ليلة نيران وتبادل.. روسيا تشن أكبر هجوم بمسيّراتها وأوكرانيا تستعيد أسرى باتفاق إسطنبول - عين ليبيا
شهدت أوكرانيا، فجر الإثنين، واحدة من أكثر الليالي دموية منذ اندلاع الحرب، بعد أن أطلقت القوات الروسية 479 طائرة مسيّرة هجومية و20 صاروخاً في أوسع هجوم جوي من نوعه منذ فبراير 2022، وفقاً لبيان صادر عن القوات الجوية الأوكرانية.
الهجوم الذي استهدف مناطق وسط وغرب البلاد، وصفته كييف بأنه “غير مسبوق”، حيث اشتعلت سماء المدن الأوكرانية بسرب من الطائرات المسيّرة، في توقيت متأخر من الليل، ما صعّب من مهام الرصد والدفاع، لكن الدفاعات الجوية الأوكرانية أعلنت إسقاط 277 طائرة مسيّرة و19 صاروخاً، في حين أصابت 10 أهداف فقط من مجمل القصف، بحسب البيان الرسمي.
وأوضحت السلطات أن روسيا تواصل اعتماد تكتيك الهجمات الليلية، مستغلة صعوبة رصد المسيّرات في الظلام، لا سيما طائرات “شاهد” الإيرانية الصنع التي باتت سلاحاً رئيسياً في ترسانة الهجمات الجوية الروسية، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن هذه الهجمات تستهدف إنهاك منظومة الدفاع الجوي وتدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية.
وبالتوازي مع القصف الجوي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربة جوية مكثفة استهدفت مطاراً عسكرياً أوكرانياً في مدينة دوبنو بمقاطعة روفينسكي.
وأكدت أن قواتها حققت تقدماً ميدانياً في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، وسيطرت على أراضٍ جديدة، فيما تكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة بلغت المئات من الجنود على عدة جبهات.
وأفاد بيان الدفاع الروسية بتدمير منشآت لإنتاج وتجميع المسيّرات الأوكرانية، إضافة إلى مستودعات ذخيرة، كما استُهدفت وحدات عسكرية أوكرانية في مقاطعات سومي وخاركيف ودونيتسك.
في سياق متصل، تصاعد الجدل بشأن ملف تبادل الأسرى وجثامين القتلى، إذ اتهم الكرملين السلطات الأوكرانية برفض استلام جثث جنودها القتلى، متهماً الرئيس زيلينسكي بـ”إخفاء الحجم الحقيقي لخسائره”، فيما وصف نائب أوكراني رفض كييف تسلّم الجثث بأنه “دليل على عدم اكتراث القيادة بمصير الجنود، أحياءً كانوا أو أمواتاً”.
وفي تطور آخر، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إفشال شبكة دولية لتهريب معدات طيران عسكرية إلى أوكرانيا، تشمل مكونات مروحيات “مي-8” و”مي-17″، بتنسيق من استخبارات أجنبية.
وقال الجهاز إن الشبكة تضم ستة أفراد من جنسيات روسية وأوكرانية وشرق أوسطية، وأنها كانت تحاول تصدير معدات استراتيجية بطريقة غير قانونية.
هذا ووفقاً للأمم المتحدة، أسفرت الهجمات الروسية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات عن مقتل أكثر من 12 ألف مدني أوكراني، في حين تؤكد موسكو أن ضرباتها “تستهدف مواقع عسكرية فقط”، وهو ما تنفيه كييف والمنظمات الحقوقية الدولية.
روسيا وأوكرانيا تنفذان عملية تبادل أسرى تشمل عسكريين دون سن 25 بموجب اتفاق إسطنبول
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين، تنفيذ عملية تبادل أسرى مع أوكرانيا، شملت عسكريين من الجانبين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وذلك في أول تطبيق عملي للتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع إسطنبول في الثاني من يونيو الجاري.
وذكرت وكالة “ريا نوفوستي” أن أول مجموعة من أسرى الحرب الروس من الفئة العمرية المذكورة عادت من الأراضي التي تسيطر عليها كييف.
وأضافت الوكالة أن عددًا مماثلًا من أسرى القوات المسلحة الأوكرانية تم تسليمه إلى الجانب الأوكراني في إطار الاتفاق ذاته.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي، أن العسكريين الروس العائدين نُقلوا إلى أراضي جمهورية بيلاروس، حيث يتلقون حالياً الرعاية الطبية والنفسية، قبل نقلهم لاحقاً إلى منشآت طبية داخل روسيا لمواصلة العلاج وإعادة التأهيل.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدء تنفيذ المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع روسيا، مؤكداً أن العملية ستُستكمل على مراحل خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن الدفعة الأولى التي وصلت إلى كييف تضم جرحى ومصابين بإصابات بالغة، بالإضافة إلى عدد من العسكريين الشباب دون سن الخامسة والعشرين.
وتأتي هذه العملية في سياق جهود دولية، تقودها تركيا عبر رعاية اتفاقات إسطنبول، تهدف إلى تخفيف التصعيد الإنساني في الحرب الدائرة بين الجانبين منذ فبراير 2022.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا