، وقدم المشاركون “خارطة طريق اقتصادية” تنطوي على مروحة واسعة من الإجراءات العملية التي من شأنها التأسيس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد.
جاءت التوصيات لتغطي طيفًا واسعًا من الملفات، كان أبرزها:
المنتدى لم يقتصر على الأبعاد التجارية، بل امتد إلى القطاعات الأكاديمية والثقافية، حيث أوصى بـ:
من أبرز التحديات التي ناقشها المشاركون، ما يتعلق بالتبادل المالي والمصرفي، حيث شددوا على أهمية إيجاد آليات تضمن استمرارية الحوالات المصرفية بين الجانبين، في ظل غياب المصارف الروسية عن السوق اللبنانية ووجود قيود دولية معقدة على العمليات بالدولار.
كما اقترح المشاركون استحداث لجنة تنسيقية من وزارات الصناعة والتجارة والزراعة في البلدين، لتأمين المطابقة في المعايير الفنية وضمان الجودة في المنتجات المعدة للتصدير، وفتح الأسواق أمام الصناعات اللبنانية والروسية على حد سواء.
تأتي هذه المبادرات في وقت يعيد فيه لبنان النظر في خياراته الاقتصادية الخارجية، وسط أزمة خانقة وغياب للدعم الغربي المباشر، بينما تجد روسيا نفسها مضطرة إلى تنويع شراكاتها بعد تقليص تجارتها مع الاتحاد الأوروبي إلى مستويات تاريخية متدنية.
وتفتح خارطة الطريق هذه الباب أمام شراكة اقتصادية شرقية جديدة، قد تمنح لبنان متنفسًا بديلًا في قطاعاته الحيوية، فيما تتيح لروسيا موطئ قدم إضافي في منطقة المتوسط، عبر مشاريع استثمارية وتعاون أكاديمي وثقافي.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا