ما هو المطلوب لإنجاح الانتخابات؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

مند ايام كان الصراع حاد بين المجلس والحكومة وبعدها خرج المجلس وصرح بأنه ليس الوقت المناسب لعمل اي شيء حتي وان دخلت البلاد في فوضي اخري. لقد تأخر المجلس كثيرا ولكن لا بأس في هذا القرار بحكم انه لم تؤجل الانتخابات والتي يجب ان لا تؤجل مهما حدث  وحتي وان الكيب ورطنا في ورطة اكبر من الذي ورط فيها الليبيين وهي عدم قدرته علي مواجهة الميلشيات وعدم قدرته علي اصدار اي قرارات شجاعة تحفظ كرامة المواطن وامن المواطن وامن ليبيا. المهم الأن كل الليبيين والليبيات انظارهم متجه نحو المجلس لتسير البلاد وانجاح الانتخابات لأن حكومة الكيب لا تستطيع تسير البلاد ولا الأشراف علي الانتخابات.

لقد قام المجلس بإصدار قانون، بعدم انشاء احزاب علي ايدولوجية دينية او قبلية او جهوية. ولوجود 25 عضو من الاسلامين بالمجلس وبعض المتعاطفين معهم ثم الغاء هذا القانون والذى لم يري النور. لقد هدد الاسلامين بالطعن امام المحكمة في صحة هذا القانون. لقد اخاف هذا المجلس وسارع بإلغائه. هذا نتيجة ان هنالك عناصر قوية تدعمها مليشيات حسب لها المجلس كل الحسابات وهذه يقودها عناصر من الاخوان او جماعات دانية اخري متطرفة. لقد شُكل تحالف بين كل الجماعات الدينية وحتي قبل الثورة ومازال هذا قائم. انا متأكد بأن كثيرا منهم وطني ويحب الوطن ولكن همهم الوحيد هو الوصول الي السلطة كما وصلوا بتونس والمغرب والأن قريبا في مصر وليبيا حتي تكتمل الحلقة المفرغة وكما قال بعض من قادة حزب النهضة التونسي “بأن الخلافة السادسة ستقوم في شمال افريقيا”.

كما  كان يوجد صراع بين المجلس والحكومة في ليبيا حول تسير البلاد، يوجد صراع بين السعودية وقطر في مساندة الجماعات الإسلامية في هذه الدول. السعودية تساند السلفين وتقويهم والإيحاء لهم بعمل عدة اعمال لزعزعت الاستقرار بليبيا  ودول اخري، مثل نبش قبور المرابطين وتهديم بعضها. كذلك ادخال فكرة جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فصل النساء عن الرجال في كل مكان وهلم جري…. كل هذه ادخلت البلاد في بلبلة ولم يعرف المصدر لها ولكن هنالك دلائل تشير بأن من وراء هذا هم السلفين وتدعمهم  السعودية. بالنسبة لقطر فهو واضح وضوح الشمس بأنها تدعم ميلشيات بطرابلس والزنتان وكثيبه 17 فبراير ببنغازي وكلاهما يسيطر عليها مجموعه من الإخوان والليبية المقاتلة. لقد قالها رئيس اركان قطر عندما سؤل “لماذا تتدخلون في ليبيا بهذه الطريقة ” لقد قال” نحن ندعم الأقوى علي الأرض” وهو يشير الي هذه الكتائب في ذلك الوقت حيت كان ينزل ضيف عندهم دائما ولم ينقطع يوما عنهم. قطر تساعد التيار الاسلامي والذي يترأسه الإخوان وبقيادات من ليبيا وبرعاية الشيخ القرضاوي.

نحن لا يهمنا ماذا يفعل هؤلاء سوء السعوديين او القطريين او المصريين او الإنجليز او الأمريكان. يهمنا فقط الأن استقرار وأمن ليبيا وانجاح الانتخابات حتي نبداء في تأسيس الدولة الليبية الحديثة. صحيح سيكون هنالك تلاعب في صناديق الاقتراع والتلاعب بعقول بعض الناس والإيحاء لهم بأن من سيحكمونهم هم علمانيون ويريدون بليبيا ان تكون مثل الغرب . العلمانيون لا يريدون ليبيا ان تكون ليبيا مثل الغرب ولكن يريدون ان يستفيدوا من تجارب الغرب واخد ما هو مناسب لليبيين والليبيات والي ليبيا والأمة العربية ويطورنه لخدمة ليبيا. همهم هو استقرار وأمن ليبيا اولا ومن بعد البداء في تطوير ليبيا والمحافظة علي كرامة المواطن الليبي وجعله يشعر فعلا بأن الحرية والتي ضحي من اجلها ثورنا الابطال هي فعلا مل كان يطمح له كل ليبي وليبية عندم ثاروا علي الطاغية وازلامه. صناديق الاقتراع هي التي تقرر من هو المناسب والليبيين يعرفوا من يختاروا ومن خلال المرحلة الانتقالية اتضح الكثير وتعري الكثيرون. هم لن يقيدوا  انفسهم بمجموعه ترجعهم 1000 سنة للوراء او افراد يحجبون عنهم تطلعاتهم الفكرية والعلمية والحضارية.

الأن الصراع شبه منتهي بين الحكومة والمجلس والأن بداء بين المجلس وبعض الجماعات الدينية وغير الدنية للاستحواذ علي عدد اكبر من الكراسي بالمؤتمر الوطني. لا يفوت يوم الا وتجد فيه هذه المجموعات تتصل بالنخب وتدعوها للانضمام الي تجمعاتها او احزابها. هنالك الكثير من هذه التكتلات والأحزاب والليبيين والليبيات سيختارون من هو الأنسب لهم. تجارب دول الجوار مهمة جدا وهذا مهم لكي يساعد الليبيين والليبيات في اخد القرار المناسب عند اختيار الأشخاص المناسبين لتسير البلاد. لكن يجب ان لا يفهم البعض بأن الليبيين والليبيات سيتخلون عن الدين الاسلامي او عدم تطبيقه او تهميشه. هذا لن يرضي به احد وسيكون هو مصدر مهم لكل تشريعاتنا ومصدر لا نقبل بغيره في حياتنا الاجتماعية ويجب ان نحافظ عليه ونقويه ونظهره اكثر واكثر للعالم الأخر. لكن يجب علينا ان لا نسمح بأن تستغل هذه الفترة من قبل بعض الجماعات للاستحواذ علي البلاد وعقول الناس بان من سيأتون لحكم ليبيا يجب ان يكونوا من الإسلامين للمحافظة علي ثروات ليبيا وثرات ليبيا. هذا لن يكون واذا حدث سنتراجع مئات السنين مثل ما صار في اوروبا وفي العصور الوسطي ونفقد الكثير.

ليبيا ستبقي حرة ان شاء الله وابنائها من الوطنين والشرفاء سيحافظون علي كرامة كل ليبي وليبية وعلي امن ووحدة واستقرار ليبيا. كما يجب ان ترسل رسائل قوية لمن يريد ان يزعزع امن ووحدة واستقرار ليبيا وخاصة دول الجوار وبعض القوي الأخرى. الليبيين والليبيات واعين واصبحت لديهم الخبرة في من يختاروا والأن كل شيء واضح بالنسبة لهم.

د ناجى جمعه بركات

وزير الصحة سابقاً 

المجلس الوطني الانتقالي-ليبيا (المكتب التنفيذي)



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا