معالجة أزمة المحضرين القضائيين في ليبيا - عين ليبيا
من إعداد: أ. محمد البكوش
تواجه المنظومة القضائية في ليبيا أزمة حقيقية في أداء المحضرين القضائيين (أعوان التبليغ والتنفيذ)، انعكست آثارها على فاعلية العدالة في المحاكم الليبية خاصة في القضايا المدنية، الإدارية، والأحوال الشخصية. ويرجع ذلك إلى تقادم التشريعات المنظمة (قانون المرافعات الصادر في خمسينيات القرن الماضي)، وغياب التحديث التقني، وضعف التأهيل والرقابة.
يؤدي هذا الخلل إلى تعطيل التبليغات، وتأخير الفصل في الدعاوى، وإهدار الحقوق، والطعن في نزاهة الإجراءات، مما يستوجب دراسة آليات حديثة لمعالجة هذه الأزمة الهيكلية بما يواكب التطور الحاصل في أنظمة العدالة على المستوى الدولي.
*أولاً: آليات حديثة لمعالجة الأزمة
1- اعتماد التبليغ الإلكتروني الرسمي:
2- نظام “المحضر الرقمي”:
3- آلية التتبع والمراجعة الإلكترونية:
4- إشراك وسطاء عدليين معتمدين:
5- إصلاح هيكلي لمهنة المحضرين:
ثانياً: متطلبات تشريعية مرافقة
تعديل قانون المرافعات المدنية والتجارية:
تقنين استخدام التقنية ضمن الإجراءات القضائية:
بإدراج مواد تشريعية تعترف بسجلات التبليغ الرقمية كمستندات رسمية قانونية.
وختاماً: تمثل أزمة المحضرين في المحاكم الليبية إحدى أبرز العقبات أمام انتظام العمل القضائي في ليبيا، ويستوجب علاجها اعتماد نهج مزدوج يجمع بين إصلاح تشريعي شامل وتحديث تقني مؤسسي. وتجارب العديد من الدول (مثل فرنسا، والإمارات، وكندا) تُظهر جدوى الانتقال إلى التبليغ الإلكتروني والمحضر الرقمي في تجاوز الإشكاليات التقليدية وتحقيق عدالة ناجزة.
إن التوجه نحو هذه الإصلاحات لن يسهم فقط في حل أزمة المحضرين، بل سيعيد بناء الثقة في المنظومة القضائية ويقلل من معدلات التأخير، البطلان، والتظلمات الناتجة عن قصور التبليغات.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا