لقاء مرتقب مع ترامب.. الرئيس السوري يعقد محادثات تاريخية في أمريكا - عين ليبيا

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن يوم السبت، في أول زيارة لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، وذلك بعد أيام على شطبه من قائمة واشنطن للإرهاب.

وسيعقد الرئيس الشرع اليوم، خلال الزيارة محادثات غير مسبوقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث من المتوقع توقيعه اتفاقًا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأوضح الشرع خلال لقاء جمعه مع وفد من أبناء الجالية السورية في واشنطن يوم الأحد، أن سوريا “حققت خلال 11 شهراً إنجازات كبيرة بعد أن كانت معزولة تمامًا”، مؤكدًا أن “أعظم رأس مال لسوريا هو وحدة الشعب السوري في الداخل”.

وأضاف أن الدبلوماسية السورية، بقيادة وزير الخارجية أسعد الشيباني، وصلت إلى مراحل مهمة في وقت قصير، وأن كل خطواتهم كانت “مدروسة وموفقة” رغم التحديات الكبيرة في مرحلة إعادة البناء.

وأشار الشرع إلى أن الحفاظ على النصر يتطلب جهودًا أكبر من تحقيقه، وأن جميع الخطوات في الخارج تهدف إلى تمهيد الطريق للشعب السوري، الذي وصفه بأنه رأس المال الأهم للبلاد.

من جانبه، أكد المبعوث الأميركي توم براك حرص الولايات المتحدة على دعم المبادرات التي تسهّل عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي.

كما قال وزير الخارجية أسعد الشيباني إن الشعب السوري محب للحياة، وأن العمل الحالي يركز على بناء بلد لأجيال المستقبل، مؤكدًا أن السياسة الوطنية تعتمد على الواقعية والمصلحة الوطنية، وأن الحكومة تعمل كفريق واحد لتحقيق سوريا حديثة ومتطورة.

على الصعيد الدبلوماسي، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لمناقشة إمكانية تقديم الدعم المالي لسوريا بعد سنوات الحرب، كما التقى ممثلين عن منظمات سورية.

وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل.

وتأتي زيارة الشرع بعد حملة أمنية واسعة في سوريا نفذتها وزارة الداخلية، شملت 61 مداهمة و71 عملية توقيف، استهدفت خلايا نائمة لتنظيم داعش في عدة محافظات، في إطار جهود استباقية لتحييد التهديدات الأمنية.

ويأتي هذا التحرك في وقت تعمل فيه سوريا على تأمين التمويلات اللازمة لإعادة الإعمار بعد 13 عامًا من النزاع، حيث قدّر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 216 مليار دولار، في خطوة تهدف لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي على الساحة الدولية.

الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض

أكدت مصادر رسمية أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن تمثل حدثاً تاريخياً غير مسبوق، بصفته أول رئيس سوري يُستقبل رسمياً في البيت الأبيض منذ استقلال سوريا عام 1946.

ولم تشهد العلاقات السورية–الأمريكية خلال أكثر من ثمانية عقود أي زيارة رئاسية بهذا المستوى، رغم محاولات التقارب المحدودة في مراحل مختلفة من التاريخ.

وفي عهد الرئيس شكري القوتلي (1943–1949 ثم 1955–1958)، اقتصرت الاتصالات على القنوات الدبلوماسية التقليدية دون زيارات رسمية إلى الولايات المتحدة، فيما كانت السياسة الخارجية السورية خلال فترة الوحدة السورية–المصرية (1958–1961) تُدار من القاهرة بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.

وتدهورت العلاقات تدريجياً بعد وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963 وتحالف سوريا مع الاتحاد السوفيتي، فيما لم يزر الرئيس حافظ الأسد واشنطن، واقتصر على اجتماع مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في جنيف عام 2000. وبلغت القطيعة ذروتها في عهد بشار الأسد (2000–2024) بعد اندلاع الحرب السورية وفرض الولايات المتحدة عقوبات شاملة أبرزها قانون قيصر.

الشرع يجتمع مع أبرز معارضي إلغاء قانون قيصر في الولايات المتحدة

اجتمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي برايان ماست، الذي يعتبر من أبرز المعارضين لإلغاء قانون قيصر من دون شروط.

وأفادت مصادر بأن الاجتماع المطول أدى إلى تغيير موقف ماست، حيث أصبح أكثر مرونة تجاه رفع العقوبات بعد أن كان المعطل الرئيسي للإجراء، مشيراً إلى أن الوقت حان لإحلال السلام ومنح سوريا فرصة حقيقية.

وقد أثار الاجتماع تفاعلاً واسعاً، حيث وصفه ناشطون بأنه كان اجتماعاً مهماً وإيجابياً، ونجح الشرع في تحقيق تقدم ملموس في النقاشات مع ماست.

ويذكر أن برايان ماست ولد في 10 July 1980 في ولاية ميشيغان، وانضم إلى الجيش الأمريكي عام 2000 كمهندس قتالي، ثم عمل في وحدة تفكيك المتفجرات الخاصة Joint Special Operations Command، وتعرض أثناء خدمته في أفغانستان لانفجار عبوة ناسفة أدى إلى بتر ساقيه وفقدان إصبع، قبل أن يتقاعد بعد نحو 12 عاماً. ونال خلال خدمته عدة أوسمة تقديرية منها ميدالية النجمة البرونزية وميدالية القلب الأرجواني وميدالية الخدمة الاستحقاقية الدفاعية.

وكان ماست قد عارض سابقاً التراجع عن قانون قيصر، مؤكداً أن الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا تجعل الأمر معقداً، ودعا إلى دعم مصالح إسرائيل في المنطقة، معتبراً نفسه ملتزماً بدعمها بشكل دائم.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا