من سياتل إلى لوس أنجلوس.. موجة احتجاجات جديدة ضد عسكرة المدن وقرارات الهجرة - عين ليبيا
اشتعلت مدن أمريكية جديدة بغضب شعبي واسع، مع تصاعد موجة الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي بلغت ذروتها بنشر قوات الجيش في شوارع لوس أنجلوس، وسط دعوات لإلغاء جهاز الهجرة والجمارك (ICE) وتحذيرات من توسيع الاستخدام العسكري داخل الولايات المتحدة.
ففي مدينة سياتل، خرجت حشود ضخمة مساء الأربعاء في تظاهرة حاشدة بدأت سلمية قبل أن تتوتر الأجواء إثر إطلاق مفرقعة نارية باتجاه الشرطة، ما دفع قوات الأمن إلى استخدام مادة مهيجة لتفريق المتظاهرين عند العاشرة مساءً.
ورغم التحذيرات التي وجهتها مروحية الشرطة للمغادرة الفورية، واعتقال عدد من المشاركين، استمر المتظاهرون في التجمع والهتاف مطالبين بوقف المداهمات ونزع الطابع العسكري عن الشوارع.
واللافت أن التظاهرات لم تقتصر على سياتل، فقد شهدت مدينة سبوكين القريبة احتجاجًا شارك فيه قرابة ألف شخص، انتهى باستخدام الغاز المسيل للدموع وفرض حظر تجول هو الأول منذ احتجاجات “حياة السود مهمة” في 2020، بعدما حاصر المتظاهرون عناصر جهاز الهجرة الفدرالي أمام أحد المكاتب ومنعوهم من المغادرة.
لوس أنجلوس.. مدينة تحت الحصار
في لوس أنجلوس، التي تدخل يومها السادس من الاحتجاجات، فرضت السلطات حظر تجول ليليًا يمتد من الساعة الثامنة مساءً حتى السادسة صباحًا، على مساحة 2.5 كيلومتر مربع.
وأعلنت رئيسة البلدية كارين باس أن الحظر سيبقى مفروضًا “طالما بقي الجنود في الشوارع واستمرت المداهمات”، في وقت أعلنت فيه الشرطة اعتقال 225 شخصًا، بينهم 203 بتهمة عدم التفرق، و17 آخرين لانتهاك حظر التجول.
المتظاهرون، الذين رفع بعضهم علم المكسيك تعبيرًا عن التضامن مع المجتمعات المهاجرة، أغلقوا مداخل المحكمة الفيدرالية للهجرة، فيما اتسعت مطالبهم لتشمل إنهاء عسكرة المدن ووقف سياسات الترحيل الجماعي التي تنتهجها الإدارة الأميركية.
ترامب يتوعد ويوسّع التهديدات
من جهة أخرى، كشفت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصادر في الإدارة الأميركية أن الرئيس ترامب مستعد لنشر قوات الحرس الوطني في مدن إضافية إذا امتدت الاحتجاجات، في خطوة قد تمثل أوسع استخدام للقوة العسكرية داخل الولايات المتحدة في التاريخ الحديث.
وقال وزير الدفاع بيت هيغسث، في إفادة أمام الكونغرس، إن وزارة الدفاع “تمتلك الجاهزية الكاملة لتعزيز وجود الحرس الوطني في أي مدينة تُهدد فيها سلامة رجال الأمن”، فيما أطلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت تحذيرًا شديد اللهجة للمحتجين خارج لوس أنجلوس، قائلة: “الفوضى ستقابل بإصرار أشد”.
رسائل من الشارع… ورد ناري من البيت الأبيض
وفيما تستعد واشنطن لاستعراض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، هدد ترامب باستخدام القوة ضد أي محاولات لتعطيل العرض، في وقت تتصاعد فيه نبرة الخطاب الرسمي، ويزداد الاحتقان الشعبي مع كل ساعة تمر.
الشارع الأميركي اليوم أمام مفترق تاريخي، حيث تتقاطع ملفات الهجرة، والحقوق المدنية، والعسكرة، وسط انقسام داخلي متزايد، ومخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا جديدة، وربما موجة سياسية لا تقل عن زلزال احتجاجات جورج فلويد قبل خمس سنوات.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا