من حقائق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) – الجزء الثاني - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تفتقد للحكمة والتدبير العقلي، والحرب عليه في مصر فيها سوية اذا لم يشتت الجيش المصري بحروب اخرى والحرب عليه في ليبيا فيها خلط يدعم التنظيم بدلا ان يهزمه.

 اولا: الحرب على التنظيم في العراق وسوريا:- 

من الحقائق الحصرية غير العامة ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا كان صدمة مرعبة للقيادات الشيعية وفصائلها والقيادات الإيرانية  وقد أربك وجوده السعي الشيعي للتمدد في الشرق الأوسط وهذه حقيقة أحببناها او كرهناها لذلك فان كتائب شيعية* تقاتل التنظيم الآن واختارت دولا كالاردن والسعودية والإمارات وقطر والبحرين ان تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يقف عائقا امام المد الشيعي وكأنها تفضل المد الشيعي على تنظيم الدولة الاسلامية وهو خارج أراضيها  فانضمت الى التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية بطائراتها من الجو وعلى الارض تقاتله الكتائب الشيعية* المتطرفة التي هى اكثر خطرا على المنطقة من تنظيم الدولة الاسلامية وهذه هبة من هذه الدول لا مزيد بعدها تمنح انتصارا لكتائب شيعية على هذا التنظيم مما يمهد لتدفق المد الشيعي اذا ماانتصرت الكتائب الشيعية* على تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقف عائقا امام المد الشيعي ، هذا المد الذي ستنفجر مع امتداده اقليات شيعية  في هذه الدول لتذوب في هذا المد وتجرف معها الدول السنية في المنطقة ، ليس من الحكمة ان تحارب هذه الدول تنظيم الدولة الاسلامية  حتى يقوى المد الشيعي فيما بعد ولكن الحكمة في ذلك توجب الحياد الى حين والمراقبة عن بعد ، فما هو المقياس او المعيار الذي حددت به هذه الدول اخف الضررين ، تنظيم الدولة المتطرف او الكتائب الشيعية المتطرفة اذا انهزم تنظيم الدولة الاسلامية.

من اللمحات المحلية للحرب على التنظيم في العراق هو تحالف  وحدات من الجيش العراقي على الارض مع وحدات من العسكر عرقية ومع فصائل شيعية* هى الاخرى متطرفة مدعومة من ايران سميت بالحشد الشعبي ويساندهم في ذلك تحالفا دوليا ، والخطير هنا هو تدخل هذه الفصائل الشيعية* المتطرفة في الحرب على التنظيم الذي له انتماء سني مما سيدفع بالقبائل السنية الى اختيار التحالف مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي هو اقرب الى مذهبها ليس لذات المذهب ولكن حتى تتجنب تطرف الفصائل الشيعية التي قد تكون اشد عليها من تنظيم الدولة الاسلامية حيث سترى ان الضرر عليها محتم لو انتصرت الفصائل الشيعية للعداء الذي تكنه للسنة.

ومن اللمحات المحلية للحرب على التنظيم في سوريا هو مساندة جيش النظام السوري بفصائل شيعية*كثيرة وبدول التحالف الدولي في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية وذلك أدى الى توحيد الجماعات الدينية المقاتلة في سوريا بعد ان دب بينها الخلاف وقد ادى الى نتيجة حتمية بدعم فريضة الجهاد في سوريا على النظام السوري وفصائله الشيعية المساندة حيث يهاجر الكثير من المقاتلين السنة للقتال مع تنظيم الدولة الاسلامية بدافع ديني يرونه فرض وهو مقاتلة الشيعة الذين يعتبرونهم فرقا ضالة.

ثانيا: الحرب على التنظيم في مصر:-

الحرب التى يخوضها الجيش المصري على تنظيم الدولة الاسلامية في سيناء ، هى اقل خطرا على الدولة المصرية من الحرب على التنظيم في العراق وسوريا ، لانها حرب بين جيش وطني مكلف يحظى بمساندة شعبية وبين تنظيم متطرف وافد لايحظى بمساندة شعبية وذلك سينهي الحرب سريعا لصالح الجيش المصري  هذا اذا لم تفتح القيادة المصرية على نفسها جبهات مع الجماعات الدينية المعتدلة قد تؤدي الى تحالف مع تنظيم الدولة الاسلامية وتصبح القيادة المصرية عدوا مشترك يصهر هذه الجماعات في تحالف لمواجهة الجيش المصري وإرهاقه.

ثالثا: الحرب على التنظيم في ليبيا:-

الحرب التي يقودها جيش الكرامة كانت لها حجة اتفق عليها الكثير، هذه الحجة ماتتعرض له مدينة بنغازي من نزف وكسف وخسف ولكن الخطيئة الكبرى التي ارتكبها هذا الجيش هى تعميم الحرب فخاض حربا على جميع الجماعات المسلحة دينية وغير دينية دون تحديد الاخطر منها على الشعب الليبي وذلك وحد هذه الجماعات في ليبيا لمواجهة ما يعرف بجيش الكرامة.

وشغله ذلك عن الحرب التي ينبغي له ان يخوضها ضد التطرّف ومن ذلك تنظيم الدولة الاسلامية ومن الجماعات التي أفرزها التعميم والخلط في الحرب هى جماعة فجر ليبيا والتي يحاربها جيش الكرامة وتحاربه ومن جانب تحارب الآن  تنظيم الدولة الاسلامية الذي هو عدوا لفجر ليبيا ولجيش الكرامة  فلم يخض جيش الكرامة حربا مباشرة على تنظيم الدولة الاسلامية بينما فجر ليبيا خاضت حربا مباشرة على تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة سرت وتلك ليست مذمة لجيش الكرامة بل يسوق حقيقة ان هناك عدوا مشترك بين جيش الكرامة وفجر ليبيا وهو تنظيم الدولة وهذه دلالة على  المصير الوطني الواحد بينهما هو ادعى للاعتصام معا ضد المخاطر التي تهدد ليبيا وسيكون من صالح تنظيم الدولة الاسلامية ان يتقاتل عدويه  فجر ليبيا وجيش الكرامة فذلك بقدر مايمنحه قوة فانه يستنزف قوة عدويه ، حتى لو انهزم الآن فان ذلك سيمنحه القوة لاحقا للإجهاز على عدويه بعد ان ترهقهم الحرب.

******************************
– ملحق ماحدث في تونس من هجوم على متحف باردو . يوم الأربعاء – 18 – 3 – 2015 م.

الهجوم على متحف باردو في تونس سبقه رجوعا في الاتجاه الشرقي تفجير بوابة شرطة الغيران المحاذية لمنطقة جنزور ثم سبقه تفجير مركز شرطة زاوية الدهماني في طرابلس اي ان هناك امتدادات ارضية للارهاب وذلك يعني ان خريطة مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية بدأت في الامتداد والاتساع من الجماعات الدينية في تونس وطرابلس وغيرها وهى جماعات كانت معتدلة او شبه متطرفة ، كانت تعمل على الدعوة والتحريض وأصبحت بمبايعتها لتنظيم الدولة على السمع والطاعة تعمل على القتال والتفجير والترويع وهى أساليب من ارتضت طاعته وهو تنظيم الدولة الاسلامية ، ليس من اللائق ان يعلق بعض الإخوة من تونس تفجير باردو على ليبيا واتهامها بمصدر الاٍرهاب دون سند او دليل وهو أمرا تكرر في اكثر من مناسبة حتى بات لايطاق ، فالمجموعة التي قامت بالهجوم على متحف باردو هى مجموعة تونسية أصيلة لولايات تونسية وقد بايعت هذه المجموعة أمير تنظيم الدولة الاسلامية الموجود في العراق وليس في ليبيا ،ماهى القرينة التي اوصلت هؤلاء لاتهام ليبيا في هذا الامر؟

اهم سببين للخرق الأمني الذي نتج عنه الهجوم:-

أ- القوى الامنية التونسية من افضل القوى الامنية في منطقة المغرب العربي الا ان قادة هذه القوى الامنية في حالة من التشتت النفسي بين فرض السطوة الامنية لحماية الارض التونسية وبالتالي تحجيم الحريات العامة في تونس بعد ثورتها مما قد يخلق حالة من الاستياء العام او انتفاضة على القوى الامنية ، وبين تخفيف السطوة الامنية والحزم وبالتالي اطلاق الحريات العامة الذي تنادي به المؤسسات التونسية وهذا التخفيف من السطوة الامنية هو المدخل الذي سمح بهذا الخرق الأمني ويرجع هذا التشتت لعدم وجود قوانين توازن بين مكافحة الاٍرهاب والحريات العامة في تونس.

ب- القادة السياسيين في تونس منشغلين بمصالح احزابهم على حساب المصالح الوطنية التونسية وفرضت عليهم مصالحهم الحزبية دعم ومجاملة الجماعات الدينية التى بايعت الآن تنظيم الدولة الاسلامية ومنها هذه الجماعة التى هجمت على متحف باردو ، هذا الدعم وهذه المجاملة سمحا بفك الطوق الأمني على هذه الجماعات التى أصبحت تمرح وتسرح في الارض التونسية.
______________________________________________________________
* اهم الفصائل الشيعية في العراق وسوريا: حزب الله اللبناني، حزب الله العراقي عصائب اهل الحق ،وجيش المهدي، الحرس الثوري الإيراني، فيلق بدر، لواء ابوالفضل العباس، وغيرها من الفصائل، مصدر اسماء هذه الفصائل اخبار صحفية واعلامية عامة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا