من رشح العزابي لوزارة التعليم بحكومة السراج؟ - عين ليبيا
من إعداد: المنتصر خلاصة
السيد السراج بعد لندن ليس هو قبلها وقد أكد ذلك بتصريحاته الصحفية النارية خاصة عندما اوضح بان النافذين في ليبيا والمعرقلين للاتفاق والتعاون مع مجلسه هم أربعة.. إذا سلمنا جدلا بأن من يعرقلون مسيرة السراج نحو القيام بما عليه من واجبات هم اولئك الاربعة فإنه ولا شك قد نسي الخامس وهو الاهم ألا وهو السراج نفسه؟
السراج لم يطور ذاته فلم نرى له خلال الاشهر التي مرت وهو يتربع في طريق السكة أي امكانيات او قدرات ذاتية تكفل له حسن المناورة والتعاطي مع الواقع بحيث تكفل له تحالفات جديدة او تمهد له الطريق مع خصومه السياسيين.. لم نرى له قرارا يحرك الراكد او يزيل الغائش وهو المدعوم دوليا والمعترف به رسميا.. في تصوري ان السراج لازال مخدوعا بمن يلتقيهم من سياسيين وعسكريين متوهما بأنهم يمثلون الشعب ويتكلمون بهواجسه واحتياجاته ولا يدرك انهم فقاعات اعلامية وصناعات ورقية لا تملك الا تعبئة الجيوب وشق الصفوف.. عوز السراج للفهم الصحيح يجعله تحت رحمة افاقين سواء تحت مسمى لجنة الحوار أو العسكر أو البرلمان وهذا العوز ذاتي ولا علاقة له بمن سماهم المعرقلين الأربعة.
السراج وحتى هذه اللحظة لم يستطع ايجاد اللحظة القادرة على تغيير السياق العام بل لازال يتشبث بقدرات غيره لإحداث الفارق أي ان السراج ترك السراج وانبرى يخادع نفسه باللحاق بمن بإمكانه ان يبزهم لو أنه أحسن الإعداد والاستعداد وصدق في الجد والاجتهاد وذلك باللجوء فعلا لمن قلبه على البلاد والعباد وهؤلاء لهم علامة واضحة لا لبس فيها وعلامتهم انهم لا يطلبون ولا يتوسطون ولا نشاط تجاري او استثماري لهم بل يتركون حقهم في سبيل نهوض بلادهم.. لا هدف لهم الا رفعة بلدهم لا مليشيات تدعمهم ولا قوى خارجية تسندهم.
ان لجنة الحوار او من يستند عليه السراج من ذلك اللوبي الطرابلسي سيذهبون بعيدا للإطاحة به في سبيل تحقيق مصالحهم فها هم يضربون بعرض الحائط كل القيم التي يسوق السراج انه حريص على ترسيخها من عدالة وشفافية فها هو وزير من وزرائه يدخل لعبة الوساطة والمحسوبية في وزارة يفترض بها الاشراف على بناء جيل مستقيم يؤمن بالكفاءة وتكافؤ الفرص وليس الوساطة والمحسوبية.
إن عدم خروج السيد السراج على اثر هذه الفضيحة المدوية واعلان اقالة الوزير العزابي او خروج الوزير نفسه مقدما استقالته للشعب معتذرا له عن جريمته في هذا الصرح المرموق لا يعني الا شيئا واحدا وهو ان السراج لازال مفعولا به كسابقيه لا مبادي لديه ولا سياسة انما اتباع املاءات من جاء به وبالتالي ذلك الطرف او تلك الاطراف هي من تتولى قيادته وذلك الوزير وهي من املت اسماء الملحقين المحظوظين ليكونوا ادوات من ادواتهم وليس خدما للشعب والبلاد أي ان السراج رهينة احدى اهم عصابات المناصب والاثراء الغير شرعي ممن يستثمر اوضاع الليبيين المزرية كي يستنزف ثرواتهم ويقضي على أي بصيص للأمل في نهوض بلدهم.
طبعا لا نطعن في قدرات أحد مما جاء في الكشوفات او ننقص من امكانياتهم انما ننقد الطريقة التي جاءت بها تلك التعيينات اذ يفترض ان يتم احترام الليبيين فيعلن قبلها عن مسابقة لاختيار الملحقين يتشارك فيها كل صاحب كفاءة واختصاص وتكون بامتحانات حرفية مهنية وتراتبية يتساوى فيها الجميع دون وساطة او محسوبية وتكون تحت انظار الرقابة والمحاسبة.. إن السراج وبهذه العقلية وهذا الضعف يأتي في المقام الاول من حيث العرقلة والوقوف في وجه البلاد نحو النهوض من أزمتها قبل اولئك الاربعة ويجب عليه الاعتذار منهم؟
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا