ماذا قدمت لوطنك ليبيا.. يا فالح - عين ليبيا

من إعداد: حسين بن مادي

لا تسأل ماذا يمكن أن يقدمه وطنك ليبيا لك؟ وإنما اسأل نفسك أولاً ماذا يمكنك أن تقديمه انت لبلدك ووطنك ليبيا؟ المقولة في الصميم، ومع تأكيدنا على أن احتياجات الشعب لعيش حياة كريمة، يتوجب تلبيتها على الوجه المطلوب في وطننا ليبيا الغني بالموارد الطبيعية، كتوفير مدارس وجامعات ومعاهد علمية حديثة ومراكز بحوث وإقامة المستشفيات ومركز صحية وبناء ملاعب رياضية وحدائق عامة ومركز ثقافية ومكتبات عامة ومسارح ودور السينما، وهذا مطلب يستحق المواطن توفيره له عندما يعم السلام والامن والأمان بكافة ربوع الوطن
غير أنه وللأسف الشديد، يوجد بيننا مواطنون قيدوا انتماءهم لوطنهم، عبر تحقيق مطالبهم بسرعة الريح والتي لا حصر لها، ووظائف تسير وتطير وتسبح، ورواتب فلكية سواء كان موظف او شرطي او العسكري وكذلك للعاطل عن العمل، وبناء مساكن فاخرة سوء كان بالمدينة التي يقيم او المدينة التي يزورها لغرض القضاء أعماله والكسب فيها او في المزرعة وتشيد بها استراحة للاستجمام وقضاء بها أوقات مع أصدقائه غالبا او مع أسرته أحيانا … والحصول منح مجانية، ورفاهية في جميع نواحي الحياة من تشيد فلل وسيارات فارهة وربما المطالبة أحيانا خدم وحشم ومنصب وجاه لشباع راغبة الشخصية بدون وجهه حق وبعضهم يستخدم منصبة للاستلاء على حقوق الغير وتعين أبنائهم بوظائف بالدولة بتزوير والغش للحصول على رواتب بدون وجهه حق ووصل بيهم الى تعين كبار السن وحتي المقيمين بالخارج وتعين أبنائهم سفراء وفى بعثات دراسية بالخارج رغم توفير الجامعات بالوطن .
وبنفس الوقت نؤكد على أن للمواطنين وجبات لم يستوفوها بعد، ولكن لنتفكر بتلك المقولة ونخفف قليلاً من ضغوط مطالبنا على موطننا، ونقف مع أنفسنا متسائلين: ماذا قدمت أو نستطيع أن تقدمه لبلادك. وطنك ليبيا التي لها فضائل كبيرة عليك نسيتها بفعل زخارف حياتك العصرية، أبرزها الأمن المعدوم، والاستقرار المفقود بأكثر من مدن ليبيا منذ سبعة سنوات بعد سقوط الطاغية ، حيث يوجد بيننا لاجئين ونازحين ومشردين ومفقودين وأيتام وأرامل ومساكين من أهلنا ومن جلدتنا ، وتدك المباني على رؤوس ساكنيها بآلات عسكرية مدمرة تحرق الأخضر واليابس، إننا نعيش بزمن حروب وقلاقل وفتن وسلب ونهب وتزوير واغتصاب أملاك الغير والاعتداء على أملاك الدولة من ارضي ومزارع وقتل بدون وجهه حق وهذا ما حدث في مدينة صرمان بقتل أطفال الشرشاري أبرياء ورميهم خلال الأسابيع الماضية ولم يتحرك احد ساكنا من مسئولي الدولة لا البرلمان ولا الحكومة الموقتة ولا حكومة التوافقية ولا حتي مجلس الرئاسي لا مظاهرات ولا حتي استنكار من الشعب الا ما قام به استنكار من سكان مدينة صرمان والحرب المشتعلة بالجنوب الليبي أدت الى عدم الاستقرار وادي الى انفلات الامن بالجنوب هذا ما صرح به عميد بلدية سبها ليلة بأحدي القنوات الفضائية الليبية .
نعم للشعب حقوق ولكن للموطن أيضاً حقوق، ومن لم تسعفه مصالحته وأنانية الخاصة بما يقدمه لوطنه على الأقل وذلك عبر إخلاصه بعمله سواءً أكان رئيساً أو مرؤوساً، وبتقيده بأنظمة والقانونيين البلاد لا مخالفتها، والالتفاف عليها، واحترام السير بالطرقات واحترام الكبير والصغير وعدم نشر الاشاعات الهادمة والفتن الكاذبة بيننا والحفاظ على الممتلكات والمنافع العامة منها والخاصة، لتحتفظ سمعة بلدك المعطاة بحسن سلوكك بالداخل وخارج الوطن، كونك تمثله بهويتك وجنسيتك قبل اسمك ومنصبك.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا