مدخل لتطبيقات الهندسة العكسية حاضراً ومستقبلاً - عين ليبيا

الهندسة العكسية
بالهندسة العكسية يمكن تعلم أشياء كثيرة عن طريق أخذها منفصلة ووضعها مرة أخرى معا، من أجل فهمها وبناء نسخة منها أو تحسينها.

كانت وستسمر الأبحاث والدراسات وفك الرموز وتبيان الخفايا والأسرار والإحتكار العلمي والتكنولوجي، فالهندسة العكسية إحدى الأدوات الأكثر تطبيقا للوصول لمعرفة التصاميم وأعمال وخطوات التنفيذ والمكونات والمواصفات لمنتجات أو نظم ليست معروفة لدى من يبحث ويحاول إنتاج مثيل لها أو مقارب من كل الجوانب، فالهندسة العكسية في أبسط تعريف أكاديمي لها ” هي عملية أو عمليات إكتشاف المبدأ التكنولوجي لأداة أو نظام من خلال تحليل هيكله أو وظيفته أو طريقة عمله”، سواء كان ذلك بإعادة البناء والتجميع بعد القيام بعمليات التفكيك والإتجاه من النهاية إلى البداية، ويمكن القول أن الهندسة العكسية تبدأ بالمنتج وتعمل من خلال عملية التصميم في الإتجاه المعاكس للوصول إلى بيان تعريف المنتج، وذلك للكشف عن أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أفكار التصميم التي إستخدمت لإنتاج منتج معين.

بالهندسة العكسية يمكن تعلم أشياء كثيرة عن طريق أخذها منفصلة ووضعها مرة أخرى معا، من أجل فهمها وبناء نسخة منها أو تحسينها.

الهندسة العكسية يتم تطبيقها الآن على البرمجيات وقواعد البيانات وكذلك الحمض النووي البشري، فهى لها أهمية خاصة مع أجهزة الحاسوب والبرمجيات وأنواع مختلفة من التكنولوجيا مثل الليزر والنانو ومجالات الهندسة المختلفة.

تستخدم الهندسة العكسية لأغراض عديدة: كأداة للتعلم وكوسيلة لتصنيع وإنتاج منتجات جديدة ومتوافقة، وقد تكون أرخص من ما هو موجود حاليا في السوق، وكذلك جعل البرمجيات تتفاعل بشكل أكثر فعالية أو لربط البيانات بين مختلف أنظمة التشغيل أو قواعد البيانات، وكشف الميزات غير الموثقة من المنتجات التجارية.

توصف الهندسة العكسية بأنها عملية قياس فيزيائي لجزء ما أو مصنوعة ما وإنتاج شكل هندسي لها، وإعداد رسوماتها يدويا أو بمساعدة الحاسوب وإعداد البيانات الهندسية المناسبة لإعادة تصنيعها.

من بين أسباب التوجه للهندسة العكسية الاتي:

  • الشركة المصنعة الأصلية للمنتج لم تعد تنتج المنتج.
  • هناك وثائق غير كافية من التصميم الأصلي.
  • الصانع الأصلي لم يعد موجودا ولكن هناك احتياج للمنتج.
  • فقدان وثائق التصميم الأصلية أو لم تكن موجودة قط.
  • بعض السمات السيئة من المنتج تحتاج إلى أن يعاد تحسين تصميمها.
  • لتعزيز الميزات الجيدة للمنتج على أساس إستخدام على المدى الطويل للمنتج.
  • إستكشاف سبل جديدة لتحسين أداء المنتج وميزاته.
  • الحصول على أساليب قياس تنافسية لفهم منتجات المنافسين وتطوير منتجات أفضل.
  • نموذج برنامج التصميم بمساعدة الحاسوب الأصلي غير كاف لدعم التعديلات أو أساليب التصنيع الحالية.
  • المورد الأصلي غير قادر أو غير راغب في توفير أجزاء إضافية.
  • مصنعو المعدات الأصلية إما غير راغبين أو غير قادرين على توريد قطع الغيار، أو يطلبون إرتفاعا في تكاليف قطع الغيار الوحيدة المصدر.
  • تحديث المواد المتقادمة أو عمليات التصنيع العتيقة بتكنولوجيات أكثر حداثة وأقل تكلفة.
  • تحليل المنتجات لأخذ فكرة عن طريقة عملها، خاصة في حالة الأجهزة والأنظمة التاريخية.
  • خرق حماية النسخ وإنشاء نسخ بدون ترخيص أو بدون موافقة صاحب الأصل.
  • التعليم والتدريب الأكاديمي.
  • بدافع الفضول لمعرفة طريقة عمل الأشياء.
  • التعلم من أخطاء الآخرين، وذلك بتصنيع منتج أو نظام أفضل من الأول بعد فهم طريقة عمله.

الخطوات الأساسية في الهندسة العكسية تتمثل في الاتي:

اولا: تحديد هدف المشروع والطريقة الملائمة لتحديد الشكل الهندسي لما سيتم إختياره ولأجزائه والدقة المناسبة لأبعاد القطع وطريقة إستخدام النتائج النهائية.

ثانيا: الحصول على المنتج النهائي أو النظم من السوق اى باى طريقة أخرى.

ثالثا: القيام بعمليات التفكيك لمكونات المنتج أو التحليل للنظم من النهاية والإتجاه إلى البداية للتعرف على المكونات وعلاقاتها المتبادلة وكيفية تجميعها، كل ذلك من تحليل طريقة العمل بالتفصيل بغية انشاء أو تصنيع أو إستحداث جديد يقوم بنفس العمل من دون نسخ الأصل.

رابعا: إستخدام ما هو متوفر من أنواع التكنولوجيا والأجهزة والالات للتعرف على الخصائص المادية والفنية لكل مكون وكيقية إرتباطه بسابقه ولاحقة وتجميعه وطرق تصنيعه، أي إعادة اكتشاف المبادئ الفنية والتكنولوجية والتصنيعية والتطبيقية من خلال عمليات التحليل الإنشائي والتحليل التكنولوجي وتحليل الأداء والوظيفة وتحليل التشغيل، بحيث تتم إعادة صياغة البيانات التصميمية لمنظومة ما أو لمنتج ما من أجل تصميم أجزاء جديدة للمنظومة بهدف تحسين الأداء، ويمكن تطبيق ذلك على التجهيزات الميكانيكية والعناصر الإلكترونية والكهربائية والبرمجيات وغيرها.

خامسا: مرحلة إستخدام البيانات والمعلومات والمخططات الهندسية المولدة بالهندسة العكسية كنسخة طبق الأصل أو نسخة معدلة عن النسخة الأصلية، ويتم تدقيق البيانات والمعلومات والمخططات الناتجة من عملية تفكيك المنتج، ثم إعادة بناء دقيقة للأصل، كما يتم تدقيق صحة التصاميم وصلاحيتها عن طريق الإختبار ومن ثم تنفيذ نموذج أولي للمنتج الجديد، وإختباره وتوثيق نتائج الإختبار، بحيث يتم التدقيق والتفتيش عن البيانات والمعلومات والمخططات لكل مرحلة من المراحل بمساعدة الحاسوب، وبمشاركة فعالة من خدمات التفتيش وضبط الجودة.

سادسا: مرحلة تنفيذ المنتج الجديد وتقديمه للأسواق أو الزبائن أو إستخدامه.

من بين التوقعات والاتجاهات في مجالات الهندسة العكسية والتي جزء منها مطبق في العديد من الدول التي تبنت وتدرس الهندسة العكسية بجامهاتها الاتي:

1. إستخدام تكنولوجيا الابعاد الثلاثية وتكنولوجيا الواقع الإفتراضي والمحاكاة بشكل متزايد.

2. التوجه لتكنولوجيا الليزر فى عمليات القياسات للإبعاد والعديد من العمليات التصنيعية لما يتم تصميمه من خلال الهندسة العكسية.

3. يتم وسيزداد التوجه لتكنولوجيا النانو في إختيار المواد التصنيعية للمنتجات التى يتم تصميمها من خلال الهندسة العكسية.

4. سيكون التوجه إلى الحصول على بيانات الأبعاد الثلاثية للمنتج من خلال الحوسبة السحاببة وبإستخدام الماسحات الضوئية والليزر أو التصوير المقطعي المحوسب وبرامج المحاكاة.

5. يتوقغ ان تزداد مشاكل وقضايا حقوق الملكية والخصوصية والقرصنة الفكرية وخاصة ما يتغلق بالبرمجيات والنظم.

6. ازدياد التوجه الى تطبيقات التصنيع بواسطة الماسحات الضوئية ثلاثية الابعاد.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا