محمد مرسي يهاجم نظام الأسد في قلب طهران

انتقد الرئيس المصري محمد مرسي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال كلمة امام قمة دول عدم الانحياز الخميس التي تستضيفها ايران حليفة الأسد.

وقال مرسي في طهران امام زعماء دول الحركة إن هناك الآن “ثورة” في سوريا ضد النظام “القمعي”.

وأكد مرسي في أول زيارة لرئيس مصري لإيران منذ ثورتها الإسلامية إن دعم الشعب السوري في مواجهة النظام “القمعي في دمشق واجب أخلاقي”.

ودعا لانتقال سلمي إلى الحكم الديمقراطي في سوريا حاثاً المعارضة على الوحدة.

وافتتح مرسي كلمته بما يُعتقد أنه يعبر عن رسالة طائفية وقومية لإيران.

وترضى عن الخلفاء الأربعة.

ولا يحبذ الاخوان المسلمون ـ بخلاف السلفيين ـ ذكر الصحابة في خطبهم الا في المناسبات الدينية، إلا أن مرسي استعار الصيغة السلفية في المؤتمر.

كما أشاد مرسي بحكم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر العدو اللدود لجماعة الإخوان المسلمين، في سابقة لم تعهد في الخطابات الإخوانية.

ويرى مراقبون أن مرسي أعاد في كلمته إنتاج الخطاب الاخواني الذي يحاول اللعب على حبل انتقاد سوريا دون الدخول في مواجهة مفتوحة مع إيران.

وأذاع التلفزيون الحكومي الايراني لقطات حية لاستقبال رسمي لمرسي بمطار مهرباد في طهران.

وتقدم إيران رئاستها للحركة على أنها فشل للولايات المتحدة في عزلها عن باقي العالم وهي رسالة سيسعى الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي إلى التأكيد عليها في كلمته أمام نحو 35 زعيماً يزورون إيران الخميس.

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران عقب الثورة الايرانية بسبب تأييد مصر للشاه المخلوع وتوقيعها معاهدة سلام مع اسرائيل.

ويرفض مرسي منذ اصبح رئيساً لمصر الخوض في مسألة هل سيجري تعزيز الروابط مع ايران لكنه اشار الى انه سينهج سياسة خارجية أكثر توازناً.

ويقول محللون إن زيارة مرسي القصيرة تهدف إلى تفادي أي صد لإيران إلا أن تحسين العلاقات مع طهران في المستقبل القريب سيبعث برسالة خاطئة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتحدث مرسي الأسبوع الماضي عن تشكيل مجموعة اتصال لحل الأزمة في سوريا تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا في مبادرة تحرص الزعامة الايرانية على المضي فيها.

وهاجم وليد المعلم، وزير الخارجية السوري الرئيس المصري محمد مرسي واعتبر كلامه تدخلا بالشأن الداخلي السوري.

وقال المعلم في مقابلة مع قناة “العالم” الاخبارية على هامش القمة “ان السيد مرسي خرج عن تقاليد حركة عدم الانحياز بالتدخل في شؤون سورية الدولة العضو فيها”، مضيفا ان كلام الرئيس بشأن سورية يعبر عن رئيس حزب وليس عن رئيس لحركة عدم الانحياز.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن المعلم قوله إن الوفد السوري المشارك في القمة انسحب احتجاجا على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجا عن تقاليد رئاسة القمة ويعتبر تدخلا بشؤون سورية الداخلية ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري.

واعتبر مراقبون ان انسحاب الوفد السوري من قمة دول عدم الانحياز التي تحتضنها طهران واحتجاج المعلم رسميا على كلام الرئيس المصري يعيد القطيعة التي استمرت سنوات طويلة بين الجانبين الايراني والمصري الى الواجهة.

وايران هي الحليف الاقليمي الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وتدعمه منذ بدء الانتفاضة في سوريا في اذار/مارس 2011.

واستحوذت مشاركة الرئيس المصري في القمة باهتمام إعلامي وسياسي، وصدرت تطمينات من القاهرة بأن زيارة مرسي لإيران لن تكون على حساب علاقة مصر بالدول الخليجية.

وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري السابق، عبدالله الأشعل، في حديث صحافي، أن الرئيس مرسي رَهنَ تطوير العلاقات مع طهران بأمور عدة في مقدمتها تسوية الأزمة السورية.

ونقل الأشعل عن الرئيس أيضاً تأكيده أن زيارته إلى إيران تنبع من المصلحة الوطنية، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهتها الخارجية الأمريكية لزيارة مرسي إلى طهران.

وفي وقت سابق، رحب نائب وزير الخارجية الإيراني، الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، بمبادرة الرئيس المصري مرسي، والقاضية بعقد لقاء رباعي من أجل بحث الأزمة السورية المتعثرة.

وبعد جدل طويل حول حقيقة المشاركة المصرية في اجتماعات قمة عدم الانحياز بطهران، أعلنت الرئاسة رسمياً عن مشاركة مرسي، ليكون بذلك أول رئيس مصري يزور إيران منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من ثلاثين عاماً، على خلفية توقيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً