ليُفعل قانون الحرس الوطني - عين ليبيا

من إعداد: سالم المعداني

لقد انتهى نظام القذافي بانتفاضة شعبية ولم يكن هناك جيش كما في دول العالم لينحاز إلى الجماهير المطالبة بالحرية والتغير وليساعد في نهاية الاستبداد وشبه نظام عاش بالدعاية والتطبيل وحشد المترزقين حوله من الرعاع وحمل الشباب السلاح بجرأة عجيبة وتحققت إرادة الله بنهاية الظالم نهاية سيسجلها التاريخ وتكون عبرة لكل الطغاة.

ولكن للأسف مع نهاية النظام تبينت حقيقة كبرى أن البلاد لم تكن فيها دولة ومؤسسات ولا جيش وتبين أن رئيس المخابرات “كوسه” كان عميلا أجنبيا، وأنه لا يوجد جيش وطني وأن أربعين عاما كانت هباءا منثورا.

كان لابد من استمرار تلك الكتائب التي انتصرت للثورة في ظل غياب الدولة ومؤسساتها نعم عبث البعض والبعض كان دخيلا فأساء وغابت الحكمة عن من تولوا مسؤولية المؤتمر الوطني والحكومة لإيجاد حلول تستوعب أولئك الشباب بل وتحالفوا مع بعضها وكل حاول أن يستميل بعضها وظل أولئك الشباب في حيرة فلم يجدوا أحدا ليجد لهم مخرجا والبعض منهم كان شريفا وجادا تمسك حفاظا على الثورة التي تؤكد الشواهد كل يوم أن هناك من يعمل على منع تحقيق أهدافها.

لكن السؤال متى بدأت المليشيات يا سادة وهل هي جديدة وهل جاءت مع فبراير؟، نقول للحاقدين والمغفلين إن أول ميليشيا في ليبيا هي تلك التي خرجت في ظلام ليلة أول سبتمبر لتحتل مبنى الإذاعة وتعلن الانقلاب على الدستور من ثلة من الضباط المغمورين وتنزع بالقوة نظاما أسس الدولة وتوافق عليه الليبيون فلم ينقلب قائد الجيش حتى نقول أن هناك مشكلة سياسية ولكنها ثلة من الضباط تآمروا بليل وأسسوا نظاما مبني على المليشيات.

ألم تكن اللجان الثورية مليشيات بقيادة المجدوب؟ ألم تكن مليشيات تلك التي أعدمت الصادق الشويهدي والطمزيني في رمضان دون محاكم، وقبلهم عمر دبوب، وملئت السجون بالمفكرين والمثقفين والصحفيين، ألم يكن بوزيد دوردة ومن معه مليشيا عندما أقفلوا محلات الناس وأخذوا أرزاقهم؟ ألم يكن الزادمة مليشيا تبعث الرعب والفساد في كل مكان؟ ألم يكن حسن اشكال مليشيا أيضا؟ ألم يكن أحمد مصباح مليشيا عندما هدم سوق الظلام بدون أي قانون؟ ألم يكن من هاجم نادي الأهلى وهدمه مليشيا؟ ألم تكن هدى بن عامر وراهباتها مليشيا؟ ألم يكن من قتل المئات بسجن بوسليم دون محاكم وقانون مليشيا؟ ألم يكن مصطفى الزائدي في قبو سفارتنا بألمانيا يعذب الليبيين مليشيا؟ ألم يكن من تهجم على مسجد البشتي وذبح المشايخ مليشيا؟ ألم يكن أحمد إبراهيم ومعافة وعلي بوجازية الذين هاجموا جامعة بنغازي في أبريل مليشيا؟ ألم يكن من فجر طائرة الخطوط مليشيا؟ ومن اغتال الليبيين في أوروبا ومن فجر في برلين ومن اقتحم تشاد ألم يكن مليشيا؟ لقد كان نظاما مليشياوي وزرع بذوره.

ما يحدث اليوم هو نبتة فاسدة زُرِعت وغُذِيت بالحقد والكراهية فصارت أوراقها مقززة، ورائحتها عفنة.

نحتاج اليوم أن نهدأ ونحتاج أن نسرد البعض مما مضى ليس بقصد الشتم واللعن فذلك لن يحل مشاكلنا ولكن كي نجد حلولا منها استيعاب هؤلاء الشباب ضمن أطر قانونية ولتكن حرسا وطنيا أو بحل يساهم فيه الشباب، ونحتاج بالرغم من الحرب أن لا ننسى تنظيم الدولة وبناء المحافظات وصناعة آفاق جديدة لمستقبل جديد لبناء وطن للجميع وبالجميع، أما المنتديات الدولية التي تجمع من يدفعون لنا الرصاص من جميع الأطراف لن تجد حلا بل ربما هي حريصة على استمرار النيران وتمدها بالحطب لتحرق فلذات أكبادنا ليس إلا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا