من حقوق للأكراد إلى إرهاب لتركيا المسلمة - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

لقد نحج الحلف الأطلسي المنتصر في الحرب العالمية الثانية في زراعة قنابل موقتة يفجرها متى شعر بالتهديد أو الحاجة لغرض ما. وأكبر تهديد له وجود قوة منافسة على وجه الأرض، ووثيرة التهديد سترتفع للدرجة القصوى عندما تكون القوة تدين بالإسلام. وليهذا السبب كان توزيع أمة الأكراد بين أربع دول منها تركيا وشحنها بالكراهية للعروبة والإسلام لخدمة ما تقتضيه مصلحة الغرب، لقد برع الغرب في التلاعب بالحقوق بحيث جعل من اضطهاد المسلمين “الايغور” في الصين جريمة تتصدر أمريكا عبر سفيرتها في الأمم المتحدة في نيويورك ليندا طوماس لطرحها بالمجلس العالمي لحقوق الإنسان.  في المقابل تصريحات السيد سليمان صويلو وزير الداخلية التركي يرفض العزاء من أمريكا لقناعته بأن عندها معلومات عن العملية.

وتر الكراهية سواء مع الأكراد، أو حتى للأمازيغ، تعزف عليه القوى العالمية لضرب الإسلام وكراهيته. فيلقون باللوم على جميع جرائم المسلمين سواءٌ كانوا في السلطة أو حتى بشر عادين على الإسلام البريء منهم براءة الذئب من دم سيدنا يوسف على السلام.

العنصرية أداة للكراهية:

يتم تهيئة الأرضية بأرض الأكراد، وحتى الأمازيغ، بزرع كراهية العرب والإسلام وهو مشروع تتظافر فيه القوى العالمية الساعية للسيطرة على الأمة الإنسانية وتحويلها إلى قطيع من المخلوقات مجردة من العواصف وتحركهم الغرائز بشكل منحط وبشع. ويدخل على هذا الخط اليسار الغربي العالمي المهدم والمدمر للقيم الأخلاقية باسم حقوق “الأقليات” والحرية الشخصية.

استهداف تركيا المسلمة:

في نظر القوى العالمية تركيا تشكل خطراً عليها لأنها دولة تخدم الإسلام بشكل حضاري وبراغماتي وفي نفس الوقت تتسلح باقتصاد قوي على مختلف الصعد بما في ذلك العسكري وهو الأخطر، ولضرب اقتصادها وظفت هذه الكردية المجرمة المسكينة أحلام البشير المُغرر بها والقادمة من سوريا بعد أن تم شحنها بالكراهية ضد الإسلام وتركيا، التي لا تخفي تعاطفها مع الإسلام، ولأن تركيا آمنة ويرتادها السواح من جميع دول العالم بما في ذلك إسرائيل. فلقد تم توظيف الكردية أحلام لخلخلة النمو الاقتصادي الذي تشهده تركيا. ولكن هذه الضربة الحقيرة ستقوي بإذن الله تركيا وسيزاد انصار الإسلام قوةً وتلاحماً ضد اعدائهم أعداء الإسلام والسلام.

الإرهاب صناعة توظف الحقوق:

بحكم أن الكاتب أمازيغ فعلى إلمام تام بمحاولات توظيف الشأن الأمازيغي بحيث من ناحية يكون الهمس في آذان أخوتنا وأخواتنا العرب بأننا نسعى للتقسيم وأننا نكره العرب والإسلام وعملاء للغرب ولكي يثبتوا ذلك يكون الزن على من هم على الطرف الأخر الأمازيغ بأن تقسيمهم لدويلات وتأخرهم كان بسبب قدوم الإسلام الذي فرضه عليهم العرب. بالطبع وبدون أي إشارة إلى تقسيم سايكس بيكو! هذه الحقيقة المرة عاشها الكاتب وسمعها ممن تم تلقينهم مثل هذا عبارات. وبين بعض العرب، الموهومين بأن الإسلام لهم لوحدهم، يتم نشر التطرف المذهبي للفكر الوهابي التكفيري فتصل القوى العالمية إلى مرادها بخلق الفتن والحرب لتحرك مصانع أسلحتها وتشغلها وترفع من أرصدة خزائنها.

لقد تطور الأمر على أرض الأكراد للأسف ليصل إلى بناء المعسكرات وتسليح المتطوعين وتشكيل مجموعات مسلحة تدعي العمل المسلح لأجل تحرير أرضهم، وهي في الحقيقة مهمتها زعزعة أمن واستقرار أربعة دول: تركيا، وإيران، وسوريا، والعراق.

نسأل الله الرحمة لضحايا تفجير شارع الاستقلال بإسطنبول والشفاء العاجل للجرحى وليتعظ الأكراد، ومعهم الأمازيغ، مما يحصل وعليهم أن يتعلموا الدرس الذي يقول بأن هذا لا يخدم قضاياهم بل يخدم أعداء الإسلام والإنسانية والسلام في العالم.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا