ليبيا.. من يصنع البديل؟ - عين ليبيا

من إعداد: صالح بن عريبي

ما كنا نتمناه صار سراباً.. وما كنا نخشاه وقعنا فيه

تناولنا بالحديث في مقال سابق البديل السياسي المنتظر.. وهو في تقديرنا اَت لا محالة بعد هذه الفوضى العارمة والضاربة أطنابها في ليبيا.. والسؤال الذي يطرح نفسه عن الجميع هو من يصنع البديل..؟ وللإجابة عن هذا التساؤل دعونا نوضح..

إمنح للكائن البشري ما لا غنى فيه وحرمه مما هو ضروري تصنع المتشرد.. ها قد أصبحنا متشردين ومتسولين على قارعة الطريق نستجدي العالم أن يجد لنا حلا لمشاكلنا المزمنة.

لا يختلف العقلاء على أن الجهل والفقر والمرض هم ألد أعداء الإنسان وقد تكالبت علينا جميعها زد على ذلك الرذيلة والجريمة وإنحطاط الأخلاق.. ما أن نصلح حالاً حتى ينقلب إلي ضده فصار الوضع ميئوس منه فالداء قد إستفحل وأواَن العلاج قد فات.. هذه هي ليبيا.. دولة من كرتون أجوف تتصارع فيه ثلاث حكومات بمسميات غربية عجيبة إحداها تسمى الوفاق وأين هو الوفاق..؟ والثانية الإنقاذ ومن ينقذ من..؟ والثالثة المؤقتة بإستمرار ودون إنقطاع..! وها قد إنقضت ثلاث سنوات تقريباً من الحوار الأجوف الخالي من المضمون من أجل فترة إنتقالية مدتها سنة واحدة..! أليس ذلك هو الغباء السياسي وإهدارا للوقت وعدم الشعور بتحمل المسؤولية تجاه الوطن المواطن..؟ ألا يوحي ذلك بتعمد إطالة أمد الأزمة ليزداد غنى النخبة بما يتقاضونه من رواتب عالية على حساب إفقار الشعب..؟

يبدو لنا أن هناك لغة في السياسة لم يفهمها الليبيون ولا يجيدون التحدث بها بعد ألا وهي لغة الصراحة والشفافية والمكاشفة والمصداقية ذلك أنهم عاشوا أكثر من أربعين سنة في قفص (المؤتمرات الشعبية) الملئ بالأوهام والمراوغة والخداع.. هذا ما تعلموه وهذا هو منطقهم في جلسات الحوار..

يا أيها السياسيون في بلدي ليبيا :- لم يعد هناك ضرورة للكتمان والتستر وراء الشعارات البراقة فكل شيئ أصبح مكشوفاً وما تبطنوه اليوم ينكشف غداً فقد سقطت ورقة التوت عنكم جميعاً حتى أصبحتم عرات في ميدان السياسة الدولية.. إنكم تسوقون بلادكم نحو الفشل السياسي والإفلاس الإقتصادي ولعله من المفيد أن نذكركم أن إستقلال ليبيا كان في الأصل هبة من الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1949م وهي صاحبة الفضل في ذلك خاصةً مندوب دولة هايتي.. الأن وبعد أكثر من 65 سنة من الإستقلال الشكلي المزيف أرجعتم قضية ليبيا إلي المربع الأول إلي كواليس الأمم المتحدة ودهاليز سياسة الدول الكبرى وبهذا جعلتم منا بضاعة معروضة على المزاد والمزايدات وبعبارة أوضح تعيدون الإستعمار إلى بلادكم وأنتم تبصرون..

وحتى لا نطيل فإنا نختم مقالنا هذا بالقول أن العقول الخاوية والبطون الجائعة لا تصنع الديمقراطية..ولعل القارئ اللبيب قد إتضح له من بين السطور من يصنع البديل..!

وماتوفيقنا إلا بالله



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا