لو كُلف أبوزيد بدلاً من الكيب! - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

لو كلف أبوزيد بدلا من الكيب

ويستمر مسلسل العبث الذي تعودناه، من حكومات متتابعة وباقية لا تغادر،  فهي تتراكم حتى صارت ثلاثة وأكثر في ما يفترض ان تكون دولة واحدة اسمها ليبيا! هذا العبث الذي سئمناه، اقله حزمة القرارات والقوانين التي تمطرنا بها بين حين وآخر هذه الحكومات، وما يناظرها من اجسام مهترئة على مستوى التشريع، بدء من مجلس انتقالي كسيح وانتهاء بمؤتمر لا وطني متمسك بالبقاء وبمجلس نواب متآكل!. المجلس الرئاسي او الحكومة الثالثة ينهج نفس الأسلوب ويسلك الطريق ذاته، فهو برغم عدم تمكنه من وضع اقدامه كاملة على الأرض، ها هي قراراته المرتجلة تتوالى علينا وآخرها قرار تكليف السيد عبدالرحيم الكيب بدلا من إبراهيم الدباشي، لموقع مندوب ليبيا في الأمم المتحدة.

هذا القرار الذي جاء نتيجة ضغوطات من هنا وهناك، عقابا للدباشي على تصريحاته الأخيرة التي رأى البعض انها قد خرجت عن المألوف السياسي، من حيث عدم الانسجام والتنسيق مع حكومته الجديدة “المجلس الرئاسي” في حين يرى هو انه لايزال يتبع حكومته القديمة “حكومة الثني”! ، ما يهمني هنا هو ليس اعتراضا على تنحية الدباشي فذلك شأن السلطة العليا اذا كانت موجودة برغم الانقسام! ولا اعتراضا على تكليف الكيب في شخصه كمواطن ليبي، بيت القصيد هو هل راعى المجلس الرئاسي معايير التوظيف والتكليف التي يجب ان يتمتع بها من يشغل مثل هذه المواقع؟! والتي أرى انها لا تتوفر في السيد الكيب حتى بالحد الأدنى؟!

السيد الكيب شخص اكاديمي لا يمتلك أي خبرة في الجانب الديبلوماسي او السياسي، بل هو من اثبت فشله الواضح في إدارة البلد عندما اتيحت له الفرصة وكلّف رئيسا للوزراء في اول حكومة بعد سقوط نظام القذافي، السيد الكيب هذا هل ينسي الليبيون انه اول من أسس لمرحلة العبث المالي المستشري الان، من خلال سماحه بصرف أموال بالمخالفة على شكل مكافئات وما شابهه! وهو نفسه من سمح بصرف مئات الملايين على مجرد قرطاسية واثاث في فترة اقل من سنة! وهو نفسه من اعترف امام المؤتمر الوطني صراحة بأن هناك سلطة عليا فوق مجلسه وفوق الجميع تتحكم في ليبيا ولم يتجرأ على ذكرها خلال ذلك الاجتماع المنقول على الهواء!

كنا نتوقع ان يحاسب الكيب وحكومته على ما سببه من عبث بأموال الليبيين خلال فترة حكمه الكئيبة، لا ان يكرم ويكلّف بمنصب رفيع! فهل عقمت ليبيا عن وجود من يشغل مثل هذه المواقع من غيره؟! وهل كتب على ليبيا ان تحكمها المحاصصة دائما وابدا ليحل الكيب بدلا من الدباشي؟! الذي هو من نفس مدينته!، للأسف هذا بالضبط ما كان سائدا في عهد القذافي ومن مثالبه، حين كانتيتبادل الأدوار في المراكز القيادية والمواقع العليا مجموعة لا تتجاوز 150 شخصا! وكنا حينها نستغرب ونتعجب لذلك الاستحقار والتهميش لباقي الليبيين! فماذا عسانا ان نقول اليوم غير ان الأمر هو مجرد استنساخ لما كان، وان ما حدث لا يعدو كونه قلب لعملة واحدة على وجهها الثاني تختزلها ثقافة سياسية مهترئة لا تستند للكفاءات بل للولاءات والمحاصصات.

ونحن على هذه الحال، كان الاجدر ان يتم اخراج السيد بوزيد دوردة من سجنه، وتكليفه مباشرة بمهام مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، فالرجل يمتلك الخبرة السابقة في هذا الموقع وله أيضا دراية بواقع الليبيين اكثر من السيد الكيب الذي يجهل الكثير ولا تتوفر لدبه اية خبرة سابقة في هذا المجال! الفرق شاسع  بين الاثنين لكن زمن العبث أعمى والدخان والضباب لايزال سيد المشهد الليبي!

 



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا