كتبوا فقرأنا ونكتب فيقرأون.! تبادل المعرفة شيئ مفيد.. بالأمس القريب كانت أفواهنا مكممة لا نستطيع النقد ولا الوصف.. إلا المديح والإطراء لسيد العارفين وتلك سمة العبيد.. أما اليوم كثر الكلام وفقد معناه حتى أصبح ثرثرة حمقاء أو صيحة في وادي..

ما كل ما يعرف يقال ولكل مقام مقال وخير الكلام ما قل ودل.! نتبادل الآراء والأفكار نتفق مع هذا أو نختلف مع ذاك نبرز حجتنا ندلل على آرائنا ونحكّم عقولنا ندحض الباطل ونناصر الحق ونختار الأفضل والأنسب لما نحن فيه.. كل ذلك منطقي وطبيعي جداً..

بل هو مكسب من مكاسب الثورة أما الشيء الغير مفيد واللا طبيعي والمخجل هو أن يبقى الكلام الحسن والنصح السديد والرأي الصواب مجرد حبر على ورق في صالون حلاقة أو مخبز حديث أو مطعم للوجبات الخفيفة..!

يراودني سؤال من قديم أطرحه على الجميع ثم أحاول أن أجيب.. لماذا لا نعمل بأحسن ما نعرف..؟

دول كثيرة وأنتم تعلمون وشعوب مختلفة في الشكل والمضمون شعوب تلوك الكلام وشعوب تصنع معاني الكلام
ونحن نرسم ونتغنى بالكلام فمتى نعمل بجد الكلام..؟ شباب وطني كغيره من شباب العالم بل هو أفضل لو سنحت له الفرصة..

أليست الثورة تغيير وعمل مستمر أم هي شعارات ومظاهرات بين حين وحين.. لو أمعنّا النظر وفحصنا ودققنا في سر التقدم في العالم وفي جميع المجالات لوجدنا مكمن السر في التعليم ونوع التعليم.. سيبقى التقدم دوماً علوم وأبحاث وأسرار وألغاز
فهل نستطيع فك الشيفرة..؟

وما توفيقنا إلا بالله