ليبيا تحترق فعلياً..  وطناً وشعباً - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

article2-1_23-9-2016

إذا علمتم أن بلاداً تتحرك من سيء إلى أسوأ سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كما يحدث في ليبيا بالضبط فاعلموا أن هذه البلاد تحترق وإذا علمتم أن حال مواطن يتحرك معيشياً من سيء الى أسوأ كما يحدث للمواطن الليبي فاعلموا أيضا أن هذا المواطن يحترق.

وحطب الحريق الليبي يزداد يوماً بعد يوم حطباً ومن حطبه، الحروب الأهلية التي تحدث بين الحين والآخر وانقسام ليبيا إلى كيان شرقي وكيان غربي والثأرات والانتقامات والأحقاد التي لم تنزع والتهجير والنهب والسرقة والاختلاس والاهدار والتخصيص للمال العام والفساد الإداري العام ونهب الأراضي العامة والثروات المعدنية والبحرية والتاريخية الأثرية والغابية وقطع وإيقاف النفط الليبي وقطع الطرقات وانقطاع الخدمات الصحية الضرورية وتخلف الخدمات التعليمية وسطوة الجريمة المنظمة وغير المنظمة ومن ذلك انتشار الخطف والقتل الفردي والجماعي والحرابة وحياة يعيشها أغلب الليبيين فقيرة وبائسة وخانقة محاطة بالجوع والخوف والرعب والحرمان من القوت والدواء والكساء لشح الأموال ولغلاء الأسعار والحرمان من الخدمات العامة الأساسية وغير ذلك الكثير من حطب الحريق الليبي.

وعلى افتراض أن ليبيا تحترق وطناً وشعباً وتلتهب حريقاً بارداً أو ساخناً فما يجب على حكام البلاد؟ ألا يجب عليهم إخماد الحريق وتلك مسؤولية وجوب؟.. مسؤولية فرض والا فان الحاكم منهم حاكم أجوف محتال يحمل اسم الحاكم فقط ويتشبث بالمنصب للمزايا دون أن يؤدي وظيفة حكومية لها مسؤوليات واجبة ومسؤوليات مفروضة.

والله عجيب.. والله غريب.. والله غير معقول، حتى الحمقى.. حتى الأغبياء.. حتى فاقدي العقل يعلمون من حيث لا يعلم حكام ليبيا ويدركون من حيث لا يدرك حكام ليبيا علما صائبا وادراكا سديداً أن حالة ليبيا توجب المكافحة المباشرة الصارمة والمصارعة لإخماد حريقها وحريق شعبها دون مجاملة او التنحي والتزحزح  فوراً من حكم ليبيا تنفيذياً وتشريعياً إفساحاً للغير لعل غيرهم ينقذ ليبيا وشعبها وهذا لم يحدث في ليبيا وما يحدث في ليبيا حريقاً ما كان يتحمل مهلا أو رويدا أو انتظارا لأنه أتى على كل شيء في ليبيا بإشراف مشهد سياسي غريب وشاذ فيه حكام تنفيذيين وتشريعيين يحكمون ليبيا ويمددون حكمهم وليبيا وشعبها يحترقان دون أي إقدام أو إرادة لإنقاذ ليبيا وشعبها من الحريق ويتكئون إلى الخمول والنعاس ولا تركيز لهم الا على المزايا والاموال  ويجيدون الثرثرة ويتقنون الهراء ولا يملكون صفات القيادة والتسيير الحكيم الرشيد.

البقاء والتمديد على حريق وطن وشعب لأجل الاموال والمزايا هو بقاء وتمديد من لا يستحي ولا يخجل منصبا علينا حاكما وعاجزا لجبنه وكسله و يتفرج ويشاهد بخمول مفرط على حريق وطن هو مسؤول عن إخماده او يقيم في تونس ومصر وتركيا إقامة المتمتع البليد الذي لا يبالي  منجيا بنفسه الرعديدة دون ان يكلف نفسه مصارعة الحريق الوطني أو يحاور ويناور ويثرثر كالأحمق السفساف لمصلحته أو لإطالة الوقت عند أي بادرة إنقاذ لأجل إطالة أمد الحريق كما هي حوارات الوفاق والواضح الجلي انه لا يهم حكام فبراير على أجمعهم أن تحترق ليبيا وشعبها بل المهم ما يغنمون من اموال ومزايا وقد أتوا لذلك ولم يأتوا لإنقاذ ليبيا وذلك من المجلس الانتقالي وما أعقبه من حكومات وإلى آخر الحكومات الانشطارية التي أججت الحريق الوطني إلى حد انشطار ليبيا إلى شرق وغرب والمتمثلة في حكومة الانقاذ المنحطة والحكومة المؤقتة المتردية والمؤتمر الوطني الميت المتحول اسميا إلى المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الخامل الهامل والذين خلقوا في ليبيا عهدا من حريق انشطاري شق ليبيا إلى شرق وغرب ليبي ولازال الحريق ينشطر بليبيا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا