ما فينا .. يكفينا - عين ليبيا

من إعداد: عبد الرحمن الشاطر

موضوع أو بالأحرى قضية الهجرة الغير شرعية العابرة للأراضي الليبية ومقصدهم الوصول الى نعيم أوربا، مسألة تورطنا فيها لعدة أسباب من أهمها الفراغ السياسي والفوضى الأمنية اللتين استغلهما المتاجرون في البشر وكسبوا منها المال الكثير.
هذه القضية تؤرق الشارع والسياسي الليبي وقد سبق لي منذ أشهر (عندما سرب شريط ادُّعي فيه بيع مهاجرين في مزاد علني!! ) وأن كتبت في هذا الموضوع حيث وصفت ما يطلق عليهم بالمهاجرين بأنهم في الواقع متسللون للأراضي الليبية مخالفين بذلك القانون وحرمة الأراضي الليبية وانتهاك سيادتها. وأنا لا أقبل تسميتهم بالمهاجرين وانما التسمية الفعلية هي أنهم متسللون ومخالفين لقوانين الدخول أو العبور.وطالبت السلطات الليبية المعنية أن تتعامل معهم ومع من يتواصلون معهم من الاتحاد الأوربي ومنظمات ذات العلاقة مطالبيننا بتخفيف معاناة هؤلاء ، بان هذا أمر لا يتأتى الا بمساعدة ليبيا في ترحيلهم عبر جسر جوي اما الى بلدانهم الأصلية أو الى من يرغب من دول أوربا دخولهم اليها. غير ذلك عمل باطل يتسبب في استمرار تدفقهم ومعاناتهم أو هلاكهم في البحر.
السلطات الليبية المعنية لم تركز على رؤوس الأقلام التي ذكرتها لتسعى عن طريق فرق عملها من قانونيين وخبراء ودبلوماسيين وناشطين سياسيين الى بلورة هذه الفكرة والتمسك بها كخطة عمل تتصدى لكل محاولات خارجية لالصاق التهم بالدولة الليبية مرة بالاتجار فيهم ومرات بسوء معاملتهم وابتزازهم ومرات أكثر بعدم امتثال ليبيا للقانون الانساني وحقوق الانسان!!!
• بعد تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة تحدد موقف ايطاليا من هذه القضية بحسم وموقف صلب , واستعر الخلاف بينها وبين دول أوربية أخرى وعلى رأسها فرنسا. ايطاليا تدافع عن سيادتها ولا تريد أن تتحمل وحدها هذا الطوفان من البشر. وهذه عبرة..
• الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له موقف صارم من الهجرة وذكر بأنه لن يسمح أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية مكانا لمخيمات للاجئين مهاجرين وأنه سيحارب اختراق الحدود الأمريكية بكل قوة. وهذه عبرة لمن يعتبر..
ما ينقصنا هو تبني فكرة ( ما فينا يكفينا ) والدولة الليبية التي تعاني أشد المعاناة من قضايا عدة تساهم يوميا في تأزيم معيشة مواطنيها ليست في حاجة الى صداع خارجي يزيدها ارتباكا سواء أكان ذلك في شكل تدفقات كبيرة من هؤلاء المتسللين أو الحاح الدول الأوربية عن طريق سفرائها ومبعوثيها ووزراء خارجيتها على المسؤولين الليبييين لزيادة و توسيع ةتحشسن مخيمات ايواء المتسللين وتقديم أفضل الخدمات والمعاملة لهم وهي غير قادرة على توفيرها لمواطنيها. حتى ولو كان ذلك باغراءات تقديم مساعدات انسانية من طرفهم.
الذي يتحدث عن حقوق الانسان والقانون الانساني عليه أن يجاوب على سؤال مهم ألا وهو: هل ستسمح لمن يتسلل الى حديقة بيتك بدون اذن منك ومن ثم يطالب وبمساندة والحاح من جيرانك بحقه في الدخول الى بيتك ليتقي من حر الشمس وصقيع الشتاء ليشاركك بعد ذلك غرف نومك ومحتويات ثلاجتك ومطبخك .. ثم يمد يده الى جيبك ليأخذ من نقودك ليشترى دواء أو بدلة له؟!! ناهيك مما يحدثه في بيتك من خلل اجتماعي وصحي وبيئي وأمني…
الذين يتحدثون عن الانسانية لا يسمحون للغرباء باقتحام بيوتهم عنوة لأن البيوت ملكية مقدسة ولها حرمة ولا يدخلها حتى عنصر الأمن الا ومعه اذنا من النيابة العامة. والأراضي الليبية بيت مقدس يضم كل الليبيين.
أتمنى من السلطات الليبية أن تجمع أفكارها وتستعين بمؤسسات ذات خبرة ليكون لها موقف واحد وموحد وغير قابل للنقاش ضمن استراتيجية واضحة يتحدث بها الجميع مع الجميع بأن ليبيا دولة عبور وعبور حدود الدولة الليبية له اشتراطات قانونية وأن على المجتمع الدولي مساعدة ليبيا في ترحيلهم عبر جسر جوي متواصل اما الى بلدانهم أو الى من يرغب من دول العالم في استضافتهم ومنحهم حق الاقامة والعمل أو حتى الجنسية. والا فان ليبيا لا يمكنها حماية المعتدين والمخترقين لقوانينها وسيادتها وأنها غير معنية بايواء وحماية الخارجين على قوانينها.
أن تكون سياسيا لا يعني أن تكون مجاملا في قضايا الوطن.. لا بد أن تكون شرسا وانت تدافع عن وطنك ومواطنيك. هذا أبسط ما يطلبه المواطن منك.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا