ما لم تحققه إسرائيل بقوة السلاح حققه حكّام العرب بالخيانة والانبطاح - عين ليبيا
من إعداد: نوري الرزيقي
من المؤسف جدا ما يحدث لإخواننا في غزة وللمقاومين والمجاهدين “حتى لا تُمحى كلمة الجهاد من أذهاننا” الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة ويدفعون أرواحهم بالمئات ويموتون جوعا وعطشا على مسمع ومرأى من أعين حكّام العرب دون تحريك ساكنا حتى وكأن هؤلاء المسلمين المغتصبة أرضهم والذين يتعرضون لإبادة جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلا بالرغم من كل هذا يجلس حكّام العرب على عروشهم دون حياء ويتصرفون بكل صفاقة ودون خجل من أعمالهم المشينة ولكن كما يقال إن لم تستحي فاصنع ما شئت ولا أظن البتة أن هؤلاء يملكون عِرقا من الحياة!!!
وبعد كل هذا الصمت عما تقوم به دولة الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا في غزة والذي أحيا العالم بأسره إلا حكّامنا حيث يجمع هؤلاء رئيس أمريكا كالراعي الذي يجمع غنمه آخر النهار إلى الحضيرة ليُملي عليهم شروطه وشروط دولة الصهاينة بعد إن أصابها الشلل والفشل في إطلاق سراح المخطوفين من جنودها وأبنائها الذين قامت حركة المقاومة الإسلامية حماس بأسرهم وبعد حرب ضروس استعملت فيها دولة الاحتلال ما تملك من أسلحة وبدعم أمريكي غير متناهي لم تنجح في تحرير أسير واحد إلا بإذن الله ثم موافقة رجال حماس ولمّا لم يستطيعوا إطلاق البقية بعد استخدام كل الوسائل وبعد ضغوطات أهالي الأسرى والوصول إلى طريق شبه مسدود ها هي راعية الإرهاب أمريكا تغتنم انعقاد الأمم المتحدة لتجمع حكّام العرب ليوقعوا على التطبيع الكامل وحماية إسرائيل وسحب سلاح المقاومة الإسلامية والقضاء عليها جهادا ووجودا مع فتح الباب على مصرعيه لترحيل أهل غزة وتقديم الإغراءات بعد أن مورس عليهم الويلات فأي عار سيكتب التاريخ على كل من شارك في تصفية المقاومة الشرعية وترحيل سكان غزة من حكّام العرب الذين يقول عليهم رئيس أمريكا “إنهم رائعون بشكل مذهل”؟!
في مؤتمر مع رئيس أمريكا يقول النتن ياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ليقول إن ما حققته خطة الرئيس الأمريكي لم نحققه نحن وهذا ما أردنا تحقيقه من إعادة الأسرى ونزع سلاح حماس والقضاء عليها وإبعاد السلطة الفلسطينية عن غزة والتطبيع مع الدول العربية، قال إن إسرائيل وأمريكا سيغيرون المنطقة بالكامل؟؟؟ فما هو التغيير الكامل؟ نقول نعم التغيير الكامل بالنسبة لنا هو عودة من جاء من اليهود والصهاينة كلٌ إلى دولته التي جاء منها وينتمي إليها وتعود أرض فلسطين كاملة للفلسطينيين.
يتكلم رئيس أمريكا المعتوه بجانب رئيس دولة الاحتلال النتن ياهو ليصف الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم بالإرهابيين ويمدح حكّام العرب لأنهم خانعون ينفّذون أوامره ويمدح نفسه بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني وقال إن الناس كانوا يعتقدون أن العالم ستقوم قيامته بتحويل القدس عاصمة لإسرائيل، ولكن شيئا لم يحدث ويقدم دعمه الكامل للنتن ودولة الاحتلال ويصفه بالشجاع والقوي، فالكل خانع، خائف، جبان، عميل والكل ضد كل رجل أو حركة حرّة تريد أن تمتلك إرادتها وحريتها وقرارها.
كأنّ هؤلاء الحكّام لم يقرؤوا ولم يسمعوا عن قادة من الأمة كبار لا يعرفون العمالة وليس في قاموسهم غير الشجاعة والخوف من الله وأن يكون الإسلام وكلمة الله هي العليا كأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، ومعاوية بن أبي سفيان، والحجاج بن يوسف، وطارق بن زياد، وموسى بن نصير، وعقبة بن نافع، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح وغيرهم من الرجال والقادة الذين لعبوا دورًا محوريًا في توسيع الدولة الإسلامية وتأسيس حضارات جديدة.
لقد تواطئ حكّام العرب ضد المقاومة الإسلامية في غزة وحاولوا إنهائها بكل الوسائل ولم يستطيعوا فسلموا الراية لليهود وما مبادرة ترمب المعتوه إلا تنفيذا لمقترحات هؤلاء الحكّام!!! فعن ماذا سيكتب التاريخ؟ سيكتب أن في القرن العشرين قُسّمت الدولة العربية إلى دويلات عميلة نصّب الأعداء من النصارى حكّاما لهذه الدويلات مقابل بيع وتفتيت الدولة الواحدة ومحاربة الدين الإسلامي باستخدام أهله وبطرق ناعمة وخشنة ظاهر برامجها الرحمة كالحرية والمساواة والعدالة وباطن هذه الأنظمة هو القضاء على لا إله إلا الله وموجباتها كفهم المعنى الكبير لها ومحاربة تطبيقها في حياة الفرد وتشتيت انتباهه وعقله إلى أمور غير أساسية وتغيير مفهوم الدين الإسلامي كدين شامل لكامل مناحي الحياة إلى عبادات فردية حتى لا يصير للأمة كيان مستقل قوي بدينه ومفاهيمه الراسخة فكان ما نحن فيه من تردي وضعف واتباع للغرب في كل صغيرة وكبيرة من اللباس إلى الانقياد السياسي لطمس الهوية الإسلامية.
لكنّ وعد الله آت وهو الانتصار حتما لا ريب آت لإننا نضعف ونتغير ولا يموت الإيمان في بضعٍ منّا إلى أن يحين وقت الانتصار وما هذه المقاومة الشرسة من حماس وغيرها في غزة وما حولها إلا تباشير للنصر فلن يأتي إلا بالتضحيات وإنا لنراه رأي العين.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا