مصلحة الآثار تفتتح متحفًا للآثار بمدينة سوسة - عين ليبيا

افتتحت مصلحة الآثار الليبية، يوم أمس الأربعاء، أول متحف أثار في مدينة سوسة شرق ليبيا، بعد الثورة في إشارة للإعلان عن مكوناته والدور الحديث للآثار في مرحلة التطوير والتنمية.

ووصف رئيس مصلحة الآثار صالح عقاب، الافتتاح بأنه عرس كبير، مؤكدًا أن المعرض يعكس ما تتمتع به البلاد من آمان، مضيفًا أن المواقع الأثرية الليبية لم تتعرض إلى أخطار طيلة الحرب لإسقاط نظام القذافي، مؤكدًا أن المصلحة تلقت رسالة تقدير وشكر من المدير العام لمنظمة اليونسكو “آرينا باكوفا” تشيد بـ”ثوار ليبيا” والثورة، والدور غير المسبوق لحماية المواقع الأثرية، مشيرًا إلى أن الأخبار المسربة جاءت نتيجة تخوف اليونسكو من النزاع المسلح بغدامس.

من جانبه لفت مسئول مراقبة آثار سوسة ناصر عبدالجليل، أن المدينة التي أسست منذ القرن السابع قبل الميلاد، كانت من أكثر المدن التاريخية تهميشًا في عهد القذافي، مؤكدًا أن النظام السابق حاول الترويج بأن الآثار رمز للاستعمار الإغريقي والروماني، وليست لها صلة بالتاريخ والحضارة العربية، مضيفًا أن بعض الشباب حاليًا ينظرون إليها من زاوية ضيقة، وليس على أنها قيمة فنية وحضارية تتعلق بتاريخ الآباء والأجداد.

وأشار عبدالجليل إلى أن تعليم الآثار أصبح جزءًا من مناهج المؤسسات التعليمية حاليًا.

يذكر أن المتحف يحوي مخطوطات عربية وإسلامية، ترجع إلى القرن الثامن الهجري، إلى جانب القبر الروماني الذي أعيد استخدامه في العصر المسيحي، ومجموعة من الآثار النادرة، التي تعود إلى العهد الروماني خلال القرن الثاني الميلادي.

ويحوي المتحف على لوحة فسيفساء من الموزييك، جلبت من موقع كنيسة رأس الهلال، التي تحولت إلى مسجد عند دخول الإسلام إلى ليبيا في القرن السابع الميلادي.

وتضم قاعاته قطع الفخار الثمينة ورسومات لأعياد إله أثينا، التي كانت تنضم كل أربع سنوات في العهد الإغريقي، بالإضافة إلى أنواع من المصابيح الملونة الإغريقية والرومانية والبيزنطية.

يشار إلى أن مدينة سوسة الليبية تقع على ساحل البحر المتوسط في الجبل الأخضر، وشرق مدينة البيضاء بمسافة ثلاثين كم، وقد أقيمت المدينة على أنقاض لمدينة أبولونيا القديمة، التي تعتبر متحف آثار مفتوحًا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا