مئات الوفيات وآلاف الإصابات.. الكوليرا تجتاح السودان والصحة العالمية تحذّر! - عين ليبيا

سجّلت ولاية شمال كردفان أولى الإصابات المؤكدة بالكوليرا بين النازحين من منطقة أم سيّالة بمحلية الحمرة، حيث رُصدت 43 حالة في مستشفى الحمرة وسط أوضاع إنسانية وصحية متدهورة، وفق ما أعلنت شبكة أطباء السودان.

وحذّرت الشبكة من تفاقم الأزمة بفعل النقص الحاد في المحاليل الوريدية وأدوية العلاج، إلى جانب غياب خدمات الصرف الصحي وندرة المياه الآمنة، مؤكدة أن الاكتظاظ في مخيمات النزوح يضاعف خطر انتشار الوباء، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.

في دارفور، تواصل الإصابات الارتفاع لتصل إلى أكثر من 5,686 حالة، بينها 248 وفاة، حتى 12 أغسطس، مع انتشار واسع في مناطق طويلة وجبل مرة ونيالا وزالنجي. وتوزعت أبرز الإصابات على:

* طويلة: 3,935 حالة / 72 وفاة

* قولو في جبل مرة: 806 حالة / 49 وفاة

* جلدو: 61 حالة / 7 وفيات

* مخيمات النزوح: كلمة (435 / 45)، عطاش (199 / 49)، دريج (106 / 4)

* زالنجي: تالولوة 39 حالة، مخيم الحميدية 9 حالات

ودعت شبكة أطباء السودان المنظمات الدولية والجهات الإغاثية إلى تدخل عاجل عبر توفير الإمدادات الطبية الضرورية، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وتنفيذ حملات توعية، وتعزيز المراقبة الوبائية، محذّرة من أن أي تأخير قد يحوّل الأزمة إلى كارثة واسعة النطاق في ظل تدهور البنية التحتية وتزايد أعداد النازحين.

وتشهد ولايات إقليم دارفور غربي السودان أزمة صحية حادة، مع تفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في مناطق النزوح، وخاصة في جبل مرة ومخيمات النازحين مثل طويلة ونيالا.

وأعلنت المنسقية العامة للنازحين في دارفور تسجيل 5,060 حالة إصابة مؤكدة، إلى جانب 225 حالة وفاة، وسط توسع رقعة التفشي إلى مناطق جديدة، وفق تصريحات المتحدث باسم المنسقية آدم رجال.

وأكد رجال أن وتيرة انتشار الكوليرا غير مسبوقة، مع زيادة مقلقة في أعداد الإصابات اليومية، خاصة في مراكز النزوح ومخيمات النازحين.

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل نحو 100,000 حالة إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو 2024، محذرة من تفاقم الأزمة بسبب استمرار الحرب الأهلية وانتشار سوء التغذية.

وأشار المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إلى أن العنف المستمر تسبب في مجاعة ومعاناة واسعة في السودان، وأن جميع الولايات أبلغت عن تفشي الوباء.

وأوضح أدهانوم أن هناك حملات تطعيم جارية في عدة ولايات لمكافحة الكوليرا، لكنه نبه إلى أن الفيضانات الأخيرة قد تزيد من مخاطر تفاقم سوء التغذية وانتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك.

وذكر أن تقارير من مدينة الفاشر تفيد بأن السكان يلجؤون إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، مع معاناة ملايين السودانيين من الجوع، محذراً من أن نحو 770 ألف طفل دون الخامسة قد يعانون من سوء تغذية حاد هذا العام.

وأكدت شبكة “أطباء السودان” تجاوز عدد الإصابات حاجز 6,000 حالة في دارفور، مع تسجيل 103 وفيات في منطقة طويلة شمال دارفور حتى مطلع أغسطس 2025.

واعتبرت الشبكة أن تفشي الوباء بهذه الكارثية يعكس الانهيار الممنهج للنظام الصحي في الإقليم، نتيجة حصار قوات الدعم السريع التي عطلت سلاسل الإمداد وتوقفت برامج الرعاية الأساسية، كما أدى الحصار إلى نقص الدواء وتشريد ونزوح مئات الأطباء والكوادر الطبية.

وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن انتشار الكوليرا، مؤكدة حرمان المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية من التدخل العاجل لوقف تمدد الوباء، وطلبت من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية اتخاذ مواقف حازمة ضد قيادات الدعم السريع لضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود وحماية المدنيين من سياسات التجويع والترويع.

وفي ولاية شمال كردفان، تواجه عشرات الآلاف من السودانيين أوضاعًا إنسانية صعبة، دفعتهم للنزوح إلى مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، بسبب الحرب وانتشار الكوليرا.

وأكدت حكومة الولاية استقبال أعداد كبيرة من النازحين من مناطق شمال بارا والخوي وجنوب الأبيض، وسط تسجيل وفيات وإصابات متزايدة بمرض الكوليرا.

وصرح مفوض العون الإنساني محمد إسماعيل أن أكثر من 600 أسرة، بما يقدر بنحو 30 ألف شخص، نزحوا من مناطق النزاع، مشيراً إلى أن القرى المستهدفة لا تشهد أنشطة عسكرية حالياً، لكنه وصف حالة النزوح بأنها كبيرة، مع وصول سكان قرى مثل أم زين مشياً على الأقدام أو على الدواب.

ويأتي هذا التفشي الكارثي في ظل استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أثرت بشكل كبير على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين، مع تفاقم أزمة النزوح داخلياً وخارجياً.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا