مشروع محمود جبريل الأفضل وأمل الليبيين - عين ليبيا

من إعداد: سعد النعاس

لست ممن لديه عقد أو صاحب تقديس لبشر ، ولكني أحب العمل المنظم والشخص الذي يعرف ما يريد ويخطط له ، أي أن إعجابنا به ليس ( شخصياً ) لشخصه أو طوله أو لون عينيه أو طريقة كلامه ، بل ( موضوعي ) لمشروعه وما يطرحه.

محمود جبريل الوحيد الذي لديه برنامج متكامل عكف عليه منذ سنوات هو ومجموعة كبيرة من الليبيين المتخصصين. أما المترشحين الآخرين فما فعلوه ما هو إلا ما يفعله الكثيرين قبل امتحان المقابلة في أي وظيفة.

للأسف الشديد باقي المترشحين ينظرون لرئاسة الوزراء على أنها وظيفة . صحيحة أنها وظيفة قانوناً ، ولكن هي قيادة للدولة سياسياً ، وإذا كانت الدولة تعاني من أزمة مالية أو اقتصادية أو سياسية أو عسكرية تصبح الدولة بحاجة لكارزيما لديه مشروع واضح ومخطط لانتشالها من هذه الأزمة ويحظى بقبول لدى فئة لا بأس بها في الشارع ، وهذا ما أظهرته نتائج الانتخابات بدون جدال ، ولو طرح المؤتمر الوطني المرشحين على استفتاء شعبي لكانت النتيجة ساحقة لصالح محمود جبريل ، فالشعوب في مجملها أذكى بكثير من سياسيها عند الاختيار لأنها وحدها من تقع عليها تبعات ذلك الاختيار.

ليس الوضع الأمني فقط ، ليبيا تعاني اقتصادياً على جميع المستويات ، فالدخل ضعيف ، وأصبحنا نلحظ فرقاً واضحاً بين دخل عمال النفط وباقي شرائح المجتمع. البطالة تضرب بأطنابها والتضخم يزداد يوماً بعد يوم ، والفقر ينتشر والجرائم والظواهر السلبية المرتبطة بذلك من فساد ورشوى وسرقة و( واسطة ) وتاخر سن الزواج وانتشار الجرائم الأخلاقية ، وهذا هو أكبر تهديد حقيقي للأمن . الاقتصاد هو الأكثر تأثيراً في استقرار المجتمعات سياسياً واجتماعيا وتوطيد الأمن وترسيخه.

ليبيا بحاجة لمشروع مخطط له جيداً ولديه أهداف واضحة مدروسة لاسيما في مجال الاقتصاد وكل ما يرتبط بمعيشة الناس وحياتهم اليومية ، ومحمود جبريل لديه مشروع متكامل عصارة جهد مئات الليبيين المتخصصين. أما الآخرين فكما قلت لا برامج لهم إلا أنهم متميزون في اختصاصاتهم المهنية وهذا لا يكفي لقيادة دولة كليبيا في هذه المرحلة بالذات.

لمن لم يحسم رأيه من أعضاء المؤتمر الوطني من للمستقلين والإسلاميين وغيرهم ، ليبيا ليست بحاجة لايدولوجيا لقيادتها ولا تقييماتنا أو مشاعرنا الشخصية أو عقدنا القبلية أو المناطقية ، ليبيا وبمثال بسيط كنادي يعاني في دوري ويحتاج مدرباً وجهاز تدريب لانتشاله من نتائجه الكارثية ، وأنت تدعي انك من محبي هذا النادي ومشجعيه ـ فهل ستختار مدربا من ذات فكرم الأيدلوجي أم من ذات منطقتك أم قبيلتك ؟ أم انك ستختار من تراه الأكفأ ويدرك عمله جيداً؟ اعتبروا ليبيا نادي على الأقل إن كان من بينكم لم يسعه أن يراها وطناً لكل الليبيين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا