لقاء أبوظبي ومخطط إنهاء فبراير - عين ليبيا

من إعداد: سالم المعداني

” مرحبتين بكازي روما، من غيره ماهناك حكومة”، “الله، وليبيا، ومعمر وبس”، “حفايا نمشوا شور الكيش، نموتوا ويعيش المشير”، هذا هو خلاصة التاريخ السياسي، لحزب الكنبة الليبي، طوال التاريخ، وهنا نحن لا ننتقص من قيمة الليبيين، وانما هي الظروف، والتعليم، والتربية، والممارسة السياسية الغائبة، فالليبيون لم يمارسوا الحرية، او الحياة السياسية، طوال حياتهم فهم كما غيرهم من الشعوب العربية، كما الطيور، التى ولدت بالاقفاص، فهي لا تعتقد ان للقفص بابا، وتري أن الخروج منه مخاطرة وجودية، وتعتقد ان الخروج من القفص مكلف، فهو يرتب مسؤوليات، لايمكن المجازفة اليها.

مايدور اليوم في بلادنا، هو حصاد لمخطط لإنهاء ثورة فبراير، وعنوانه عظم الله أجركم في فبراير، فقد قتلها من كانوا في مشهدها، وقادوا رحالها بسوء تدبيرهم، وضحالة افكارهم، سواءا القادمين اليها من المنافي، او من غياهب السجون، ليجعلوا اهل فبراير الحقيقيين في نزاع، ويتعاملوا مع فبراير على انها كعكة، بعد ان عبدت لهم طريقها بدماء ابنائها، ومات اهلها حبا وكرامة لأجل الوطن.

حصاد اليوم هو بسبب فساد عقول بعض ما يسمي الاسلاميين، الذين رفضوا كل الحلول، عندما سيطروا على المؤتمر الوطنى، بعقولهم التى كانت بعيدة عن جوهر الاسلام، بل كانت عقولا حاقدة ترفض الآخر، بل وترفض جزءا من جماعاتهم هم انفسهم، وخير مثال لهم كانت مجموعة مايسمي الوفاء للشهداء، فالبعض منهم اعتقد ان حفظ القرآن وعدد سنوات السجن فقط يؤهل لقيادة الدولة، ورفضوا نتائج الانتخابات، فالحقيقة هم من ضيع الوطن، فقد قدمت لهم المبادرات والتوسلات، ولكنهم كانوا طغاة، لا يرون الا انفسهم، بل وحكموا على من خالفهم بكل نقيصة، وساعدهم آخرين من ادعياء النضال، فاليوم جاء وقت الحصاد والحساب، فلقد ضيعوا ثورة فبراير، وضيعوا كل التضحيات.

اليوم نحن نسير بخطي الاخطاء والخيانة، الى الجماهيرية الثانية، فلقد باع الجميع الوطن، فالعاصمة لم تكن حصنا للثورة دائما، في تاريخها، فبداية النهاية لثورة فبراير، هو نهاية بنغازي وحراكها.

لا يشك احد ان ما يدور اليوم هو اتحاد بين اللواء المتمرد حفتر، باعتباره رأسا، وبين ازلام النظام السابق باعتبارهم ذيولا، فقدت الرأس، وتحتاج الى رأس، فهو معجب بما كانوا يهتفون به لقائدهم المقبور، ويود سماعه منهم فكل التحركات منذ الغاء قانون العزل السياسي، واصدار قانون العفو العام دون ضوابط، وتعيين المتمرد قائدا للجيش، واختيار الرجل الضعيف المريض السراج لمنصب قيادة البلاد، واستبعاد رموز فبراير من المشهد، ومنع اقامة جيش وطنى في العاصمة، واليوم اجتماع ابوظبي عاصمة التآمر على العرب، الذي استحضر حروفا غائبة من النص، فقد حان وقتها بل وتشكيلها، وليس مصادفتا قرار وزير العدل بحكومة التني، باطلاق سراح عبدالله السنوسي، و البغدادي المحمودي، وهم من قاد الحرب ضد فبراير واهلها، فالتاريخ سطر افعالهم واجرامهم فقد صار المشهد واضحا ونتائجه حتمية.

نعم مصراته حصن من حصون الثورة، بغض النظر عن بعض المعتوهين في مشهدها، فهي قادره عل افشال مخطط إنهاء الثورة.

اقول ان اول خطوة في افساد هذا البرنامج هوالزحف على السراج وزمرته، وطرده من العاصمة، وطرد بعثة الامم المتحدة، فاذا لم تقلب الطاولة فانتظروا ياأهل فبراير اعواد المشانق، فليس لكم من خيار الا طريقة الموت التى تفضلونها، وعندها سيرفع شعار الجماهيرية الثانية، والقائد المهيب الصنديد، وابنه الفريق صدام، وصهره العقيد ايوب، وجمعية أسماء الخيرية، وربما النظرية الرابعة، وكل خمسين عام وانتم بألف خير.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا