متى نستيقظ من حالات الوهم.. والأكذوبة التي تلازمنا؟ - عين ليبيا
من إعداد: عبد الرحمن الشاطر
وصلنا الى نقاط خصام واختلاف جديدة وهذه المرة ليست بين جسمين وانما ثلاثة أجسام.والغائب هو المصلحة العامة للدولة.. وحضور المصلحة الخاصة لهذا أو ذاك.
سريعا.. بدأ يتبدد الاحساس بالتفاؤل ليحل محله الاحباط ليتطور الى يأس.. الى قناعة بين المواطنين باننا كنا نعيش مرحلة الحمل الكاذب .. أو الوهم في أن يحقق الاتفاق السياسي ما تعشم الجميع تحقيقه.
بدأت الأمور تزداد تعقيدا.. وطفحت على السطح خلافات الأجسام الثلاثة مجسدة نزعة وسلوك الأنا المتضخمة والتسلط التي تسيطرعلى كل منها.
مرة أخرى نجد أنفسنا في مواجهة نفس الاشكالية ونفس العقدة التي سعى الاتفاق السياسي الى تفكيكها. اشكالية من يحكم وليس كيف يحكم؟
برز سياسيون هبطوا علينا فجأة من رحم الفوضى والسلاح والفراغ وبدون تاريخ أو تراكم موروث سياسي أو ثقافي أو حتى تعليم جيد يشفع لهم .. يريدون هم الآخرين حكم البلاد مستعينين بالمال السياسي والدعم العسكري والاعلامي الخارجي. وبدأ كل منهم يسوّق لنفسه .. منهم من يقول: جئت لأحافظ على ثروات الشعب فاذا به يكبد الدولة مئات المليارات من الدينارات خسائر. ويقول آخر: جئت لأحرركم من الارهاب فيضاعف من أعداد المهاجرين لديارهم وتدمير المدن و تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك الوحدة الوطنية. وآخرون هنا وهناك يتحدثون عن التهميش وحقوق أقليمهم ومناطقهم وقبائلهم ومواطنيهم وأنهم أفضل من يحقق لهم المزيد من المال في جيوبهم. القاسم المشترك بين كل هؤلاء.. الوصول الى حكم لييبيا لنهبها .. لتكون مزرعة لهم فهم يرون أن القذافي ليس أفضل منهم .. وليس لأي منهم مشروع تأسيس الدولة. ففاقد الشيئ لا يعطيه.
هؤلاء هم شخوص المشهد السياسي الحالي في ليبيا.. ومع هؤلاء.. وهؤلاء فقط يتعامل سفراء ومبعوثي ووزراء خارجية الدول التي تقحم أنفها في الشأن الليبي.. وبعثة أممية للدعم في ليبيا تتقاذفها ضغوطات من هذه الدولة أو تلك. هي الأخرى حائرة في أمرها وأمرنا.. وهي الأخرى تبيع لنا الوهم وبأن الحل قادم قبل نهاية هذا العام بانتخابات جديدة.. وتضيف جملة اعتراضية وهي: (على أسس دستورية ) تعبير آخر فضفاض وغامض يدل على تجميل للوهم ليحظى بالقبول .. لكنه لمن لا يعلم انما هو قنبلة ستنفجر في وجوه الليبيين وحدهم فطائراتهم جاهزة للاقلاع بهم بعيدا عن الجحيم القادم.
اذن .. وصلنا الى طرح سؤال مهم وهو: ما جدوى استمرار وضع اللاعبون الرئيسيون فيه اثبتوا فشلهم الذريع في المهام التي اوكلت اليهم؟ ولم يندى لهم جبين.
اذن .. لا بد من اعادة تسليم الأمانة الى أهلها .. باجراء انتخابات لمجلس نواب جديد لدورة برلمانية واحدة مدتها أربع سنوات غير قابلة بحكم القانون للتمديد أو التجديد. يتكفل باختيار رئيس مؤقت للبلاد لفترة واحدة غير قابلة للتمديد أو التجديد. وتشكيل حكومة واحدة تتولى ادارة شؤون البلاد وتوحيد مؤسسات الدولة المنشطرة و من ثم يتفرغ للنظر في مسودة الدستور في مناخ أكثر استقرارا وقد بدأت الرؤوس المتعصبة ..الساخنة تفقد عنفوانها وتاثيرها السلبي على المشهد. وباقراره لدستور للبلاد نكون قد وصلنا الى أول محطة لنصعد الى قطار المرحلة الدائمة.
ان منح المجلس التشريعي الجديد مدة أربع سنوات يأتي من واقع الاستفادة من تجارب المدد القصيرة (18 شهرا) التي لم تكن كافية لتعرف الأعضاء على بعضهم سياسيا وفكريا وعقائديا فقد استغرقت حوالي سنة لتخلق الثقة فيما بينهم.
واشعر ان انتخاب مجلس نواب جديد وفقا لما ورد أعلاه سيحقق أهدافا ايجابية منها على سبيل المثال لا الحصر:
التخلص نهائيا من اللغط الذي يستنزف الجهد والمال لتركز بعثة الدعم في ليبيا على انجاز أعمال أهم وأكبر وذات مردود ايجابي على بناء الدولة ومؤسساتها الموحدة وحياة المواطنين بدلا من هذا الركض وراء دول لا تريد الاستقرار لليبيا .
على الجميع أن يعمل بفكر واقعي .. فالحل لمشكلة موجودة هنا .. ينبع من أشخاص يعيشون هنا… لأنهم المكتوون بالنار التي تضطرم هنا.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا