معدن الرجال وأدران السياسة - عين ليبيا

من إعداد: المراقب

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ صدق الله العظيم

قد لا يدرك البعض أن هذه الحرب التي نخوضها ضد تنظيم داعش الإرهابي هى مكرمة ومنة من الله سبحانه وتعالي، هكذا استهل نقيب المحامين عبد الرحمن الكيسة آخر بوست له قبل استشهاده، وأضاف معللا، علها تطهرنا من إدران السياسة وتصلح ما أفسده الساسة. للأسف أيها الشهيد لازال الساسة في غيهم القديم وران على قلوبهم الباطل والحسد والحقد فأعمى بصائرهم. ها هو من يفترض أنه يمثل كل الليبيين يصدر بيانه المملوء حقدا وكفرا علي من يدفعون أرواحهم واشلائهم من أجل تحرير مدينة دنسها الخوارج ومن يساندهم من فلول النظام السابق مدعومة من حاقدين علي ثورة فبراير أشخاصا ودول.. كان رئيس مجلس النواب يتحدث بنفس لهجتنا ويبكي ويستجدي من أجل تحرير سرت المنكوبة، ولكننا نكتشف أننا لم نكن نبكي ونتألم على ذات الشيء.. دماؤكم الطاهرة كشفت مؤامرة داعش ومن يقف وراءها انكشف المستور وظهر علينا رئيس مجلس النواب بخطابه الفاجعة وبوطنيته التي لا تتجاوز حدود مقار مؤيديه ومعسكر قيادة جيشه المزعوم …

كنا نأمل من رجل مسن اختاره الناس أن يقتنص الفرصة التاريخية التي ساقتها له الاقدار من أجل بناء وطن موحد كما ورثناه يسع الجميع ويحفظ كرامة الجميع ليخلده التاريخ كأحد بناة دولة ليبيا الحديثة، ولكننا نقدر، في أحيان كثيرة، وتهزأ الأقدار.

ما نلحظ من حجم الحقد المدفون داخل هؤلاء على كل من يحاول وضع لبنة لبناء صرح وطن مزقته الأهواء السياسية والنظرة القبلية المقيتة القاتلة يعجز القلم عن بيانه…نحن  رئيس مجلس النواب لا نريد أن ننبش  على الماضي القريب خاصة يوم 7/2/2011 وكلمة البيعة لسيدك لأننا صممنا على النظر إلى الأمام ولن نسرد لك تاريخك وتاريخ من تمجد من قيادات جيشك المزعوم لأننا ندعو لطى صفحة الماضي، لأننا نطمح للبناء ولن نشتت جهودنا ونرهق أنفسنا إلا في البناء.. هكذا هي وصية شهدائنا، لكننا لسنا مغفلين ولا ضعفاء والدليل سرت.. سرت التي حررت من مؤامراتكم.. من اباطيلكم من بيعكم لها في مزادات الدياثة العلنية والخفية التي ذكرتها وكشفها شباب لا ينظرون إلا الي الامام ويعلمون ما يخطط له المغرضون والحاقدون.. هل كان بإمكان جيشكم الوطني المغوار أن يحلم بمثل ما حققه هؤلاء الأبطال الذين تصفهم بكل الأوصاف السيئة.. هل لقائد الكرامة المغوار الذي لازال يصرح بتحرير بنغازي بسوف التي لم تأت يوما بالرغم من الدعم المباشر وغير المباشر مِن عدد من الدول مثل مصر والإمارات والأردن وهو امر غير خافي على أحد الا انه لم يتمكن من فعل شيء غير التهجير والتدمير.. هل غاضك غضب مدينة جارة لسرت فهبت بما تملك لنصرتها.. هل غاضك الموقف وشرف الرجال ينسب لأصحابه.. جاءتك فرصة العمر في آخر العمر ولكنك للأسف بعتها رخيصة. الان حصص الحق واتضحت النوايا صدقت اخي عبدالرحمن أنها منة ومكرمة من رب العباد لنطهر بها أنفسنا وننتصر لمبادئنا التي ثرنا من أجلها.. ستبقي كلماتك وحرقتك تمزق جدار الزمن وتدوي بيننا دوي الرصاص والقنابل التي فضلت ميدانها على ميدان المزايدات والأهواء السياسية التي لم تكن يوما للبناء..



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا