ليبيــانا و ليبياهم - عين ليبيا

من إعداد: خالد الهوني

في أيامنا هذه، هناك من تنحصر ليبيـا بالنسبة إليه في مدينة طرابلس،،، بل ليس حتى في كامل المدينة وضواحيها، إنما في المنطقة التي بين البحر والطريق السريع، ذلك المثلث الصغير الذي يحتوي على مقر رئاسة الوزراء بطريق السكة، ومصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، وقاعدة معيتيقة والقاعدة البحرية بأبي ستة، أي: “أن ليبيــا بالنسبة لهم هي المال والسلطة فقط”!،، أمّا الباقي فلا يشكل لديهم أية أهمية.

ما أود قوله لهم هنا: أن ليبيــا ليست مجرد ذلك.

ليبيــا يا سادة أكبر من ذلك بكثير.

ليبيــا أسم ضارب في القِدم.

ليبيــا الاصالة والتاريخ الُمشرِّف ونسائه ورجالاته.

ليبيــا نسمات البحر العليلة ولهيب رمال الصحراء وعبق شجيرات الجبل.

ليبيــا خطوات الانسان القديم ورسوماته في جبال أكاكوس ووادي متخندوش.

ليبيــا أدهان مرزق وكهوف الجبل الاخضر وقصور الجبل الغربي وقامات جبل العوينات.

ليبيــا، منارة سيدي خريبيش ومسجد الصحابة، والسرايا وقارة سبها، وسوق المُشير والتُرك والظلام.

ليبيــا، معركة القرضابية، ومعركة قوز التيك، وعافية وتاقرفت وجليانة والشط، ومئات من صفحات الكفاح والنضال ضد طامعي الامس واليوم وربما الغد.

ليبيــا، هي الحاضر والماضي والمستقبل.

ليبيــا، هي كل شيء بالنسبة لنا، وهي لا شيء بالنسبة لهم.

والله مهما كتبت عن ليبيــا فلن أوفيها حقَّها، بل إنني قد أُقلل من قدرها بقولي مهما أحسنت فيه.

أمّا من ذكرتهم في بداية كلماتي فليس عندي ما أقول لهم سوى:

“ما أصغر عقولكم وأصغر ليبياكم، وما أكبر قلوبنا وأكبر ليبيــانا”

 



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا