لماذا لا يتم تفكيك ميليشيات طرابلس؟؟؟ - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

في تصريحات تبدو أنها ممتعظة من الوضع الأمني في طرابلس الذي يتصف بتحد ليس سهلا للبلاد عامة ولوزير الداخلية حيث يؤكد باشا آغا وزير الداخلية أن القرار المالي والسياسي تسيطر عليه المجموعات المسلحة بطرابلس وأن هذه المجموعات من خلال تغلغلها في إدارات الوزارة تسيطر على مراكز القرار والقوة فيها وأنها فعليا لا تمتثل لتعليمات الوزارة.

واجه وزير الداخلية تحديات كبيرة قبل أن يستلم مهام وزارة الداخلية حيث اتصف بالثبات وصلابة الموقف فيما تعلق بالعلاقة مع البرلمان والمشهد في بنغازي ولكن الأمر في طرابلس أكثر تعقيدا حيث تتغلغل المجموعات المسلحة التي يتزعمها أمراء الحرب الذين يتمتعون بسيطرة شبه كاملة على مفاصل الدولة ويشمل ذلك وزارة الداخلية والخارجية والمالية وغيرها من المؤسسات ذات الأهمية ومنذ انتصار الثورة والإطاحة بحكم القذافي وعلى تعاقب الحكومات على طرابلس لم تستطع أي حكومة أن تنهي سيطرة هذه المليشيات والمجموعات المسلحة أو تكوين شرطة أو جيش وهذه وحدها لغز كبير؟؟!!!

لقد تغلل أمراء المليشيات في المؤسسات الحيوية للدولة حيث وردت في كثير من التقارير أن هؤلآء قاموا بتحويل الملايين من العملة إلى الخارج عن طريق الإعتمادات كما يملك هؤلآء العديد من الشركات الخدمية والتجارية وكما يفعل هؤلآء مع وزير الداخلية لهم نفس السطوة على وزارات مثل المالية والخارجية وغيرهما. ومن الواضح أن المجلس الرئاسي لا يملك للبلاد نفعا بل يملك لها ضرّا فمنذ قدومه لم يزداد الأمر إلا سوءا وبدى واضحا أنه يقيم في مركز ومناطق حماية وسيطرة مليشيات بعينها في طرابلس المقسمة فعليا إلى مناطق نفوذ لهذه الجماعات المسلحة فالرئاسي مكبل وربما باختياره حتى يبقى في السلطة التي لا معنى لها في حياة الشعب ؟؟؟

ويمضي وزير الداخلية في اتهام هذه المجموعات إلى حد اتهامها بالتبعية لدول خارجية والتخابر معها ويردف الوزير قائلا في اتهام خطير بأن هناك تخابر بين هذه المجموعات المسلحة وبين دول أجنبية وبرهن على ذلك بأن هذه المكالمات تم رصدها ومسجلة، فماذا بعد؟ وليست حادثة إختفاء التاجوري وبشر في دبي لفترة تعد ليست بالقصيرة عنا ببعيد حسب كثير من وسائل الإعلام ليعود بعدها التاجوري في طائرة إماراتية خاصة محملا بحقائب؟؟؟ فمن هو التاجوري وما هو دوره الذي يلعبه في طرابلس لصالح الإمارات؟ وما هو الدور الذي رسمته الإمارات له حتى يعود في طائرة إماراتية خاصة؟؟؟  هذه هي ليبيا تلعب فيها الإمارات المعروفة بعدائها للتحرر وعدائها للإسلام فهي رأس البلاء عن طريق المال والعملاء وغيرها من الدول. إن كثير بيننا من الذين ليس لهم قضية ولا وطنية بل هو المال وحده الذي يحركهم ويدينون له لقد إتخذ هؤلآء المال إلهاً فمن يعطي المال يسيرون في ركبه وتحت إمرته حالهم كحال كثير من أمثالهم فلا مبادئ لهم يقول صلى الله عليه وسلم: “إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال”؟؟؟

إن معركة وزير الداخلية مع الميليشيات لن تكون سهلة أبدا، فيجب على الرئاسي إن ينحاز مع وزارة الداخلية شكلا ومضمونا بالإستعانة بالأمم المتحدة أو ما يراه مناسبا لحل هذه المليشيات المسيطرة على العاصمة وتشكل تهديدا أمنيا حقيقيا وحجر عثرة في طريق تكوين الدولة بأجهزتها الأمنية وتحارب غالبا ليس على أمن طرابلس الذي اتخذته واجهة وذريعة للحفاظ على نفسها وحماية مصالحها ومخططات الدول الداعمة لها.

يجب على الرئاسي أن يجنب طرابلس ويلات الصراع المسلح الذي يدفع ثمنه المواطن كالعادة بحل هذه المليشيات كليا وليس كما يحدث من اتفاقيات مصالح هشة هنا وهناك والتي عادة ما تتحطم على أول صخرة ترتطم بها فيجب تفكيك هذه الأجسام الغريبة عن أجهزة ومكونات الدول وفرض ذلك بالقوة السياسية والضغط الدولي على أن يقف الجميع بكل قوة مع سيطرة الشرطة والأجهزة الأمنية التي كانت سائدة قبل ثورة فبراير فكفى استهتارا بتكوين الدولة وأجهزتها الفاعلة فلا نريد هؤلآء في شوارعنا بل نريد رؤية الأجهزة التقليدية التي يخافها هؤلآء الإنتهازيين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا