ليبيا: هؤلاء الانتحاريين - عين ليبيا
من إعداد: أحمد الحباسي
لعل هناك من يحاول اليوم مستغلا حالة الهوان التى وصل اليها الوطن العربى الى بث خطاب مفاده ان المسلمين يحملون فى طياتهم و وجدانهم ميلا ثابتا للعنف و لممارسة اقصى درجات العنف و ان فى تاريخ المسلمين صفحات دموية تؤكد هذه الحقيقة ، بطبيعة الحال نحن لسنا غافلين عن كل ما حدث فى السابق لكن ما يمكن تأكيده ان ما حصل يحصل مثله كثيرا فى كل بلدان العالم و أن المسلمين قد كانوا من أقل الاقوام ميلا لممارسة العنف و بالذات بالشكل الدموى الذى نراه اليوم و على حد علمنا لم يثبت تاريخيا على الاقل ان المسلمين مارسوا ” جهادا ” بمواصفات جهاد هؤلاء المرتزقة فى سوريا او فى العراق أو فى بقية الدول العربية و الاجنبية و حتى لو كانت هناك حالات عنف فى التاريخ خارجة عن المألوف فقد كانت حالات معزولة و غير مبرمجة و غير خاضعة للمقاييس المعتمدة اليوم فى حرب الجماعات الارهابية التكفيرية ، نحن اذن أمام ظاهرة مستحدثة و أمام مخطط مبرمج و أمام مؤامرة قذرة لوصم الاسلام بالإرهاب و ليس العنف فقط و هناك جهات و نيات مبيتة تبحث بإصرار على ضرب الاسلام فضلا عن تفتيت اوطان المسلمين .
نأتى الى المهم و نقول ان الغوص فى سيكولوجية الانتحارى الذى يقدم على تفجير نفسه لقتل غيره من الابرياء بلا سابق معرفة أحيانا و بدون شفقة أو رحمة يؤكد ان هناك عوامل جنسية تتداخل فى موضوع الانتحارى و أن معظم الانتحاريين يمارسون تفجير انفسهم و هم فى ذروة عنفهم الجنسى لان هناك من غسل ادمغتهم و دفعهم الى الاعتقاد و التسليم بأنهم سيكونون بعد ثوان من عملية التفجير و استهداف الابرياء ، الذين يتم تصويرهم فى صورة الطغاة و المستبدين و المستخفين بالدين و الكفرة و المرتدين على الاسلام او المحاربين له فى اصقاع الدنيا ، قلت سيكونون بعد ثوان فى جنة النعيم يتنقلون بين الحور و يمارسون الجنس بدون توقف أو محاذير مهما كان نوعها ، لقد توصل العقل المريض الذى انتج الخطاب التكفيرى و جعله مرجعا يدرس لكل هؤلاء الارهابيين الى أن مزج النهم الجنسى لدى العاطلين عن التفكير و التمييز و الفاقدين للأمل فى المستقبل و الرافضين لمنوال الحياة المعروض عليهم و القانتين من الحكام بالخطاب التكفيرى و العمل على ان تكون الجرعات المقدمة لهؤلاء ” التلاميذ ” كافية لدفعهم الى الاعتقاد بكون تفجير انفسهم هى الشكل السامى للجهاد الذى يؤدى بصاحبه الى الشهادة و الى نيل شرف الامارة فى الجنة مما يسمح اليه بممارسة الجنس كأولوية مطلقة.
فى عقل هذا الحيوان الذميم الذى يزعم الفضيلة و العمل على رفعة الاسلام و خدمة المسلمين هناك أمر جلل لا بد من الانتباه اليه و هو المرأة و الجنس و الفساد الاخلاقى ، ففى عقر اللاوعى عند هذا الارهابى هناك صورة مشوهة للمرأة تعلمها أساسا من شيوخ الظلام و البؤس الفكرى و قد تمت برمجته طيلة تلقيه الدروس على أن المرأة عورة و ناقصة عقل و دين ، لقد زرع الفكر الوهابى المسموم فى عقل هؤلاء القتلة الارهابيين أن المرأة عاطفية و تميل الى التفكير بعاطفتها اكثر و استندوا لذلك لابتداع فكرة جهنمية تقول أن المرأة ليست قادرة نتيجة لاستعمالها المفرط لعاطفتها أن تكون ذات عقل و دين و بهذا المعنى فهى عورة يجب اخفاءها عن العامة و منعها من ممارسة كل نشاط خارجى بل تخصيصها فقط و بالذات لتكون مجرد وعاء جنسى يمارس فيه الرجل كل كبته و نهمه و نزواته الجنسية بدون رادع او دون الالتفات الى مشاعرها أو حسها الفطرى كأنثى ، بطبيعة الحال لا سند لهذه القراءة الخبيثة فى الدين الاسلامى و لكن و فى غياب أهل العلم الحقيقيين تمر الحادثة و يقع المحظور دائما.
لقد هيمنت المدرسة التكفيرية على عقول البعض من الذين فشلوا فى حياتهم او الذين نجحوا و لكن عقولهم باتت عدوة لهم لأنها تدفعهم الى ضرب الاسلام بدل الدفاع عنه ، فهناك فئة متعلمة و متقدمة فى العلم أصلا نرى امثلتها فى الدكتور و المحامى و الاستاذ و لكنها فئة تعادى الاسلام و تستهدف الابرياء بخطابها التكفيرى المحرض على القتل و الارهاب ، هذه المدرسة التكفيرية الوهابية القذرة هى من برمجت كل هذه العقول المختلفة الاتجاهات و المستويات مستغلة دائما العامل الجنسى لأنه من أكثر العوامل المفجر للطاقات الحية لدى المواطن العربى الذى عاش موروثا ثقافيا مبهما و خاطئا و فيه كثير من علامات الاستفهام التى لم يجد اليها جوابا طيلة حياته ، المواطن العربى نشأ على فكرة الحرام دائما و على فكرة الخوف من الحب لأنه الطريق الى الرذيلة و على أن بعض الاسئلة لا يجوز طرحها تعففا ، لذلك وجدت المؤسسة الدينية التكفيرية كثيرا من العقول الجاهزة المتهالكة لتملأها بخطاب الكراهية و التكفير و تحفزها على القتل و السحل و اكل لحوم البشر مدعية أن تلك الافعال الكريهة هى الطريق الى صحبة الحور فى الجنة و لذلك كان هؤلاء يذبحون ابرياء و يفجرون انفسهم تحت هتاف الله اكبر ظنا منهم أنهم سيكونون بعد ثوان قليلة فى جنان النعيم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا