ما يحدث في مدينة طرابلس – الجزء الأول - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

الذي يحدث في طرابلس هو صدام بين عصابات مسلحة سمينة وعصابات مسلحة نحيلة هزيلة، العصابات المسلحة السمينة في مدينة طرابلس وجدت في مرعاه الخصب مالم تجده العصابات المسلحة النحيلة في مناطق رعيها الجدباء التى هلك فيها الزرع وجف فيها الضرع فأرتد عليها الجدب نحول وذبول وهزال حتى كفرت بجوعها فخرجت الى منطقة رعي العصابات السمينة في طرابلس.

ولأن العصابات النحيلة تجد قيودا وأعرافا وسلطات اجتماعية تحد من شراهتها وهو مالا يوجد في مناطق رعي العصابات السمينة في مدينة طرابلس ولأنها ضاقت او ضيق عليها في تهريب الوقود والبشر لهذا تجتاح العصابات المسلحة النحيلة مدينة طرابلس حتى تضرب لنفسها سهما من مرعى طرابلس الخصب السائب الخائب الذي ترعى فيها عصابات طرابلس بشراهة وهو مرعى واعد وصاعد شكل في خلال السنوات الاخيرة وحش من الفساد تكون من هذه العصابات السمينة وبعض التجار الفجار وبعض المسؤولين الفاسدين حتى وصل هذا الوحش في نهشه الموحش الى معيشة الشعب الليبي حيث سيطرت هذه العصابات السمينة على كل مرافق ومؤسسات الدولة التى يمكن ان تشبع شراهتها بل وتتدخل في إعمال ومؤسسات الدولة حتى تقتطع لنفسها حصة من اموال هذه الاعمال.

ولم تكتف بذلك بل واتخذت سبلا من سبل الجريمة المنظمة كعصابات الجريمة العالمية في تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية وغيرها والصور الواضحة لنهش هذه العصابات السمينة كان في الاعتمادات الوهمية وتهريب الاموال والذهب عبر المطارات والمنافذ البرية وفي التدخل لدى المصارف لمنح السيولة المالية للتجار واصحاب الاموال والمهربين مقابل عمولات وترك ابناء الشعب الليبي دون سيولة والتلاعب والمضاربة في العملة الأجنبية وفي التجارة في جوازات السفر بالتدخل لدى ادارات الجوازات لمنح جوازات لافراد مقابل اموال وصلت الى ثلاثة الاف دينار لجواز السفر وفي ادخال حاويات من الموانئ دون تفتيش وفي تحويل الاموال رسميا عبر مصرف ليبيا المركزي الى بعض البلدان وبقيم ضخمة غير مسبوقة لافراد وفي تحويل الاملاك العامة من اراضي ومباني الى املاك خاصة وبيعها وكل ذلك وأكثر من ذلك امام حكام طرابلس او مع حكام طرابلس.

العصابات المسلحة عقدة من التعقيدات الجاثمة على ليبيا والتى شرعنتها من بداية فبراير عقول عابثة وضيعة ليس فيها ادراك او تدبير وهاهى الآن وقبل الآن تداعيات شرعنتها والامر انتهى عند ذلك وسيحاسب من شرعنها ولكن الامر لم ينته لمن لازال يعتمد على هذه العصابات اعتمادا أمنيا وعسكريا مثل المجلس الرئاسي  ومن سبقه من وضعاء السياسة بل ويمتدون في شرعنتها في شذوذ عقلي غريب فيصرحون انها تتبع وزارة الدفاع او وزارة الداخلية وهى مجرد عصابات بهيئة عصابات الجريمة المنظمة في العالم ولكنها في العالم تلاحق قانونيا وفي ليبيا تشرعن وتتبع وزارة الدفاع او الداخلية اي عارا هذا  واي خزيا هذا في عقول حكام ليبيا.

ولاحظوا معى عمق التناقضات في الآتي:

لماذا تمنع عصابات من خارج طرابلس من الدخول إلى طرابلس  وفي داخل طرابلس عصابات اخرى مثلها مثل التى خارج طرابلس ؟ فما هو سبب المنع ؟ ان تكون طرابلس خالية من العصابات مثلا ، ولكن لديك في داخل طرابلس عصابات مثل العصابات القادمة من مناطق اخرى . لماذا تبقي في طرابلس على عصابات مسلحة مشرعنة من الليبيين وتمنع عصابات مسلحة مشرعنة من الليبيين من دخول العاصمة والاثنين سواء والعاصمة لكل الليبيين؟

أترك لكم الاستنتاج من بين هذه التناقضات ومسألة الحرب طرابلس هى حرب على المرعى بين عصابات نحيلة قادمة من خارج طرابلس وعصابات سمينة في داخل طرابلس يتحالف معها بعض المسؤولين الفاسدين وبعض التجار الفاسدين وتتيح العصابات السمينة حماية وجوًا خصبا للفاسدين من المسؤولين والمدراء في الادارات وفي المؤسسات العامة والتجار للنهب والفساد والعصابات النحيلة القادمة من خارج طرابلس ستخنق لها اجواء الفساد والنهب او سينقص من حصصها في المرعى لهذا كان الصد والمنع للعصابات النحيلة من دخول العاصمة.


جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا