ليبيا: عصابات مسلحة تتحكم وحكومات عابثة تتفرج - عين ليبيا
من إعداد: د. عبيد الرقيق
منذ الإطاحة بالنظام السابق 2011 وليبيا مثل الكرة التي تتقاذفها أمواج بحر عاتية، لم يستقر لها مقام حتى الآن، بعد مضي 6 سنوات كاملة، ليبيا اليوم مثل كرة تائهة بين اقدام شرسة من عصابات مسلحة فيها من له نزعة إجرامية، ومن يتملكه تهور صبياني طائش، وفيها من هو متعطش للسلطة بنزق شديد، ليبيا يكابد شعبها ظروف عيش قاسية ويعاني مجبرا حالة غبن وجور كبيرين، وكل ذلك وللآسف بقعل مجموعات من أبنائها عاقين ومتهورين! المشهد الليبي اليوم لا يخرج عن تحكم عصابات مسلحة، تنتشر هنا وهناك داخل المدن وخارجها، في مصير شعب ووطن اثخنتهما جراح السنين العجاف اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا!
المشهد الليبي امنيا تعكسه صورة ما تقوم به العصابات المسلحة وفي وضح النهار بقطع الطرق وممارسة أبشع اعمال الحرابة فتزهق الأرواح وتغتصب الارزاق والممتلكات خاصها وعامها ويتنوع الاجرام بين قتل وخطف واعتقال بوسيلة الابتزاز لغاية الحصول على الأموال كرها وظلما وعدوانا، لقد صارت تلك الاعمال الاجرامية وجبة يومية يجبر على سماع اخبارها الليبيون كل يوم جديد وصار الجميع بدون استثناء عرضة لتلك الاعمال في أي وقت وحين (تستثنى المنطقة الشرقية من هذه الأفعال حتى الآن) والمتتبع للشأن الليبي يدرك تماما مدى تغوّل تلك العصابات وأي مبلغ من الاجرام بلغت فيما ارتكبته وترتكبه من أفعال إجرامية في حق الليبيين جميعا ، ويمكن على سبيل المثال لا الحصر ذكر بعضها فيما يلي:
كل ذلك يحدث في غياب تام لما يسمى عبثا “حكومات” وان تعددت بالتوالي او بالتوازي!! فهي لا تملك من امرها شيئا وليس بمقدورها حماية حتى نفسها! لكن هذه الحقيقة وان يدركها العارفون وهم قليل، لا يقر بها الكثيرون الذين يتشاركون الوهم مع تلك الحكومات العابثة، والذين يرون فيها اجساما حقيقية بإمكانها الفعل!، وهي واقعيا تعجز عن مجرد القول امام سطوة وجبروت تلك العصابات المسلحة المتنمّرة! يحدث ذلك وحكوماتنا الصورية تتفرج ولا تحرك ساكنا! فتبا لتلك الحكومات الوهمية الخانعة العابثة! التي سيسجل التاريخ ان من شارك فيها قد ساهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة في انهيار الدولة وسلب المواطنين البسطاء حريتهم وحقهم في العيش بأمان فوق ارضهم وتحت سمائهم! الا ستلاحقهم جميعا لعنة الليبيين نتيجة تقصيرهم في حق مواطنيهم الذين هم امانة في اعناقهم لو كانوا يعقلون!
قدر لليبيا ان تمر الأيام على شعبها وهو يئن ويصرخ ويتجدد الألم ويشتد الوجع مع كل يوم جديد، وكلما كان الحلم في ان يتغير الحال الى الأفضل يدخل يوم جديد يحمل في جعبته ما هو أسوأ من سابقه! لتستمر المعاناة في نسق متصاعد ويخفت بذلك بصيص الأمل المرتقب لدى الكثيرين الذين بلغ بهم اليأس حدا جعلهم يستسلمون له، وهم أصبحوا يقرّون بأن القادم أسوأ وأمر! لكن جذوة الأمل لدى آخرين وان قلّوا، تعلن عن ذاتها بين حين وآخر مذكرة الجميع بأن خيوط الرجاء في الله وان ارتخت لا تنقطع، وأن قبس النور الذي يبدو للكثير آخذا في الافول يختزن ضوء بحجم الشمس، وله مع الاقدار موعد سيعلن عن نفسه يهتك حجب الدخان المتراكم في يوم منتظر قادم!
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا