ليبيا.. شخصيات سياسية في الأدوار النهائية - عين ليبيا

من إعداد: المهدي هندي

يقولون ما أشبه الليل بالبارحة.. وأنا أقول ما أشبه كرة القدم بالسياسة فكرة القدم تلعب فيها المباريات وقد تفوز مبارة وتخسر مبارة أخرى وأيضا”لعبة السياسة فيها جولات وصولات وقد تكسب جولة وتخسر جولة أخرى.

أما البطولات السياسية و(التسويات السياسية) أن صح التعبير فهي أيضا” شبيهة  ببطولة كأس العالم أو المونديال، فهناك تجتمع الفرق المتنافسة للنيل بالبطولة كما تتنافس الفرق المتنازعة في السياسة كي تضمن لها مكان في السلطة وربما نصيباً من الثروة، ولكن كما في بطولة العالم و في الأدوار التمهيدية  فأن مجموع النقاط هو الذي يؤهلك إلى المرحلة التالية  فقد تكسب مبارة ولكنك تخسر جولة بل وأحياناً تخرج من البطولة، وأيضاً قد تخسر مباراة ولكنك تبقى في البطولة بل وتنافس عليها، كذلك السياسة ولكن النقاط هنا تتحكم فيها أمور أخرى مثل حجم التأييد الشعبي وما تكسب من الجغرافيا والسلاح.

كمسلمات الأمور غابت ليبيا عن بطولة العالم الكروية والمشهد الرياضي، ولكنها لم تغب عن البطولة السياسية والمشهد السياسي!! هذه البطولة التي تلعب على مستويين مستوى دولي تتنافس فيه الدول الكبار وتحديداً شركاتها على مصالحها وامتيازاتها في ليبيا، ومستوى محلي تتنافس فيه المصالح القبلية والمناطقية والجهوية أحياناً والحزبية أحياناً أخرى.

وأيضاً كما غابت عن المونديال أسماء منتخبات كبار، غابت أو غيبت في ليبيا أسماء شخصيات كبار، شخصيات وأسماء لعبت في فترات ماضية من عمر البلاد أدواراً قيادية وسياسية وأمنية ولا زالت على قيد الحياة إلى الآن.. بداية من ولي عهد المملكة الليبية الأمير محمد حسن الرضا، إلى شخصيات ورموز نظام القذافي من أمثال عبدالله السنوسي وأبوزيد الدوردة وعبد الرحمن شلقم، وأيضاً شخصيات عملت مع نظام القذافي وواكبت وركبت قطار انتفاضة  فبراير من أمثال مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل وعلي العيساوي، وحتى من الش‘أصفوف التي كانت في المعارضة إبان حكم القذافي من أمثال علي زيدان ومحمد يوسف المقريف إلى المعارضة المتصالحة أمثال علي الصلابي وعبد الحكيم بالحاج، كل هؤلاء لعبوا أدواراً في المراحل التمهيدية لبطولة المشهد الليبي فازت في بعض الأحداث وخسرت في أحداث أخرى كثيرة.

ومن ناحية أخرى هناك “منتخبات” أو شخصيات في المشهد الليبي وصلت إلى الأدوار النهائية كانت في جلها قوية ومشهود لها بالسياسة والحنكة والخبرة سواء القانونية أو العسكرية أو حتى الاقتصادية، ولعل أبرزها وبلا منازع العسكري العائد والمشير الحالي أحد أبرز معارضين القذافي والقائد العام للقوات المسلحة بحسب مجلس النواب الليبي خليفة حفتر،  والمستشار القانوني وصاحب برقيات العهد والمبايعة لنظام القذافي والرئيس الحالي لمجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وأيضاً  المصرفي المثير للجدل والمراوغ الماهر محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير،  وأيضاً من قلب الاتفاق السياسي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “المحايد الكبير”  فائز السراج،  وأخيراً وليس آخراً آخر الملتحقين خالد المشري القادم من صفوف حركة الإخوان المسلمين الليبية والذي تسلم رئاسة مجلس الدولة من أحد أبرز لاعبين مرحلة ما بعد القذافي عبد الرحمن السويحلي.

غير أن الأدوار النهائية في البطولة جرت على غير العادة فالأسماء الكبار والمنتخبات المعروفة ذات الباع الطويل والتاريخ الكبير بدأت تتساقط وتتهاوى تباعاً أمام القادمين الجدد، ولم يعد كبير الأمس كبير اليوم!!  فلقد شهدنا أسماء جديدة ومنتخبات غير مرشحة تصل إلى المربع الذهبي وتقترب يوماً بعد يوم من الظفر بالبطولة والتتويج بالكأس المنشودة والأحلام الموعودة وتسجيل التاريخ المشرف لهم ولأبناءهم من بعدهم، فهل يا ترى؟!! سنرى في المربع “السياسي” الليبي “منتخبات جديدة” وأسماءً صاعدة واعدة؟!! تصنع تسويات حقيقة وتقود إلى توافق متين تعيد به صياغة المشهد من جديد وتحافظ به على وحدة البلد كما فعل الآباء والأجداد المؤسسون؟؟.. الزمن كفيل بالإجابة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا