مدافع غاز الديوكسين السام.. ترش المواطنين والمسؤولين نيام - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

تفتح مدافع غاز الديوكسين السام رشاشاتها يوميا صباح مساء على أهالي طرابلس، نتيجة للجهل، دون اتخاذ أي إحتياطات وقائية تجاه ذلك! بل الأنكى من ذلك هناك من يرى بفعله الإجرامي أنه يتخلص من القمامة التي قد تسبب في جلب القوارض وتكاثرهم أو انتقال الأمراض بين الناس!.

مركزية جمع القمامة هي السبب!!!

مخلفات نظرية زريبة الجماهيرية ترتكز على اختزال جميع السلطات التشريعية والتنفيذية في يد الراعي الصنم الدكتاتور! فتوجيهات القائد برامج عمل غير قابلة للنقاش! وبذلك حرص دكتاتور الجماهيرية أن يخلق مركز للتحكم عل جميع المستويات سواءٌ الأسواق المركزية والجمعيات الاستهلاكية لتوزيع الغذاء واللباس والأثاث أو مصادر الزرق حيث وصل الأمر إلى تحريم كل عمل خاص ليتحول جميع أرباب الأسر بالشعب الليبي إلى متسولين على أعتاب إدارة زريبة الجماهيرية، بمجمع واقادوقو الإداري بسرت، وليتلقى كل مواطن/ة هبة المرتب لسد الرمق أو أي خدمة بعد مشقة سفر!

وسع الدكتاتور معمر دائرة التحكم المركزي لتصل لمصدر الحياة الماء المخزن بأكبر خزان بالقرضابية بسرت مع خزانات أخرى، وكذلك مختلف مصادر الطاقة بما في ذلك الكهرباء التي مركز تحكمها بسرت وهي تشهد على ذلك!!!

وتأتي شركة الخدمات العامة المركزية أحدى أدوات التحكم ضمن بقايا زريبة الجماهيرية والتي تمثل اليوم مصدر فساد وإفساد للمتسلقين للسلطة التنفيذية!!!

غياب دور التعليم تجاه حماية الانسان والبيئة!!!

للكاتب العديد من الدراسات والأوراق العلمية التي يحث فيها على أهمية التوعية البيئية ضمن المناهج التعليمة بمختلف المراحل الأساسية إلى المرحلة الجامعية!!! وسبق للكاتب مناقشة إشكاليات استخدام البلاستيك وحرقه وما ينتج عنه من غاز الديوكسين السام والخطر على صحة الإنسان وكل كائن حي. بل يؤكد د.صبحي شحادة العيد على موقع آفاق علمية وتربوية فيذكر بأن ” مركبات الديوكسين تسبب أمراض السرطان وخصوصا سرطانات الثدي ولها تأثيرات سمية عالية جدا على خلايا الجسم وكثيرا ما تدخل هذه المادة في صناعة المواد البلاستيكية كما قد تدخل الجسم عن طريق المبيدات الحشرية والمفرقعات ( الألعاب النارية ) ودخان عوادم السيارات والسجائر ”  ونتيجة للفوضى الذهنية لمجتمع الفكر الجماهيري، الذي ارتداداتها قائمة، حيث الطلبة يخدمها طلابها والجامعة يديرها طلابها ودكتور الجامعة لا يحتاج لمدرجات ومعامل جامعية فتوجيهات القائد تطلب منه  تدريس العلوم والهندسة والطب تحت الشجرة!!! وإلا كيف نرى أن اليوم القمامة تحرق بأكوام كبيرة على أرصفة الطرق العامة وبصناديق كبيرة بأماكن مخصصة ومحددة بداخل المدينة وعمداء البلديات لا  يملكون تحريك ساكن! وحولها مدارس تخص بالمعلمين/ات وتتبعثر حولها كليات، عامة وخاصة، دون إن يتقدموا بأي تنبيه لوقف هذه الجرائم النكراء في حق المجتمع الليبي عموماً والطرابلسي خصوصاً!!!

حرق القمامة حرب تنتج الديوكسين السام:

مركزية جمع القمامة التي تحتوي على نسبة كبيرة من مكوناتها بلاستيك وبقايا المفرقعات والسجائر والمبيدات الحشرية بسبب طبيعة الحياة المعاصرة، وغياب قوانين تنظم استخدام مادة البلاستيك،  مع التقعاص الواضح والذي قد يسبقه مساومات رخيصة لجمعها والتهاون في الاحساس بالمسؤولية تجاه آثارها الجانبية .. ولد جبهة داخلية لصالح العدو الذي يقصف العاصمة أو بالأحرى للطابور الخامس الذي يرش بسموم غاز الديوكسين أهالي مدينة العاصمة لتزيد من الأمراض المسرطنة والقاتلة بسبب مخلفات الصواريخ والقوادف التي تمطر بها أحياء  طرابلس من حين لأخر! إذن خلاصة بما تحتويه القمامة من أذى بصري ومسببات للأمراض فأن حرق البلاستيك هو شروع في قتل الساكنة بالأحياء المجاورين لأكوام وصناديق القمامة المحروقة.  لذلك يجب تجريم حرق القمامة ومحاسبة المتهاونين في تيسير عمل جمع القمامة وأحالتهم على العدالة محاكمتهم!

من المسؤول عن جرائم حرق البلاستيك وبقايا المبيدات والسجائر والمفرقعات؟

لا يمكن تحديد شخص بعينه مسئولاً عن الحرب المعلنه ضد أهالي العاصمة بتراكم القمامة وحرقها!  لكن بالتأكيد الجميع يتجمل جزء من المسؤولية ولو انها بدرجات متفاوته! فالمسؤولية تقع أولاً على الشركة المركزية للخدمات العامة ولكن هذه لا تعفي الإدارة التنفيذية على مستوى البلدية وتأتي أيضاً من بعد المؤسسات التعليمة والصحية والإعلامية ولا نعفى مؤسسات المجتمع المدني كذلك من دورهم الرقابي والتوعوي.. حفظ الله ليبيا وعاصمتها طرابلس.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا