من هو المواطن البرقاوي؟ - عين ليبيا

من إعداد: عمر الفيتوري السويحلي

السماع عنك خير من السماع منك هذا ما ينطبق على بعض من يسمون أنفسهم بالنخب التي تحب أن تبرز أسمائها موقعة على بيانات دون التعقل وقراءة ما فيها فالصمت في بعض المواقف خير وأحسن تأويلا.

ولقد اطلعت على بيان وقعه العديد مما يسمى النخب البرقاوية وربما أسمائهم مذيلة بالألقاب والصفات وكم تأسفت لهذا المنطق العجيب الغريب وربما المريض فهؤلاء النخب في واقعهم لا يمثلون إلا انفسهم فقد غاب عنهم أن الجغرافيا هي جغرافيا الوطن وأن الحدود هي حدود الوطن وليست خطوط داخل الوطن يمكن لأعدائنا أن تعلنها خطوطا حمراء.

وقد حاولوا أن يستدرجوا تاريخا نضاليا وكان الآخرين لم يجاهدوا ولم يقاتلوا ونحن نعلم قصة من جاهد وعددهم ومن خان وما أكثرهم، ونعلم فضل الزوايا السنوسية صاحبة الفضل الأكبر بعد الله ولعلنا من مبدأ الحوار الذي يتبجح به البعض ويطالب به أن نسأل عن حوار داخل برقة وعن عوقرة بنغازي وعن جزء من السكان يمثلون 60% مستبعدين ويعاملون كدرجة ثانية بل ويهددون من عصابات قبلية وقد دمرت مساكنهم قصدا وعمدا، أين هم مما يحدث اليوم ومن هو المواطن البرقاوي.

يا سادة إذا كان الدرناوي والبنغازي ليس من أبناء الوطن لنتحدث بصراحة مطلقة أن كل من ليس من أبناء قبائل السعادي والحرابي وما يتبعهم من لمد هم إما مرابط وكال عيش أو غرباوي من الذوايح فهم مواطنين غير شرعيين.

أما المركزية التي تتحدثون عنها فقد قامت ثورة فبراير التي فجرها أبناء بنغازي لمنعها بدستور يحفظ الحقوق والحريات للجميع فما هو الفرق بين مواطن بطبرق ومواطن بغريان أليسوا ليبيين، إنما المركزية كانت بفعل نظام عسكري وحاكم مجنون كنتم له تطبلون هو الذي جعل الدولة في تخلف وانحطاط ولم يصنع نيويورك بالزنتان أو فيينا بسبها، وكانت الأمور تتجه بقوة لإلغاء هذه المركزية تدريجيا ولكن البعض من زبانية النظام السابق كان لهم رأيا باجتماعهم بمصنع الصابون الشهير وطعنوا الثورة وتآمروا عليها بالأمس واليوم وأن استمروا بالحياة غدا أيضا.

إن من يتحدث عن وطن لا يتحدث بمثل هذا المنطق لا يمكن أن يساهم في بناء وطن فالأقاليم قصة تاريخية يجب الحديث عنها في كتب التاريخ انتهت بالتعديل الدستوري سنة 1963 لأنها كانت فكرة استعمارية، أما اليوم فهي في خبر كان ولا قيمة لها أبدا لأن الحقوق والمساواة والعدالة يجب أن يحفظها الدستور لكل مواطن من خلال دولة القانون ومؤسساتها وأن المناصب والتشريفات يجب أن تكون بمبدأ الكفاءة وليست غنيمة للجهلة أي كان مصدرهم.

وللعلم عندما تنادت أطراف الوطن لبناء ليبيا لم يكن هناك بترول وغاز في أي مكان وإنما كان هناك رجال صادقون كانت نواياهم خالصة.

أولا يعلم كل من وقع البيان أن مسؤولون عن صناعة هذا المجرم الانقلابي العميل حفتر هم من أتوا به لاجتياح بنغازي ولقتل أبنائها الشرفاء ولكن انقلب السحر على الساحر وقد سخره الله ليذيقكم وأبنائه وعشيرته الأقربون الأنجاس كل أصناف الذل انتقاما لما صنعتم بشيوخ القرآن وللظلم وللهوان وإخراج الناس من ديارهم وكما تدين تدان.

من أراد الوطن فليتحدث عن دستور وقد صنع بآلية أنتم من فرضها وهي لجنة الستين التي انقلبتم عليها وشردتم بعض أعضائها من بني عمومتكم لأنهم صنعوا توافق.

نقول لكم إن الخيار الموازي لبناء دولة مدنية ديمقراطية وليست دولة الأقاليم هو الانفصال فلن يخسر الغرب والجنوب إلا صداعا ونصفا مريضا لا يمكن شفائه مع العلم أن الموقعين معروفين شخصا شخصا ونعرف عقولهم ودوافعهم وأنهم لا يمثلون إلا خيالاتهم المريضة القابعة في أتون التخلف.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا